وماذا بعد.. الأعلام العراقي وخيوط المشكلة
عمار منعم علي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عمار منعم علي

يعرف الفساد بانه الاستغلال السيئ للوظيفة الرسمية من اجل الحصول على منافع شخصية ويمثل الفساد المالي والإداري التحدي الاكبر الذي يعيق بناء الدولة وتقديم الخدمات , العراق يحتل المركز 175 من اصل 182 حسب تقرير منظمة الشفافية العالمية لعام 2011 وسبق إن أعطى المالكي تعهدا على نفسه بمحاربة الفساد الاداري قبل تسنمه مهام عمله في الدورة الثانية الا انه عاد واشتكى من ضعف الأجهزة الرقابية وعدم كفاءتها إضافة الى تعرضها الى ضغوطات من جهات نافذة تمنع البت في الملفات المقدمة اليها من قبل الحكومة وبعد استقالة رئيس هيئة النزاهة السابق رحيم العكيلي افاد مقربون من المالكي ان ملف مكافحة الفساد تحسن بواقع 30 % فيما ويقول برلماني من دولة القانون ان ملف الفساد لا يستطيع المالكي لوحدة ان يعالجه ولا سيما ان الفساد فيه منافذ عدة منها المنفذ السياسي والمنفذ الاقتصادي والمنفذ التشريعي والقانوني والمنفذ الامني والمنفذ الاجتماعي وان مجلس النواب لم يقل أي مسؤول منذ عدة سنوات وان اغلب الملفات التي فتحت اتهمت بانها ذات ابعاد سياسية ورغم ان بعض المسؤولين غير فاسدين الا انهم بلا شك غير كفوئين لانه حيثما يوجد الفساد يوجد الضعف الاداري ,الاعلام العراقي الشريك الرئيس في أدارة الدولة لكشف نقاط الضعف في ادارتها ومراقبة أداء الوزارات والمسؤولين في الدولة وهنالك وظيفة أساسية كلاسيكية لوسائل الإعلام في الفكر الغربي أو ما يطلق عليه ( كلب الحراسة) أي انه الحارس والضامن للعملية الديمقراطية في الدول المتقدمة الا ان اغلب المؤسسات الإعلامية غالبا ما تشخص المشكلة دون تقديم حلول عملية او دون تقديم النصح والمشورة إلى أصحاب القرار او دون المسك بأغلب خيوط المشكلة من خلال اعتمادها على وجهات نظر مسبقة او خضوعها لسيطرة الإعلان او امتلاكها لأجندة سياسية ما يؤدي الى وقوع المواطن ضحية لضخ كم من المشاكل تبعث فيه الياس والشعور بالظلم والاضطهاد الا بعض البرامج والنتاجات الهادفة ومنها برنامج (من بغداد ) الذي تبثه قناة العراقية الفضائية الذي يستضيف أصحاب القرار وبعض البرلمانيين والوزراء بشكل اسبوعي حول قضية يحتدم فيها الجدل والنقاش لمحاسبة المسؤول على الهواء مباشرة مع فتح باب الاتصالات التلفونية والبريد الالكتروني ورسائل الموبايل وهذا البرنامج يمثل دائرة مصغرة لكل المعنيين الذين يشكل اجتماعهم عرض للمشكلة وتقديم الحل للحكومة على طبق من ذهب ولا سيما ان القرار الاداري يتخذ على ضوء الحصول على المعلومات بنسبة 93% بدلا من مخاطبات عقيمة تتبعها تنصل من المسؤولية وهروب من الواقع , لذلك على وسائل الاعلام ان التغيير من نهجها و تقديم يد العون للدولة والمواطن لبناء العراق, وبالمقابل على الحكومه ان تقدم الدعم لمثل هذه البرامج من خلال الاستفادة من الخبرات والنتائج التي تقدمها وتعممها على الوزارات المعنية واتخاذ قرارات فورية بها ودعم تمويل هذة البرامج لاستقطاب الباحثين والمختصين و محاسبة المسؤولين الذين يتهربون من حضورها او التعاون معها وذلك لان الاستجوابات التي يجريها مجلس النواب لا اعتقد بانها ممكن ان تعالج ملفات الفساد لانها لم تحجب الثقة على مسؤول عراقي واحد من بداية مهام مجلس النواب والى الان .
رئيس جمعية الصحافه العراقية
ammar.muneam@gmail.com
--
ammar muneam ali
009647901718118
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat