صفحة الكاتب : نسيم الحسناوي

لسنا حزباً ديمقراطياً
نسيم الحسناوي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جميع الأحزاب والحركات السياسية الإسلامية والعلمانية وغيرها ، منذ سقوط نظام البعث  إلى يومنا هذا تنادي بالديمقراطية في العهد الجديد ونقطة التحول المهمة في تاريخ العراق الحديث  .

وتناول الدستور العراقي الجديد شكل نظام الحكم في العراق ووصفه بالديمقراطي في المادة الأولى منه ، واصطنعت الأحزاب والحركات السياسية جميعها أغطية تناسبت مع التغيير الحاصل في الأجواء السياسية العراقية. 

 وقد شارك العديد منها في العملية السياسية منها من كانت فاعليته بقوة ، ومنها من كانت مشاركته متوسطة ،  وأخرى شاركت على استحياء وقد انضوت تحت عباءة غيرها ،  وأخرى لم يحالفها الحظ في الحصول على شيء ومنعتها ظروفها من ذلك. 

لكن أفعال الكثير منهم لم تكن ولازالت تدل على عملهم وفقاً لمبادئ ديمقراطية وإنما على العكس فهم يبعدون الأكفاء ، ويجمدون النزهاء ،  ويساندون الفاشلين ، ولايرغبون في تفعيل ذوي الخبرة ، ويقصون من يعارضهم ولو بالرأي ، ويحاربون الأفضل منهم ، ويسرقون ويفسدون ويدمرون غير آبهين تحت ذرائع وحجج متنوعة ،وبدأ الكثير منا يشك أن الديمقراطية ليس لها حضور في عقولهم ، فهي لا تعدو أن تكون دعاية إنتخابية شعاراتها تملأ الشوارع والأزقة فقط وتنتهي بنهاية المواسم الإنتخابية .

خلال تلك الفترات انخرط الكثير من أبناء الشعب العراقي في صفوف الكثير من الجهات السياسية وقد تأثروا بالعبارات الرنانة والشعارات البراقة ، جذبتهم ألوان الطيف اللطيف ، والتي تسر الناظرين ببهرج جميل ،  استترت به حقيقة مغايرة تماماً ،  وقد رأوا وسمعوا مايدور خلف الأبواب المغلقة ، وكانت الصرخة المدوية لأحد المسؤولين الكبار وهو يتحدث لأحد المنتظمين في حزبه على إثر اختلاف في وجهات النظر حيث قال " إننا لسنا حزباً ديمقراطياً ولايمكنكم الإعتراض علينا في قول أو فعل "

ومن ثم تم طرد هذا المنتظم وإقصاءه ووضعت حوله عدد من الدوائر الحمراء ومنع التعامل معه بأي شكل من الأشكال وصودرت الجهود وظهر الجحود .

حسناً ... كيف سيحكم أمثال هذا بلداً ديمقراطياً متعدد الأديان والطوائف والمذاهب والقوميات بأسم الديمقراطية ؟

وكيف سيحترم الدستور بل ويقسم على صون الديمقراطية ؟ 

وهو لايؤمن بها من قريبٍ أو بعيد وقد ترسخت فيه الدكتاتورية التي جبل عليها ،  إذن الديمقراطية في بلدي ذبحت في مهدها .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نسيم الحسناوي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/05/12



كتابة تعليق لموضوع : لسنا حزباً ديمقراطياً
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net