العراق واحداث كبرى!
محمد حسب العكيلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
محمد حسب العكيلي

السياسات العالمية والبريطانية على وجه الخصوص تجاه العراق هو التغيير المستمر لاشكال النظام السياسي، وقد اتخذ هذا القرار مطلع القرن العشرين. ثم اتسعت الدائرة في القرن الحادي والعشرين ليطيل التغيير الوضع الاجتماعي والاصرة العائلية وينتهي بتدمير اخلاق الانسان العراقي.
والامثلة على ذلك كثيرة، ولنقتصر على أهم تغييرين حدثا في القرن الحالي، الاول هو تغيير النظام والديموغرافية العراقية عام ٢٠٠٣ وازالة النظام الديكتاتوري الشمولي المتمثل بشخص صدام حسين ورجالاته والاتيان بنظام رجالات الاحزاب الاسلامية والليبرالية التي لا تحمل من مضمونها غير الاسم.
اثناء الحكم البعثي للعراق برئاسة صدام حسين، كانت الساحة السياسية تخلو لصدام وحده دون منازع. والانسان العراقي ظل صامتا ومرتعبا بسبب قساوة رجالات النظام الديكتاتوري الذي جعل من الانسان آلة ميكانيكية لا عقل ولا قلب له. يعمل لأجل استمرار النظام دون هوادة وبدون رغبة في العمل ولا الحياة حتى. وقد قضى على الرجولة في ابطالهم من خلال زرع الخوف داخل قلوب غالبية الشعب العراقي وابتكار وسائل تعذيب مشينة لجعل الرجل العراقي غير قادر على رفع بصره امام نظام صدام وهو مهدد بنشر صور وافلام تطعن برجولته او بشرف عائلته وقد حدث هذا مع اللواء سين الدراجي وهذه الكارثة الاكبر والابلى!
اما الحدث الاخر، فهو المخفي الى الان على غالبية الشعب العراقي وهو التغيير السياسي والاجتماعي والاخلاقي (الغير معلن) للامة العراقية نهاية ٢٠١٩ وبداية الاحتجاجات والاضطرابات في مدن وسط وجنوب العراق. حيث تغير النظام السياسي من نظام رجالات الاحزاب الاسلامية والليبراليبة الى نظام رجالات الولائات الغربية المعلمة والوقحة والذي يروج للناس الرذيلة ويسوقها على انها حرية شخصية وممارستها حق مشروع وعلى الحكومة صيانته.
هذا الحدث، اكاد أجزم بأنه الحدث الاكبر والاهم في تأريخ العراق الحديث، حيث اصبح الانسان العراقي مغيب من الوعي ومبعد عن الاخلاق ومكروه على ممارسة الشغب والاستفراس من اجل ان يستمر بحياته، وهذا ما لوحظ اثناء الزج بشباب العراق في ساحات التظاهرات التشرينية وشراء ذممهم ووعود شباب الحشد الشعبي بزيادة مرتباتهم او تهديدهم بطردهم من الخدمة ان لم يعتصموا امام المنطقة الخضراء للمطالبة لصالح النتائج الانتخابية للاحزاب.
وقد خلف هذا التغيير الذي ارادته القوى العالمية احباط عام وحالة فوضى أخلاقية لدى الانسان العراقي وجعل العب على مشاعره امرا طبيعيا، فنرى قبل ايام قليلة احد اعضاء مجلس الدواب _عذرا النواب_ وهو يرتدي اثياء رثة ليقنع البسطاء من العراقيين على انه فقير مثلهم، مكسين كحالهم. وهو الذي ينتمي لحزب سرق اموال العراق بأرقام لا يوجد حبر كافي ولا مساحة وافية لذكرها.
واخرون، يستخفون بأبناء الوسط والجنوب ويأتون الى معالفهم _عذرا مرة اخرى مجالسهم_ راكبين التكوك توك استهجانا واستغباءا بعقلية البسطاء من العراقيين.
والفئة الاكبر التي لبست الاكفان وتظاهرت بأنها تقدم الموت على الحياة ناسخة تصرف السيد محمد صادق الصدر الذي ثار بوجه الطاغية فراح شهيدا من اجل قضية إحقاق الحق. والسؤال هنا، يا من لبستم الاكفان.. يامن يرى في الموت عزة ويفضله على الحياة، متى ستقدموا ارواحكم فداء قضية محمد صادق الصدر؟ ومتى تحاربوا من اشاع الفاحشة في مجتمعاتكم وجعل من مناطقكم واذكر مدينة الصدر والشعلة واحياء اخرى بؤر للشذوذ الجنسي وانتشار المخدرات بأحجام هائلة؟!
التغييرات مستمرة، والاستخفاف بمشاعر وعقول العراقيين لن يتوقف اذا اغضننا الطرف عن هذه التصرفات وعن الحكومات التي بدأت تلدها ارحام ما تسمى بتظاهرات تشرين والمدعومة من الامريكيين والفرنسيين واخرين.
علينا مسؤولية تنوير عقول ابناء شعبنا، واضاءة الطرقات المظلمة التي اطفئ انوارها المنافقين الذين مدحوا حلبوسيهم امس، ويشتمونه اليوم!
اما الواجب الأخلاقي، فهو صعب ولكنه غير مستحيل، وهو تطهير الساحة العراقية من الجهلة والعملاء والمرتزقة والبعثيين والتشرينيين حتى! لكي لا يجعلوا من بيوت العراقيين خمارة ولا مبغاة كما حصل في المطعم التركي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat