صفحة الكاتب : ماجد الوائلي

الترشيق ..... مابين الصرخة والتصفيق
ماجد الوائلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
يدور الحديث حاليا في الاوساط السياسية والشعبية عن عملية ترشيق وزاري محتمل سيقوم به المالكي قريبا من اجل تقليل الاعباء على ميزانية الدولة وللحد من ظاهرة الفساد الموجودة ، حيث ان التشكيلة الوزارية التي يرئسها المالكي مكونة من (46) وزير منهم (15) وزير بلا وزارة  ولاندري ماذا يعمل هذا الوزير واين يقضي وقته .
لقد دخلت تشكيلة الحكومة العراقية الحالية موسوعة (غينس) للارقام القياسية بكونها اكبر تشكيلة حكومية في العالم ، وهذه التشكيلة لن تاتي عن فراغ ولم يكن المالكي راغبا فيها لكنها جاءت بسبب المحاصصة والطائفية من اجل ارضاء الكتل السياسية .
وهذا الترشيق الذي اعلن عنه المالكي جاء مباشرة بعد انتهاء مهلة المائة يوم والتي لم نلمس منها شيئا لصالح الشعب العراقي ، لكنها كانت وسيلة قد تكون ناجحة نوعا ما بامتصاص غضب الشارع الممتعض من سوء الخدمات وكثرة الفساد ، فاذا كان المالكي قد اجتاز الامتحان بنجاح في فترة المائة يوم وتجاوز الازمة التي كانت قائمة انذاك ، فهل انه سيجتاز هذا الامتحان بنجاح ايضا من خلال طرح عملية الترشيق الوزاري .
لااعتقد ان المالكي سيكون موفقا في ذلك لانه سيواجه عقبة الكتل السياسية والاحزاب مضافا اليها الاستحقاق الانتخابي كذلك الوضع السياسي المتدهور في البلاد .
كل هذه العوامل وامور اخرى تم بناء العملية  السياسية عليها ستقف عائقا بوجه المالكي وتجعله مكبل اليدين امام وزراء ينتمون الى احزاب وكتل لها شراكة في الحكومة العراقية ، وخير دليل على ذلك هو تاخر تسمية الوزراء الامنيين كل هذه الفترة الطويلة بالرغم من سهولة العملية حيث ان وزير الداخلية هو من حصة التحالف الوطني ووزير الدفاع من حصة القائمة العراقية لكن الجدل استمر الى يومنا هذا وكل مرشح يرد اسمه من جهه ، تحاول الجهة الاخرى اسقاط ذلك بسبب تصادم في الرؤى وتحفظات في المواقف والحسابات ، وهكذا فان الغاء اكثر من عشرين وزارة ليس بالامر السهل امام المالكي في ضل هذا الوضع المتازم والمظطرب ... واي الوزارات سيتم الغائها او دمجها وهل ترضى كتلة سياسية بان يقع الاختيار على وزير من وزرائها ... نحن امام جدل حقيقي سيطول الى اشهر قادمة .
وسيكون المالكي امام اختبار عسير لايمكن تجاوزه بسهولة وقد يقودنا الترشيق المحتمل الى خلافات سياسية جديدة لم تكن بين العراقية ودولة القانون وانما بينما نفس مكونات التحالف الوطني التي ينتمي اليها المالكي .
واذا مااندلعت الازمة بشكل من الاشكال فانها ستكون نهاية للعملية السياسية ولربما تتطور باتجاه اخر لتشمل الجانب الامني والمظطرب اصلا في البلاد .
والسؤال المطروح هنا هل ان المالكي سيخاطر ويغامر في الترشيق ؟ ام ان العملية ستكون شكلية !!! ام هناك تراجع في عدد الوزارات التي يشملها الترشيق لارضاء الكتل السياسية من جهة وارضاء الشارع من جهة اخرى !!! كل مافي الامر هناك عملية تجميل لااكثر لاتقدم ولاتؤخر ستكون متاحة للمالكي في هذه الفترة . 
alwaeli_m@yahoo.com

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد الوائلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2011/07/08



كتابة تعليق لموضوع : الترشيق ..... مابين الصرخة والتصفيق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net