صفحة الكاتب : عباس الكتبي

القدس عاصمة أسرائيل: السبب والنتيجة
عباس الكتبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

وقع الرئيس الامريكي"ترامب" على أخطر قرار، لم يتخذه أحداً من رؤساء أمريكا من قبل، حينما قرر البارحة أن القدس عاصمة لأسرائيل، قافزاً على الشرعية الدولية والميثاق الأممي، ومستخفاً بالمسلمين ومشاعرهم، خاصة في هذه الايام التي يحتفل فيها المسلمون بمولد نبيهم الأكرم محمد، صلى الله عليه وآله وسلم.

هذا القرار ينذر بتداعيات خطيرة جداً، وعواقب وخيمة، وأزمات ومشاكل ستحدث في منطقة الشرق الأوسط، وبالذات محيط العراق الإقليمي.

هل كان"ترامب"أحمقاً؟ كلا. هل كان لا يفقه بالسياسة؟ كلا. هل جاء لبدء مرحلة جديدة من السياسة الأمريكية بتخطيط من اللوبي الصهيو-أمريكي؟ نعم. وهذا ما قاله صراحة"ترامب" البارحة: (ان قراري هذا تبلور منذ أمدٍ بعيد)، فأين الذين يكفرون بنظرية المؤامرة من هذا القول؟!.

هذه المؤامرة تمت بعدة اسباب، أدت إلى اعلان هذا القرار"القدس عاصمة أسرائيل"، وفي هذا الوقت بالتحديد، من أهم هذه الاسباب:
أولاً– سبب رئيسي، وهو اعتقاد ديني يهودي، ومسيحي أصولي، ومن المؤمنين بهذا الاعتقاد من رؤساء الولايات المتحدة الامريكية"عائلة بوش قاطبة، وعائلة ترامب"، وهو معتقد يطول الحديث عنه، وبأشارة مجملة: يتعلق هذا الاعتقاد برحوع القدس لليهود، وكشف هيكل سليمان، ونزول منقذ البشرية في آخر الزمان"المسيح" لينصر شعب الله المختار اسرائيل.
ثانياً: استثمار الفكر الإسلامي المتطرف، كتنظيم القاعدة، وداعش، ومشتقاته، عن طريق تهئية الظرف والمناخ الملائم له، لأنتشاره بالمنطقة ، لتشويه الإسلام، علاوة على ذلك الدعم والترويج للفكر والثقافة العلمانية والالحادية، لتضعيف المبادئ الاسلامية، وزرع الشك في نفوس وقلوب المؤمنين به.
ثالثاً- اشغال العرب والمسلمين بالفتن والحروب، لتشتيت وتفتيت قواهم، ولتفريقهم وتمزيقهم عن بعضهم البعض، واضعاف مواردهم الاقتصادية، اضافة إلى خلق أجواء العداء والبغضاء والنفرة بينهم.
بعد ان استكملت هذه الاسباب حان الوقت لاعلان هذا القرار بكل جرأة ووقاحة، لأن الدول العربية والاسلامية ضعيفة جداً ومنشغلة بنزاعاتها الداخلية ومصائبها، فلا يستطيع احد اليوم يعترض على القرار، سوى الاستنكار، وان انكر الاصوات لصوت الحمير!.
لكن بأستطاعة هذه الدول أن تجهض وتنقض قرار ترامب، من خلال تجميد كافة علاقاتها مع أمريكا، لكنهم لن ولم يفعلوا.

ما هي النتيجة ان لم يتخذ العرب والمسلون موقفاً صارماً من قرار ترامب؟
بطبيعة الحال، ستعم المنطقة فتنة عمياء، وأولها اندلاع حرب بين الفصائل المسلحة الفلسطينية واسرائيل، تحرّك محور الممانعة والمقاومة بأسناد ايراني وربما تركي أيضاً، لضرب المصالح والقواعد الامريكية في المنطقة، بالعراق وغيره، وربما تتوسع الأمور وتنجر دول أخرى للصراع من أجل مصالحها، مما تؤدي إلى فوضى عارمة، وفتنة كبرى في منطقة الشرق الأوسط، نسأله تعالى أن يجير المسلمين منها، وبالذات بلدنا الحبيب العراق.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس الكتبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/12/07



كتابة تعليق لموضوع : القدس عاصمة أسرائيل: السبب والنتيجة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net