تواضع الأُستاذ للتلميذ
كريم الانصاري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
نقل الشيخ الأُستاذ دام وجوده في مجلس الدرس روايةً عن الإمام الصادق (ع) مفادها : تواضع الأُستاذ لتلميذه ..
فتداعت في ذهني مصاديق هذا التواضع التربويّ الهامّ ، فقلت : لابدّ أنّ منها أنّني لو غبتُ أو مرضتُ فأُستاذي هو الذي يتفقّدني ويسأل أحوالي ، لا أنا الذي أُخبره بأوضاعي .. قالوا : ليس هذا فحسب ، بل لو مرض الأُستاذ فإنّه يسعى بشتّى السبل ألّا يصل خبره للتلميذ كي لايقع في زحمة التفقّد وسؤال الحال ..
وقلت أيضاً : أنّ منها لو أنّني سافرت فهو الذي يستخبر أحوالي حين أسفاري .. قالوا : ليس هذا فحسب ، بل لو سافر الأُستاذ فهو الذي يستخبر حال التلميذ الباقي .
ثم قالوا من ضمن ماقالوا : ليس هذا فحسب ، فهكذا أُستاذ لاتصمد بجنبه أصناف الصنميين والحربائيين و الببغائيين والتزلّفيين ... هكذا أُستاذ يهيل التراب في وجوه المدّاحين ... هكذا أُستاذ لايرتضي أبداً أن يكون هذا التلميذ حاملاً نعله وذاك مُلبِساً إيّاه جلبابه وثالثاً مُشرِباً إيّاه شرابه ... لا ، بل قد يفعل هذا الأُستاذ بحقّ التلميذ ماينبغي للتلميذ فعله بحقّ الأُستاذ ..
مرحى بهكذا أُستاذٍ عرّفنا إيّاه إمامنا الصادق (ع) ..
ومرحى بثقافةٍ وأخلاقٍ ومدرسةٍ يكون فيها الأُستاذ متواضعاً لتلميذه .. فماذا تصنع ياتُرى ؟ إنّها تصنع المجد والخلود القيَمي العظيم .
تذكّرتُ أُستاذي فتبسّمت ثم بكيت .
اللّهمّ ارحم أساتذتنا الماضين واحفظ الباقين .
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
كريم الانصاري

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat