حديث النخلة.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
إيزابيل بنيامين ماما اشوري
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
في مثل هذه الأيام تحتدم المناقشات بيني وبين القساوسة وبعض شباب المسيحية وكذلك بعض المسلمين، حول أعياد رأس السنة الميلادية. فأتعجب من صنميّة البعض تصل إلى حد تأليه الأقوال وعبادتها حتى لو صدرت من سياسي فاشل. ولكن ما لمسته في شباب المسيحية افضل كثير مما المسه من بعض شباب المسلمين سنة وشيعة. ولعل أغرب ما رأيته أن الكثير من المسيحيين في الموصل يذهبون إلى بعض أماكن المسلمين لرؤية الاحتفال برأس السنة الميلادية. ورأيت كذلك الدول المسيحية وثناء الفاتيكان على دبي مثلا وهي تُقيم اضخم احتفال بهذه الأعياد، بذخ لا حدود له بمناسبة لا علاقة لها بدبي ولا بالخليج الذي لا يوجد به مسيحي سوى بعض مقابر البريطانيين المستعمرين في السعودية عليها بعض الصلبان.
أحد القساوسة قال لي : لماذا تقولين بمقولة المسلمين من أن يسوع ولد في الصيف ؟ هل لأن ذلك ورد في قرآنهم من ذكر النخلة والتمر.
قلت له : عجيب أمرك ألم تقرأ ما ورد في الإنجيل الذي اعتقد أنكم لا ترون ما فيه.
فقال: وماذا ورد في الانجيل . قال ذلك كأنه اندهش من كلامي.
قلت له أسألك: أين ولد يسوع المسيح ؟؟
قال : في بيت لحم بنص الإنجيل. كما نقرأ (ولما ولد يسوع في بيت لحم).(1)
قلت له : وهل يوجد في بيت لحم نخيل وتمر.
سكت وأخذت عيناه تدور. فقلت له الم تقرأ النص الذي يقول : (فأخذوا سعوف النخل وخرجوا للقائه).(2)
فلم أعطه مجال للهروب فأخرجت التلفون وأريته بعض الصور وقلت له : لماذا يُجمع كل من رسم صورة ميلاد يسوع على تصويره نائما في المهد بجسد شبه عار وسط بيئة ربيعية او صيفية تحيط به أشجار النخيل. ألست أنت تقول يا جناب القس بأن بيت لحم لا يوجد بها نخل لأنها جبلية. فمن أين جاء الرسامون بالنخيل ووضعوها في لوحاتهم.
فكان جوابه : هل تحاولين إقناعي بصورة رسمها رسام.
فقلت له وماذا عن نص يوحنا الذي يقول بأنهم استقبلوا في لقاء مريم ووليدها ، وكذلك استقبال يسوع فيما بعد وهم يحملون سعف النخيل. أليس من الغريب أن يفهم الرسام ما لم يفهمه قداسة أبونا القس. طبعا الاتهام بالهرطقة جاهز مثل السلفية التي تتهم كل من يُفحمها بالشرك.
أما في حال النقاش مع المسلمين فعند عجزهم وافحامهم يُبادرون إلى القول فورا : وشكو بيها الفرح مع إخواننا المسيحيين.
لا بأس بمشاركة الاخرين افراحهم ولكن هل طلبوا منك أيها المسلم ان تحتفل بعيدهم ردا على احتفالهم بأعيادك ومناسباتك الإسلامية.؟؟؟
وهل تدري أنك باحتفالك بعيد لا علاقة لك به تؤسس قاعدة دينية جديدة في عقول أبنائك الذين يُقلدونكم و بعد فترة من الزمن سيعتقدون بأن هذا العيد من صميم ديانتهم.
ألم تقرأ في دينك قول نبيك: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه، فهو ردٌّ).القصد من القول أحدث ، يعني ابتدع. والبدعة في الدين من اشد المحرمات في المسيحية و الإسلام. (3)
المصادر:
1- إنجيل متى 2 : 1.
2- إنجيل يوحنا 12: 13.
3- في الانجيل فإن الحدث أو البدعة في الدين هو بمثابة عبادة الأوثان، وهو السحر الذي يخدعون به الناس ويتسبب بالخصام والعداوة والسخط والتحزب والشقاق وهذا ما نقرأه في رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 5: 20 : (عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة).
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat