جواز الوقف (ج) وتطبيقاتها من آيات سورة الانعام (ح 3)
د . فاضل حسن شريف
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
د . فاضل حسن شريف

أحيانا توجد علامة (قلى) في الآية التي توجد فيها علامة (ج) كما قال الله عز وجل في سورة الانعام "وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ (قلى: الوقف اولى) انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ (ج: جواز الوقف) إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ" (الانعام 99)
وتكملة للحلقتين السابقتين أحيانا توجد علامة (صلى) في الآية التي توجد فيها علامة (ج) كما قال الله عز وجل في سورة الانعام "وَهَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ مُصَدِّقُ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَلِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا (ج: جواز الوقف) وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ يُؤْمِنُونَ بِهِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَهُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ" (الانعام 92)، و "وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَمَا نَرَى مَعَكُمْ شُفَعَاءَكُمُ الَّذِينَ زَعَمْتُمْ أَنَّهُمْ فِيكُمْ شُرَكَاءُ (ج: جواز الوقف) لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ" (الانعام 94)، و "إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ (ج: جواز الوقف) ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ" (الانعام 95)، و "وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ (ج: جواز الوقف) سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ" (الانعام 100)، و "ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ (ج: جواز الوقف) وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ" (الانعام 102)، و "قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ (صلى: الوصل اولى مع جواز الوقف) وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا (ج: جواز الوقف) وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ" (الانعام 104).
جاء في دار السيدة رقية للقرآن الكريم اعداد عبد الرسول عبائي عن سلسلة دروس في الوقف والابتداء (الدرس الثالث عشر): ومما لا يجوز الوقف عليه قوله تعالى: ﴿ وَلَوْ تَرَى إِذْ وُقِفُواْ عَلَى رَبِّهِمْ قَالَ أَلَيْسَ هَذَا بِالْحَقِّ قَالُواْ بَلَى وَرَبِّنَا﴾ (الأنعام/30) لا يجوز الوقف على ﴿بَلَى﴾، لأنّ جملة ﴿وَرَبِّنَا﴾ من ضمن مقول الكفار فهم لم يقتصروا على قولهم ﴿بَلَى﴾ الدالّ على اعترافهم بما كانوا يجحدونه في الدنيا من البعث والجزاء، بل اعترافهم باليمين، إظهاراً لكمال يقينهم بحقيته وإيذاناً بأنّ هذا الاعتراف صدر عنهم برغبة ولهفةٍ طمعاً في أن يكون سبباً في نفعهم ودفع عذاب الله عنهم ولكن أنّى لهم ذلك؟ فنظراً لعدم جواز فصل بعض المقول عن بعض ولوجوب وصل المقسم به بالمقسم عليه لا يجوز الوقف على ﴿بَلَى﴾. مثل هذا الحكم بقية المواضع الاثني عشر. (وهي: سورة النحل آية 38، سورة سبآ آية 3، سورة الزمر آية 9، سورة الأحقاف آية 33، سورة التغابن آية 7، سورة القيامة آية 4، سورة البقرة آية 260، سورة الزمر آية 71، سورة الزخرف آية 80، سورة الملك آية 9 وسورة الحديد آية 14) ومن مقاييسهم المقياس النحوي القرآني، إنّ بعض الكلمات القرآنية والأدوات النحوية امتازت بخصائص قد لا توجد في غيرها من الأدوات الأخرى، وكانت موضع نظر القرّاء بالنسبة لقضية الوقف والوصل وهذه الادوات منها ما هو للجواب مثل ﴿نَعَمْ﴾ ومنها ما هو للردع مثل ﴿كَلا﴾ ومنها ما هو للاستثناء مثل ﴿إِلاّ﴾، وظاهرة الوقف على هذه الأدوات كانت موضع خلاف بين القرّاء، فبعضهم يجوّز الوقف عليها والبعض الآخر يمنعه ولعلّ سبب الخلاف بينهم هو المعنى الذي يفهم من السياق العامّ وما تؤديه هذه الأدوات من وظائف في النظم، وقد مرّ بحث أداة الاستثناء ﴿إِلاّ﴾ في المسألة السابعة مفصلاً سنحاول تفصيل القول في الوقف على ﴿نَعَمْ﴾ و ﴿كَلا﴾. من مواقع الوقف الاختياري في سورة الانعام "أُولَئِكَ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ (ج: جواز الوقف) فَإِنْ يَكْفُرْ بِهَا هَؤُلَاءِ فَقَدْ وَكَّلْنَا بِهَا قَوْمًا لَيْسُوا بِهَا بِكَافِرِينَ" (الانعام 89)، و "فَالِقُ الْإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا (ج: جواز الوقف) ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" (الانعام 96)
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat