صفحة الكاتب : ثامر الحجامي

المجالس الحسينية وتأثيراتها المجتمعية
ثامر الحجامي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

تعتبر المجالس الحسينية، التي يذكر فيها ثورة الحسين (صلوات الله عليه وآله)، وما جرى عليه يوم معركة الطف، من أهم الشعائر الحسينية التي سنها أهل البيت عليهم السلام ومارسوها بأنفسهم، لأنها مصداق واضح لقوله تعالى: ( ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ).

لاشك إن إستهداف الحسين بن علي (عليه السلام)، يوم العاشر من محرم، بتلك الطريقة المروعة، مثل جريمة كبرى بحق آل رسول الله صلوات الله عليه واله، فهل من المعقول أن يقتل أبن بنت رسول الله الوحيد وأهل بيته؟! وتسبى عياله ونسائه، وتحرق خيامه وترفع رؤوسهم على أسنة الرماح، وتقام الاحتفالات فرحا بالنصر عليهم، لقد كانت صدمة عنيفة للضمير الإنساني والإسلامي، أن يرى أطفالا تقطع رؤوسهم، ونساء مخدرات تسبى، وأسرى يئنون من حر العطش وألم الحديد.

هذه القضية أوجدت حالة من التعاطف الوجداني، والتفاعل مع مصيبة الإمام الحسين (عليه السلام)، فكانت المجالس الحسينية التي تذكر فيها أحداث هذه المصيبة، وما حصل في معركة الطف ذلك اليوم، وإستلهام الدروس والعبر منها، وإيجاد حالة من التفاعل العاطفي مع الحق وأهله، ونبذ الباطل وأهله، والوقوف بصف ذرية رسول الله ( صلى الله عليه وآله )، لأنهم يمثلون ميزان الحق والعدل، والتصدي للإعلام الأموي، الذي أراد تصوير ما حصل في كربلاء، بصورة تناسب رغبات السلطان.

تحولت المجالس الحسينية من التركيز على البعد العاطفي والرثائي، الى قضايا أخرى أعطت أهمية كبيرة للمجالس الحسينية، كالبعد الثقافي والروحي والسياسي، والتعبئة الشعبية للقضايا المصيرية التي تواجه الأمة، وأصبح لها تأثير كبير في المفاصل الحياتية للمجتمع، فقد كانت تعطي رسائل مهمة في حياة الناس، وطريق تعاملهم مع الأحداث والظروف التي تمر بهم.

إطلعت المجالس الحسينية بأدوار مهمة، فهي إضافة الى حفظها القضية الحسينية من التعتيم والتشويه، ومن الأكاذيب التي حاولت أن تحرف الثورة الحسينية، فهي أيضا عملت على إبقاء القضية الحسينية حية بين الناس، لا تبرد وتضيع بين طيات كتب التاريخ، وإنما جعلتها حاضرة في الوجدان والمشاعر، جعلت الأدباء يكتبون والشعراء ينشدون، وحضر الإبداع في تصوير أحداث معركة الطف، التي كانت ملهمة في وأحداثها وأهدافها، وتأثيرها على وجدان ومشاعر المسلمين.

أوجدت المجالس الحسينية مدارس خاصة للمسلمين، يتعلمون فيها الإيثار والتضحية والعطاء ونصرة المظلوم، والثورة على الاستكبار والطغاة، والتصدي لهموم الأمة وتحمل المسؤولية تجاه القضايا المصيرية، والتفاعل مع قضايا المسلمين، ونشر الوعي السياسي والإجتماعي والثقافة الدينية، والتصدي للظواهر والمشاكل التي تواجه المجتمع.

فالمجالس الحسينية منبع للفكر النير، وشعلة للثورات بوجه الظلم والوقوف مع الحق ضد الباطل، ومدارس للتربية والأخلاق، ومجالس تعمق الانتماء الإسلامي الأصيل، يتقرب بها الى الله تعالى، وينصر فيها رسول الله وآل بيته عليهم السلام.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ثامر الحجامي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2018/09/14



كتابة تعليق لموضوع : المجالس الحسينية وتأثيراتها المجتمعية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net