خمس أسفار في التوراة هي قصائد شعرية لشعراء عبرانيين مجهولين. هل هو رب ، أو ديّوث.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري

في أول صدام لي مع كاهن يهودي من السفارديم (1) حيث سمعته يتهجم على الإنجيل، وبعد مجادلة قصيرة قال متباهيا : لولا كتاب الرب لموسى (التوراة) لما كان للمسيحية وجود.ولذلك وضعتموه مع الإنجيل.
فقلت له: أولا هل تعلم أنهُ لا وجود لشيء اسمه توراة أو إنجيل التي نزلت على موسى وعيسى . وثانيا : هل تعلم كم صفحة كان كتاب موسى؟؟
سكت وكأنه صُدم بهذا السؤال. أو لأنهُ يعرف ولا يريد أن يعترف.
وبعد برهة قال : هذا الموجود بين أيدينا هو كتاب موسى.
فقلت له : كتاب موسى لربما أكثر من (ورقتين).(2) فقط حسب اعتراف التوراة. ويحويان الوصايا العشر لبني إسرائيل. فمن أين جاءت بقية الصفحات وعددها أكثر من (2000) ألفين صفحة؟؟؟ إضافة إلى ذلك هل تعلم كم عدد الأسفار في الكتاب المقدس؟؟
قال أسفار موسى خمسة .
قلت له ، ألست تعلم أن المذاهب اليهودي والمسيحية ترى غير ذلك. مثلا : الكنيسة البروتسنتية تؤمن بوجود 66 سفر.
والأرثوذكسية والكاثوليكية تؤمن بوجود 73 سفر.
و السبعينية تراها 78 سفر لنفس الأسفار التقليديه.
والكنيسة الحبشية تؤمن بوجود 81 سفر ومنهم من يقول 83 .
ثم قلت له :هذا عن التوراة المكتوبة ، أما التوراة الشفوية فحدّث ولا حرج. إضافة إلى ذلك أنا على يقين أنك لربما تدري ولكني سأقول لك مختصرا أن أكبر أسفار الكتاب المقدس وأكثرها أهمية هي قصائد شعرية لا يعرف أحد من كتبها ولكنهم نسبوها لبعض الأنبياء ثم وضعوا لها عناوين لتبدوا مقدسة. وعلى رأس هذه الأسفار (سفر أيوب - سفر المزامير - سفر الأمثال - سفر الجامعة - سفر نشيد الإنشاد). ويذهب البعض إلى أنها سبع قصائد شعرية وليس خمسة . وهي (سفر أيوب والمزامير والأمثال والجامعة ونشيد الإنشاد والحكمة ويشوع ابن سيراخ). ومنهم من يقول أنها ثمانية بإضافة : (سفر صلاة منسي). فهذه سبعة أسفار أو ثمانية هي قصائد شعرية.(3)
قال المفسرون عنها قديما : هذه القصائد الشعرية تحمل في طياتها صورة مجازية فى الوصف والتعبير والتخيل فلها أسلوبها الأدبي. وهذه التشبيهات الشعرية لتوصيل فكره معينه او رسالة بعينها منها وصف قدرة الله وسلطانة علي الطبيعة بصورة تعبيرية مجازية .والشعر بالعبراني لا يعتمد علي الوزن والقافية بل كل بيتين أو ثلاثة تتشابه في المعنى). إذن هي أشعار وليست أسفار يا جناب الكاهن. وأنت تعلم أن الرب يكره الشعر ويذم الشعراء ولذلك لا تجد في كامل الكتاب المقدس أي إشارة للشعر. فلم يرخص الرب لأنبيائه أن يكونوا شعراء. وبهذا نجزم أن الأسفار الشعرية ليست وحيا ولا من فعل الأنبياء أو قولهم. ولربما القرآن المقدس هو الكتاب الوحيد أشار بكل وضوح إلى عدم تمكين النبي من الشعر كما يقول في سورة يس : (وما علمناه الشعر وما ينبغي له). وسبب منع الشعر عن أفواه الأنبياء ذلك أن الناس يحسبون الشعراء مجانين لما يرونه من مفردات غريبة واستعارات عجيبة وأمور غامضة فيصفونهم بالجنون كما يصف القرآن ذلك في سورة الصافات؟ (ويقولون أننا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون).(4)
قلت له سأذكر لك بعض ما جاء في هذه القصائد الشعرية من سفر أيوب والمزامير والأمثال والجامعة ونشيد الإنشاد. (أعانتني الركب حتى أرضع الثدي. كخشفتي طبية ، توأمين يرعيان بين السوسن ثدياك.قامتك شبيهة بالنخلة، وثدياك بالعناقيد. سأصعد للنخلة وأمسك بعذوقها، وتكون ثدياك كعناقيد الكرم ، ورائحة انفك كالتفاح، نبت شعرك هناك ونهد ثدياك وكبرت. عريانة وعارية وهناك تزغزغت ترائب عذرتها). هل هذا رب أو ديّوث.
طبعا عندما تحرج اليهودي وتنظر إلى وجهه لا تدري ماذا يعتريك . هل تضحك أو تبكي ، أو تخاف أو تتقيأ أو تشعر بإسهال، النظر في وجه اليهودي الذي يتعرض للخوف أو الإحراج تجتمع فيه كل الخصال البشعة التي تدفعك للتقزز والاشمئزاز.
المصادر :
1- التقسيم اليهودي يُقسّمهم إلى قسمين : يهود الغرب ويهود الشرق. ويطلق مصطلح السفارديم اليوم على اليهود الذين لا ينتمون إلى أصل أشكنازي غربي في المجتمع الإسرائيلي، وهم يهود المشرق العربي والعالم الإسلامي الذين هاجروا إلى تركيا بعد طردهم من إسبانيا وكان هدفهم إلى فلسطين .
2- سفر الخروج 32: 16: (واللوحان هما صنعة الله، والكتابة كتابة الله منقوشة على اللوحين).
3- هولي بيبل في تفسير الكتاب المقدس : لائحة المقالات في إجابة على سؤال : ما هو عدد أسفار الكتاب المقدس ولماذا هم مختلفين من كنيسه لأخري ؟Holy_bible.
4- وهناك آيات أخرى في القرآن تخبرنا باستحالة الشعر على الأنبياء مثل قول الرب في سورة الأنبياء: (قالوا أضغاث أحلام بل افتراه بل هو شاعر). وكذلك قوله في سورة الطور: (أم يقولون شاعر نتربص به ريب المنون).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat