صفحة الكاتب : مصطفى الهادي

هل رُفعت ليلة القدر من الامم السابقة.
مصطفى الهادي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 قال السيد المسيح مخاطبا حوارييه : (الحق الحق أقول لكم: من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون). (1)
مع هذا التأكيد على أهمية هذه المناسبة إلا أنهم اليوم لا يعرفون ماذا تعني هذه الفقرة من إنجيل متى، ولكنهم يُقدسونها لأن إعلان السيد المسيح عن هذه الليلة بتأكيده (الحق الحق أقول لكم). وهي المرة الأولى التي يُكرر فيها السيد المسيح ويؤكد أن الحق في قوله هذا و لمرتين نظرا لأهمية هذه المناسبة.
السيد المسيح يتحدث عن سماء مفتوحة، تتنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم فيقول : (الحق الحق أقول لكم: (من الآن ترون السماء مفتوحة، وملائكة الله يصعدون وينزلون). هذه الليلة هي بداية بعثة السيد المسيح ، وهي نفسها الليلة التي رُفع فيها بعد ثلاث سنوات من المعاناة مع قومه الذين خذلوه. لم يفهم المسيحيون قدسية هذه الليلة إلى أن نزل الإسلام ونزلت معهُ هذه الآية : (ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها).(2)
قلب المسيحيون الليلة إلى نهار ، فقالوا : أن السماء انفتحت ونزلت الملائكة بسبب اعتماد المسيح في نهر الأردن ، ويقولون بأن قول القرآن : (إنا أنزلناه في ليلة القدر). أن (الهاء) في أنزلناه ضمير متصل يُشير إلى شخص، فإما أن يكون الأمين جبرئيل او شخص آخر. فليس هناك دليل على أن الضمير (ه) يعود إلى محمد أو إلى القرآن ، ونقول لهم : ولماذ لم تذكروا قوله تعالى في بيان هذه الليلة مشيرا للقرآن بقوله (اننا انزلنا في ليلة مباركة). في إشارة للقرآن الكريم. فإذا كانت ليلة القدر بهذه الأهمية عندكم ، فلماذا لم ترد كلمة (القدر) في الإنجيل ولا مرة واحدة؟!وإذا كانت ليلة هي نفسها ليلة بالسريانية (الدنح) كما تقولون و الدنح بالسريانية تعني الاشراق او النور.والكلمة تستخدم لظهور الفجر. فلماذا اختفت هذه الكلمة أيضا من الإنجيل؟ فلا توجد إشارة لا من بعيد ولا من قريب لها. الإسلام وحده يعرف قيمة هذه الليلة التي نزلت فيها كل الكتب السماوية على الأنبياء(3) ولذلك لم يهملها القرآن ولم يغفلها بل وصفها بالمباركة وأنها البوابة التي تنزل منها الملائكة كل عام ولذلك أمر المؤمنين أن يُكثروا من الدعاء فيها ، لأن الدعاء في هذه الليلة يُساوي الدعاء لألف شهر تخلوا من ليلة القدر. ليلة القدر سلام هي حتى مطلع الفجر ، سلام لكل العالم نهار كان او ليل او صبح فسلامها يعم كل الكرة الأرضية حال حلولها. والسبب لأن القرآن نزل فيها رحمة للناس. وهي سلام خاص على أولياء الله وأهل طاعته . وهي تسليم الملائكة ليلة القدر على أهل المساجد من حيث تغيب الشمس إلى أن يطلع الفجر.ويشمل نورها وسلامها كل مستضعف على الأرض.
المسيحيون لا يُحددون وقت ليلة القدر ولكن علماء المسيحية يقولون بأن السماء انفتحت ظهرا ونزلت منها الملائكة ومنهم علماء متخصصون بالكتاب المقدس لولينغ وباستي وساني ولوكسمبيرغ، حيث يقولون بأن هذا اليوم هو يوم تعميد السيد المسيح. ولكن القرآن يُخالفهم ويقول بأنها ليلة القدر وليس صبح ولا ظهر القدر.
نزول ليلة القدر هو رحمة من الله للناس فهي سلام لهم حتى مطلع الفجر يدعون فيها الله بما يشاؤون ، أما مصير ليلة القدر في الأمم السابقة فقد رُفعت ليلة القدر من رسالة بني إسرائيل بعد رحيل موسى ورفعت معها التوراة .(4) ورفعت ليلة القدر بعد رفع عيسى ورُفع معها الإنجيل. وقد قال الامام الصادق عليه السلام : (لو رُفعت ليلةُ القدر لَرُفِع القرآن).(5) فهي باقية ما بقي القرآن والعترة إلى يوم القيامة.
المصادر:
1- إنجيل يوحنا 1: 51.
2- سورة القدر.
3- الحديث الوارد عن رسول الله (ص) الذي يقول: (أنزلت صحف إبراهيم عليه السلام في أول ليلة من رمضان، وأنزلت التوراة لست مضين من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت من رمضان، وأنزل الفرقان لأربع وعشرين خلت من رمضان).
4- ليلة القدر عند اليهود هي الليلة التي استلم فيها موسى اللوحين من السماء ويطلقون عليها ليلة (شافوت) وتبدأ من مغيب الشمس إلى صباح اليوم التالي، حيث يعتقدون بأن الملائكة تنزل في هذه الليلة. سفر الخروج الإصحاح 34 : 22. وسفر التثنية الإصحاح 16 : 10.
5- سأل رجلٌ الإمام الصّادق عليه السلام فقال: أخبرني عن ليلة القدر كانت أو تكون في كلّ عام؟ فقال: (لو رُفعت ليلةُ القدر لَرُفِع القرآن). من لا يحضره الفقيه - الشيخ الصدوق - ج ٢ - الصفحة ١٥٨.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


مصطفى الهادي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2025/03/20



كتابة تعليق لموضوع : هل رُفعت ليلة القدر من الامم السابقة.
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net