صفحة الكاتب : باسل عباس خضير

مصرف الوركاء .. تعددت الأسباب والضحية هو المواطن
باسل عباس خضير

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

أن تتم سرقتك وأنت تمر في شوارع علاوي الحلة أو الباب الشرقي أو سوق  مريدي فالقضية متوقعة ، أما أن تسرق من قيل مصرف أهلي اجازه البنك المركزي العراقي فالقضية تحتاج إلى أكثر من سؤال وسؤال  و مصرف الوركاء للاستثمار والتمويل تأسس عام 1999 ، وحين التأسيس تمت صياغة أهدافه للمساهمة الفاعلة في مجال التنمية الاقتصادية للبلد على وفق أحكام قانون البنك المركزي العراقي وتعليماته وقانون الشركات و القوانين المرعية الأخرى ، وكان لهذا المصرف عدد كبير من الفروع في بغداد و المحافظات فضلا عن المكاتب المتخصصة ألأخرى، منها مكاتب الوساطة لبيع وشراء الأسهم المالية ومكتب الصيرفة للعملات الأجنبية ، ، كما كان للمصرف تعاملا كبيرا مع جميع القطاعات الحكومية والمختلطة والخاص من دوائر الدولة كوزارة الزراعة والأشغال والبلديات وأمانة بغداد والمجالس الاستشارية لمدينة بغداد والشركة العامة للسيارات (عن طريق تسويق السيارات) والشركة العامة للمواد الإنشائية والشركة الوطنية للصناعات الكيماوية والبلاستيكية، وشركة بغداد للمشروبات الغازية وغيرها ، وقد بلغت موجودات المصرف 694 مليار دينار ورأسماله 105 مليار دينار في عام 2010 ، وفي الوقت الذي كان فيه البعض يعتقد إن مصرف الوركاء سيكون منافسا للمصارف الحكومية داخل العراق أو أن يكون بمستوى المصارف الأهلية الإقليمية والدولية ويعول عليه في إحداث التطور المنشود في القطاع المصرفي ، فقد شهد المصرف سقوطا اقل ما يقال عنه بأنه سقوط دراماتيكي وغير متوقع ويخالف كل الآراء ومؤشرات التنمية والارتفاع المتزايد في مستويات أداءه ، فبين ليلة وضحاها أصبح مصرف الوركاء معسرا وغير قادر على تلبية مسحوبات العملاء ولا يستقبل إيداعاتهم أو يقدم الخدمات والتسهيلات المصرفية لهم تحت ذريعة انه يعاني من أزمة إدارية ، عندما صدرت توجيهات بخصوص عدم التعامل مع المصارف الأهلية بخصوص فتح خطابات الضمان ومنح التسهيلات المصرفية ، وبدلا من اتخاذ إدارة المصرف إجراءات لضمان حقوق المودعين والمستثمرين من خلال الافتراض أو الاندماج أو غيرها من المعالجات ، فإنها خذلت العدد الكبير من المتعاملين مع فروع المصارف في بغداد والمحافظات وخارج العراق ، من خلال اختفاء الإدارة وعدم الظهور أو التصريح وطمأنة المودعين على سلامة إيداعاتهم ، بل إنها راحت تغلق أو تعلق عمل بعض الفروع والاكتفاء بتشغيل مقر المصرف في ساحة ألخلاني الذي تحول إلى مكان للوعود الكاذبة والتهرب من الجمهور ويدار من قبل صغار الموظفين .
وخلال السنوات 2010  ولغاية اليوم لم يقبض المودعون سوى وعودا غير صحيحة لان أموالهم لم تعاد لهم وكل ما تم الهاء البعض فيه هو توزيع دفعات بمبلغ ( مهينة ) كل ثلاثة أو أربعة شهور وبطريقة بيروقراطية كان من المفروض إدانتها ومحاسبة المقصرين من قبل المشرفين على القطاع المصرفي العراقي ، لان تعطيل إرجاع المبالغ المودعة بالدينار أو الدولار من قبل مصرف يخضع لسلطة البنك المركزي العراقي هو خرق ظاهر وواضح للدستور الذي نص في مواد عديدة على وجوب المحافظة على الملكية الخاصة للإنسان وهو تصرف يناقض معايير الصدق والشفافية ، ولم تخلو تلك السنوات المملة من عمر التعامل مع المصرف من ترويج أخبار وردية أو بألوان أخرى ليس للمودعين علاقة بها كوضع الوصايا ورفعها والخضوع للتحكيم المحلي ثم اجتياز التحكيم الدولي ، فما فائدة تلك الأخبار والمماطلات وأموال العراقيين مجهولة المصير منذ تسع سنوات ولا يوجد ضوء في نهاية النفق لحد اليوم ؟؟ ، والأتعس من ذلك إن المدير المفوض ورئيس وأعضاء مجلس الإدارة في حالة غياب كامل عن مقابلة المودعين لاطلاعهم على حقيقة ما يجري أو التصريح إعلاميا بخصوص الموعد الذي ستتم فيه إعادة الأموال للمودعين الذين تناقصت أموالهم إلى النصف بسبب انخفاض القدرات الشرائية وارتفاع معدلات التضخم في الأسعار وانخفاض معدلات الفائدة بعد أن وضع المصرف في التصنيف  D ثم تحول إلى التصنيف  Cبخصوص الفوائد والتعامل المصرفي ، قد يقول البعض إن الوركاء ليس هو المصرف الأهلي الوحيد الذي خذل العملاء إذ إن هناك مصارف أهلية أخرى فعلت الشيء نفسه مع الجمهور ولم يحرك البنك المركزي ساكنا بشأنهم ، ولهم نقول إن الصرف يتبادل الاتهام مع المركزي العراقي بخصوص إطلاق الأموال لجمهور المصرف مما يجعلهم في حالة عسر رغم أنهم يمتلكون الأموال الغائبة بين الوركاء والمركزي ، وهو ليس فسادا وإنما عين الفساد لان الفساد يتعلق بأموال من الصعوبة الكشف عن مصادرها وسراقها في حين إن أموال الوركاء موجودة وغير منكرة وموثقة رسميا وكل ما تحتاج إليه هو قرار بإعادتها ،  ، ونضيف إلى ذلك إلى إن مصرف الوركاء ( المدلل ) حكوميا لأسباب لا نعرفها بعد قد خضع إلى رعاية وحنان البنك المركزي العراقي إذ تم السماح له بدخول مزاد الدولار يوميا منذ أكثر من عام ، وله تعاملات مصرفية مع مزاد بيع العملة يوميا حسب مما تشير إليه النشرات اليومية للبنك المركزي العراقي .
السؤال الذي يحتاج إلى إجابة واضحة والتي لم تباح إسرارها بعد والذي يجب أن يجيب عنه البنك المركزي العراقي واللجان المختصة في مجلس النواب وهيئة النزاهة وغيرها من الجهات المعنية بالموضوع ، لمن تذهب ملايين أو مليارات الدولارات التي يتعامل بها مصرف الوركاء عندما يشتري الدولار يوميا من المركزي ، والوركاء مغلق الأبواب وليست له تعاملات مع المودعين والساحبين والجهات الحكومية التي أمرت بإيقاف التعامل معه ، كما إن مجلس الوزراء مطالب بان يساءل الجهات المعنية لماذا لا تعاد أموال المودعين في مصرف الوركاء وهم من المواطنين العراقيين ، مادامت للوركاء الملاءة المالية للتعامل اليومي مع البنك المركزي، ويحق للمودعين أن يسالوا من هي الجهة التي يمكن أن يلجأوا إليها لإعادة حقوقهم المشروعة بعد أن طرقوا كل الأبواب ومنها التظاهرات دون تحقيق مطلبهم وهو إعادة أموالهم فحسب ، وفي ذلك لا نريد تبريرات بل أفعال تعيد الأموال التي مضى على حجزها 9 سنوات فالمصرف هو المسؤول عن حل مشاكله وإعادة أموال المودعين من خلال تصفيته أو بيع موجوداته أو الاقتراض أو الاندماج أو قسمة الغرماء أو بأية طريقة تعيد الحقوق دون مماطلة وإطالة للانتظار ، فالمودعون ليسوا شركاء في المصرف لكي ينتظروا كل هذه السنوات ، وإنما أصحاب أموال مودعة ومن واجب المصرف والجهات الحكومية المعنية إرغامه على إعادة أموالهم على الفور وإلا ستبقى هذه الأسئلة تطرح كل يوم وهو ما يناقض دعوات الدكتور حيدر العبادي غي إعادة حقوق الناس ومعالجة الفساد لان المتضرر هو المواطن مهما تعددت الأسباب .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


باسل عباس خضير
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/03/12



كتابة تعليق لموضوع : مصرف الوركاء .. تعددت الأسباب والضحية هو المواطن
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net