صفحة الكاتب : علي حسين النجفي

لم نتغير ولم يتغير اسلامنا
علي حسين النجفي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 لم نتغير ولم يتغير اسلامنا
رد على مقال بعنوان
أيها العراقيون عودوا لأسلامكم القديم فنعود نحن المسيحيون بينكم
 
كتابات - سيدوري أوروك

نشر موقع كتابات بتايخ 16\\11\\2010 مقالا للكاتبة سيدوري اوروك يكاد ان يحمل مسلمي العراق وزر ما اقترفه المجرمون في كنيسة سيدة النجاة وكأن الكاتبة ترى الاسلام قد تغير وان مسلمي اليوم هم غير مسلمي الامس الذين كانت تعرفهم ولم يبق منهم غير ذكرياتها الطيبة عن جيرانها (ابو احمد وام عبد الوهاب وام سلمان) وزميلاتها في الكلية و صديقاتها في القسم الداخلي , والكاتبة لاتنكر في مقالها ان كل من تتذكرهم من اولئك المسلمين لم تجد منهم غير الطيبة و المحبة والوفاء لكنها تتساءل اليوم هل  ان الاسلام تغير ام ان المسلمين تغيروا وان ابناء دينها المسيحيين يواجهون اسلاما ومسلمين يختلفون عن ما تحتفظ به ذاكرتها من صور وانطباعات ؟!..
لا شك في ان الكاتبة بدافع من الحزن والالم نتيجة ما اصاب قومها على ايدي التكفيريين  توجه نداءها الى المسلمين تستنهض فيهم روح التسامح والالفة وتناشدهم العودة الى ما عهدته منهم ايام كان العراق واحة امن وسلام يعيش فيها المسلم بوئام الى جانب اخوانه في الوطن مهما كانت الديانات والمذاهب والقوميات متباينة وهي معذورة في حزنها والمها لكنها تقفز فوق الواقع والحقيقة متناسية ان المسلمين الذين تحملهم اوزار  ما اقترفه المجرمون هم ضحايا هذا الارهاب مثل ابناء قومها وان الشيعة والسنة في العراق يسقطون شهداء بالعشرات والمئات والالاف بفتاوى مشايخ الوهابية واسلحة الارهابيين وتفجيرات الاجساد النتنة القادمة من وراء الحدود, ولا نجانب الحقيقة اذ نقول ان الهم العراقي الحاضر بات يوحد العراقيين كما وحدهم تاريخهم الماضي المشترك وان المآسي والاحزان لم تعد مقتصرة على فئة واحدة او طائفة محددة, واذا كانت الكاتبة متيقنةـ كماقالت ـ من ان ((القاعدة)) هي التي ارتكبت المجازر والجرائم الوحشية فما بالها تلقي اللوم على مسلمي العراق وتحملهم اوزارا فوق همومهم التي تنوء بحملها الجبال الراسيات؟ واذا كان الشعب العراقي ـ كما تشهد الاخت الكاتبة بمقالها ـ مصدوما مذهولا يمزقه الأسى والحزن ويتعاطف مع ذوي الشهداء وهي تعلم ايضا ان المنظمات والاحزاب استنكرت هذه الافعال فلماذا تتساءل قائلة:   ((ما الذي حصل؟ أخبرونا يا مسلمي العراق ما الذي حصل لكم ؟ما الذي تغير ؟ ما الذي أستجد .. أقصد ما الذي غيركم ؟ أوالم تكونوا من قبل مسلمين وتؤمنون بالقرأن ذاته ؟ ما الذي تغير في القرأن ؟ هل نزلت أيات جديدة أم عثرتم على تفسيرات جديدة أم ماذا ؟ نريد أجابة واضحة وصريحة .. وضوح الدم الذي لطخ جدران كنيسة سيدة النجاة .. ووضوح أشلاء الأجساد التي تناثرت على أرض تلك الكنيسة؟ أين أسلامكم القديم ؟)).
ان الاجابة على تلك التساؤلات ليست خافية ولا تحتاج الى برهان فالكاتبة تعلم ان ((القاعدة)) ليست مسلمي العراق وان اراد لها ((الشيخ الضاري))ان تكون كذلك ,وان ارواح واجساد ومساجد وحسينيات مسلمي العراق السنة مع الشيعة اهداف اباحها شيوخ الوهابية لاتباعهم قتلا وتفجيرا وذبحا قبل ان يبيحوا ارواح واجساد الابرياء من المسيحيين وكنائسهم ,وان الصابئة والايزيديين ايضا((نالوا))سهمهم من جرائم القاعدة البشعة على ارض العراق,فلماذا كل ذلك التحامل على مسلمي العراق حين تقول الكاتبة: ((لقد غضبنا منكم أيها العراقيون المسلمون))..لقد فات الاخت الكاتبة ـ وهي في العراق كما اعتقد ـ ان تعود لساعات محنة كنيسة سيدة النجاة وما تلاها من ايام بعد وقوع الفاجعة لتستذكر كيف شارك مسلمو العراق اخوانهم المسيحيين الحزن والالم على ((ابونا وسيم)) و((ابونا ثائر)) وعلى الطفل البريء ((ادم)) وعلى الارواح  التي رحلت الى بارئها مخلفة اجسادها في بيت الرب شاهدة على اجرام التكفيريين ووحشيتهم ..واذا كانت كاتبة المقال تعرف : ((الذين يفتون بشأن القتل والترهيب كلهم شيوخ معروفون وهم ينشرون فتاواهم بكل علانية ومجاهرة في ظل صمت حكوماتهم وأحيانا\" كثيرة في ظل حمايتها وبتشجيع الكثير من المثقفين!!)) وهم كما تعرفهم ليسوا عراقيين فباي جريرة تعاتب مسلمي العراق وتلومهم على ذنب لم يقترفوه؟؟..هل تنكر الاخت الكاتبة ان كنيسة سيدة النجاة صارت محجة لمسلمي العراق بمثقفيهم ورجال دينهم وهم يواسون اتباع يسوع المسيح ويعزونهم بهذا المصاب الدامي الذي افجع قلوب العراقيين؟؟..وهل تابعت كاتبة المقال بيانات الرفض والاستنكار لما حصل الصادرة عن كبار مراجع الدين السنة والشيعة في العراق وخارجه وفي مقدمتها بيان السيد السيستاني ؟؟ وهل شاهدت ردود افعال المواطنين من مسلمي العراق وعلامات حزنهم واستنكارهم البادية على وجوهم  وهم يتحدثون للقنوات التلفزيونية في موقع الفاجعة وفي باقي ارجاء العراق؟؟!!
رفقا باخوانك مسلمي العراق يا اختنا سيدوري ولا تزيدي جراحهم عمقا فهم شركاؤك في الوطن وفي المحنة واطمئني فان اسلامهم لم يتغير وقرآنهم لم يتغير وهم لايزالون كما عرفتيهم في جيرانك ((ابو احمد وام عبد الوهاب وام سلمان))..انهم يحبون يسوع المسيح ويشاركونكم افراح ميلاده ويحفظون ذمة نبيهم فيكم ويحرسون كنائسكم ويوقرون قساوستكم ولاينسون لكم الفضل حينما قررتم عدم اقامة احتفالات اعياد الميلاد وراس السنة اجلالا لذكرى الحسين(ع) ومراعاة لمشاعر اخوانكم في الوطن والانسانية..انتم اهل العراق وصناع حضارته منذ فجر التاريخ..نعرفكم ولانتنكر لكم .

علي حسين النجفي
النجف الاشرف في 16\\11\\2010
 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


علي حسين النجفي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2010/11/16



كتابة تعليق لموضوع : لم نتغير ولم يتغير اسلامنا
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net