الانتحار في القرآن الكريم
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

ان الموت حق وحتمي "قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ" (الجمعة 8) ولكن المشكلة هي طريقة الموت فخاتمة موت المعصية والانتحار فهي خاتمة سوء حيث مفسرين يعتبرون الانتحار احد مصاديق التهلكة " وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ" (البقرة 195).
ان للحرية قيود ومنها قيد قتل او انتحار النفس " وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا" (النساء 29) ونتيجته الخلود في نار جهنم لان الاية التالية جاءت بعد قتل النفس "وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا" (النساء 30).
وسبب تحريم الانتحار ان الانسان سجدت له الملائكة "وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا" (البقرة 34) وجعله الله تعالى خليفة "وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً" (البقرة 30) فهو مخلوق رفعه الله فوق مخلوقاته الاخرى مما يتطلب منه ان لا يفسد في الارض ويسفك دمه او دم غيره بغير حق كما قالت الملائكة " قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ" (البقرة 30) وقتل النفس المحترمة نوع من الفساد في الارض، والله لا يحب الفساد "وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ" (القصص 77) ولا يحب قتل النفس الا بالحق " وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ " (النساء 29) .
ولتقليل حالات الانتحار فان من المفروض استخدام الاساليب الوقائية مثل السيطرة على تجارة المخدرات "وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ" (البقرة 188) وتعاطيها "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ" (البقرة 172) وتقييد السلاح والسيطرة على الاوبئة.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat