صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

الإبراهيمية الجديدة والأربعين.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

عند ظهور فكرة او دين الإبراهيمية الجديدة في تسعينيات القرن الماضي. وعبر سنين طويلة وجهود طويلة عريضة تم رصد مليارات من الأموال ، وتحشيد كل وسائل الإعلام والسلاطين والأمراء والشيوخ والزعماء سياسيين او دينيين. ولكن كل ذلك خبأ وانطفأ. فلم تستطع هذه الديانة العالمية الجديدة أن تحشد لها سوى سلاطين السوء وحاشيتهم. ولو رجعنا إلى سبب فشلهم لرأينا أن إبراهيميتهم ليس القصد منها إحياء دين نبي الله إبراهيم التوحيدي ، بل إحياء دين قوم لوط ، فنبي الله إبراهيم كان الوجه الأول للعملة ، ولكن الوجه الثاني هم قوم نبي الله لوط الذي كان ابن أخ إبراهيم.(1)
ومن هنا فهمنا المراد من الإبراهيمية فقد اتخذوها ستارا لانهم لم يجرؤوا أن يطلقوا على دينهم الجديد (اللوطية) فوضعوا اسم إبراهيم تسترا. ولكن أفعالهم ودعواتهم تدعوا إلى اللواطية البهيمية. والتي اطلقوا عليها سرا (السدومية) نسبة إلى مدينة سدوم التي دمرها الله لإشاعتها الشذوذ بكل أنواعه.(2)
ولكننا لو نظرنا إلى زيارة الأربعين لرأيناها تُجسد حقيقة الديانة الإبراهيمية التوحيدية الخالصة المنطلقة من قول النبي (ص) : (أنا دعوة أبي إبراهيم).(3)
حتى في السعودية في موسم الحج فإن الحجاج لا ينفق عليهم أحد وليسوا آمنين وقد حصلت حوادث راح ضحيتها الوف الحجاج وكان الحجاج قديما يتم سرقتهم من قبل قطاع الطرق واللصوص، وفي زماننا هذا لا تقوم السعودية ولا أهلها بإطعام الحجاج وإيوائهم بل يتخذون من موسم الحج تجارة. ويتم الاعتداء على ضيوف الرحمان ويضربونهم ويتهمونهم بالشرك.
أمّا في زيارة الأربعين فتجد كل أتباع الأديان السماوية يسيرون في طريق واحدة يأكلون طعام واحد ،لا يسألهم أحدٌ عن انتمائهم الديني والمذهبي، ويتوجهون إلى جهة واحدة هي ضريح الإمام الحسين الذي رفع شعاره الخالد (إن كان دين محمد لا يستقيم إلا بقتلي فيا سيوف خذيني).
من هنا نفهم سر نجاح زيارة الأربعين ونجاح ثورة الإمام الحسين عليه السلام إنها إحياء الدين الذي أماته الطغاة. فهل تستطيع الإبراهيمية بكل ما تملك من قوة ان تجمع هذه الملايين في مكان واحد على صعيد واحد وتطعمهم وتخدمهم فلا يمرضون ولا يموتون ولا تحصل لهم أي حوادث.
نبي الله إبراهيم جاءهم بالتوحيد محطما الأصنام ووقف بوجه الطغاة، فهل يُعقل أن يقوم الغرب الفاسد وعملائه بإحياء دينه؟ وهل هم مستعدون أن ينبذوا كل المفاسد والعبادات الباطلة والممارسات الخاطئة ويرفعوا شعار نبي الله إبراهيم (ع) أبو التوحيد؟
إذن ما هو مخططهم من وراء ديانتهم الجديدة التي رفعوا لافتتها (الإبراهيمية).
كما نعلم فإن نبي الله لوط هو ابن أخ إبراهيم ، فإبراهيم عمّه ، وهم يُلمحون إلى قوم لوط وأفعالهم الشاذة في محاولة لإحياء شذوذهم في السدومية عبر سلسلة من شركات غربية لا يهمها من أمر دينها ودُنياها إلا الربح. وكذلك إحياء مجد ابنتي لوط اللتان مارستا البغاء مع أبيهما في أول عملية نكاح محارم ، وهذا كلهُ يجدونه في كتابهم المقدس الذي أوحى لهم بهذه الفكرة، فهم يضعون إسم إبراهيم لدينهم الجديد ولكن في واقع الأمر يقصدون ممارسات قوم لوط وابنتي لوط.(4) لأن مجتمع الإبراهيمية الجديدة هم الشواذ بكل أطيافهم (سدومية ، بهيمية ، سفاح المحارم). والذين يُختصر كلّه بكلمة (الجندرة). (5)
(ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه).(6)
المصادر:
1- (فأخذ إبراهيم ساراي امرأته، ولوطا ابن أخيه). سفر التكوين 12 : 5. وبما أن قوم لوط ابتدعوا الممارسات الجنسية الشاذة (اللواط). وأن ابنتي لوط بموافقة أبيهما أسستا نكاح المحارم. وهذا موجود في كتبهم وتفاسيرهم لأجل ذلك لا يستطيعون الإصحار بمخططهم الشيطاني بأنهم يُريدون إحياء شذوذ قوم لوط (المثلية) عمدوا إلى اطلاق اسم الإبراهيمية في إشارة إلى عمل قوم لوط اخفاءا لحقيقة نواياهم.
2- في إنكلترا من قبل برلمانها صدر ما يُعرف رسمياً قانون معاقبة رذيلة السدومية وهي أي فعل جنسي غير طبيعي ضد إرادة الله والإنسان. يشمل الجنس الشرجي اللواط والسحاق والبهيمية. بقي هذا القانون حيز التنفيذ حتى تم إلغاؤه والاستعاضة عنه بـ قانون الجرائم ضد الأشخاص . 1828 ثم تم الغائه نهائيا.
3 - الأمالي - الشيخ الطوسي - الصفحة ٣٧٩. وكذلك الألباني في السلسلة الصحيحة رقم الحديث 1545 صفحة : 59. وتاريخ الإسلام للذهبي ج1 ص : 42.
4- (فسقتا أباهما خمرا في تلك الليلة واضطجعتا معهُ، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما. فولدت البكر ابنا ودعت اسمه موآب، وهو أبو الموآبيين. والصغيرة أيضا ولدت ابنا ودعت اسمه بن عمي، وهو أبو بني عمون).() سفر التكوين 19 : 33 ـ 38.حسب التوراة هذا هو نسب اليهود ، أبناء زنا من سفاح القربى.
5- الجندرة ، مفهوم لم يفهمه الغرب بعد ولم يجد له تعريفا، وسيظهر هذا التعريف بعد ان يتأكدوا بأن دينهم الجديد استحكم و اصبح له أتباع.
6- سورة البقرة آية : 130.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/09/08



كتابة تعليق لموضوع : الإبراهيمية الجديدة والأربعين.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net