ما الذي يدفع الأردن للاستهانة بالعراق ؟
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
صالح المحنه
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الأردن من أكثر دول الجوار إستفادةً من خيرات العراق مع ذلك بالغت هذه الدولة (الجارة) بالإساءة للعراق والعراقيين! وانتهكت كل القيم والمبادئ الإنسانية والأخلاقية باستفزاز العراقيين والعبث في أمنهم واستقرارهم!منذ سقوط نظام الجريمة البعثي عام 2003 وإلى يومنا هذا ...
الأردن الدولة الصغيرة التي تعيش على المساعدات الخارجية وهذا الأمر جعلها خاضعة لإرادة تلك الدول المانحة لها ! فهي لم تجرأ على استضافة أي حزب أو جماعة معارضة لأية دولة حفاظاً على ما تحصل عليه من تلك الدول وإلتزاماً بالمعاهدات الأمنية معها، ولقد شهدنا وشهد العالم كيف طردت الحكومة الأردنية قادة حماس من أراضيها مع مشروعية قضيتهم التي هي قضية المسلمين جميعًا إرضاءاً للإسرائيليين ... إلا العراق ! فبالرغم من الإتفاقية الأمنية بين البلدين والأموال العراقية في البنوك الأردنية والتي تشكل عصب الإقتصاد الأردني والنفط المجاني والتبادل التجاري مع ذلك يستهينون بالعراق ومعاناة العراقيين ولا يحسبون لهم حسابا ولا يقيمون لهم وزنًا كغيرهم من الدول الأخرى ، مارسوا كل ما يخل بالعلاقات الدولية وما يسمى بالروابط الأخوية بين البلدين! من إيواء المجرمين والقتلة والسرّاق الى آخرها الترخيص لحزب البعث الفاشي الذي دمّر العراق وملء أرضه بالمقابر الجماعية بالعمل السياسي على أرضهم ! فما الذي يدفع الأردن الى هذا التطاول على العراق والتعمد على إستفزاز ضحايا ذلك الحزب الدموي ؟ هنا تتعدد الأسباب ومن أهمها هو ضعف النظام السياسي في العراق وتشتت وحدة القرار بسبب عدم توافق الشركاء في العملية السياسية الذين يعتبرون الأردن عمقهم الاقتصادي والسياسي والطائفي ! وهذا أدى الى إرباك موقف الحكومة العراقية وإسقاط هيبة الدولة ، الآمر الآخر الأشد مضاضة هو أن أغلب المسؤولين العراقيين قد تورطوا في سرقة اموال الشعب العراقي وتم تهريبها إلى الأردن (الشقيق).وهؤلاء بعضهم من هو شريك في صنع القرار! ترى هل الاردن تخشى هؤلاء السراق أو تحترمهم ؟ العقل والمنطق يرفض ذلك. لذلك لا نرى أي رد فعل من قبل الحكومة العراقية! لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين البرلمانية طالبت الخارجية العراقية باستدعاء السفير الأردني وتسليمه مذكرة احتجاج وذلك أضعف الإيمان! بدوره السفير المحترم سيستلمها ويلقيها بأقرب سلة مهملات هكذا هو تعاملهم مع حكومة الخليط غير المتجانس! فضلا عن أن وزير خارجيتنا ينتمي إلى حزب كردي يحتضن البعثيين وجميع المعارضين للعملية السياسية والذي هو يرأس دبلوماسيتها! مفارقات عجيبة غريبة واختراقات سياسية حد الخيانة العظمى لا توجد الا في العراق . بالنسبة إلى قادة الشيعة باعتبارهم يمثلون الطائفة التي وقع عليها ظلم صدام وحزبه المجرم والمفترض بهم أن يكونوا على درجة عالية من الشراسة في الدفاع عن الضحايا، هؤلاء قد فشلوا فشلًا ذريعًا في أدائهم السياسي و إدارتهم للدولة بسبب خضوعهم للسياسات التوافقية تحفظ لهم المنصب وهذا هو الضعف بعينه ! ناهيك عن الدور الإعلامي والثقافي المتردي وعلى جميع الأصعدة ! هذا الإعلام الفاشل خصوصًا الشيعي في أغلبه قد غرق في التفاهات وأسدل الستار على تلك الحقبة الزمنية الرهيبة ليقود أذهان الضحايا إلى نسيان جرائم النظام البعثي! فما الذي تنتظره من الأردن وغيرها بعد هذا الاداء الحكومي والإعلامي الفاشل غير إنتهاك سيادة العراق والعبث بأمنه
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat