صفحة الكاتب : باقر العراقي

برامج التسقط السياسي، والتشويشِ المتعمد لعقلية الناخب.
باقر العراقي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

جربت ديمقراطيتنا الناشئة ما بعد 2003، كثير من الأدوات في انتخاباتها السابقة، بعضها قديم وبعضها فاسد، واتجهت أي "الديمقراطية" كما الدولة العراقية عموما باتجاه مسار الفساد، لكن وجهتها الأخيرة تعمقت وتعملقت في أساليب عديدة أشهرها التسقيط.

عادة في الدول الديمقراطية، تحضر قبل كل انتخابات برامج انتخابية، لحزب سياسي، إذا كانت النظام برلماني، أو لشخص معين كما معمول به في النظام الرئاسي، ويجتهد في تطبيقه بعد الفوز بالانتخابات.

بعد الانتخابات توضع ضوابط لتطبيق البرنامج السياسي، ويذكر صاحب البرنامج بين الفينة والأخرى حتى لا يزيغ عن الهدف الذي رسمه لجمهوره، وبذلك تكتمل حلقات الهدف العام من الانتخابات، ويكتمل العقد المبرم بين طرفي الانتخابات أي الناخب والمنتخب.

في الانتخابات القادمة أو التي تليها، يحاسب صاحب البرنامج ويثاب أو يعاقب، حسب مقبولية برنامجه وتطبيقه على الأرض، وتساعد في ذلك وسائل الإعلام ومؤسسات صناعة الرأي العام.

بلدنا لم يصل مراحل متقدمة ولازال يحبو في هذا المجال، فلا برامج تكتب وتطبق ولا ناخب واعي يقتنع بما يكتب وينتظر التطبيق، وأصبح المرشح يبحث عن مشتثيرات الجماهير ويغزو عقلة البسيط، ويبعده عن العمل الحقيقي المتمثل بالبرامج الانتخابية وكيفية تطبيقها، ومحاسبة صاحبها فيما بعد إذا لم ينفذها على الأرض.

هذا الغزو الفكري لعقلية الناخب أصبح الهدف الأسمى لبعض الأحزاب أو بعض الشخصيات التي تبحث عن السلطة، فقامت بأخذها يمينا وشمالا، من تخويف الناس والعودة للماضي، أو النعيق المستمر باسم الطائفية، أو التسقيط السياسي للآخرين.

هنا تنعدم البرامج ويحضر التسقيط والطائفية والتخويف، وهي ثلاث أدوات استخدمت ولازالت تستخدم، وبدأت بواكير عملها من الآن لمن لديه اطلاع بسيط على مواقع التواصل الاجتماعي، وبمواقع مزيفة تنشر أخبار كاذبة عن شخصيات معروفة، ذنبها أنها أصبحت منافسة قوية في الانتخابات القادمة.

المرجعية الدينية حذرت من التسقيط وكررت تحذيرها للناس، والناس قد تلتزم بهذه التوجيهات لكن من يقنع السياسيين الفاسدين بتسريح جيوشهم الالكترونية، والكف عن هذه البالية التي شوشت عقلية الناخب الى حد التسطيح والسذاجة.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باقر العراقي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/01/05



كتابة تعليق لموضوع : برامج التسقط السياسي، والتشويشِ المتعمد لعقلية الناخب.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net