قال: ـ كل موضوع له غاية وكل غاية لها موضوع إذا كان الموضوع أكبر من الغاية نحتاج إلى غاية أكبر، وإذا كانت الغاية أكبر من الموضوع سنحتاج إلى موضوع أكبر
وماذا يعني؟:
ـ لا يمكن أن يكون الموضوع أكبر من الغاية ولا الغاية أكبر من الموضوع
قلت: ـ آسفة أنا لم أفهم شيئا
أجاب: ـ أليس للنبي عيسى عليه السلام معجزات كان يبرئ الأكمه والأبرص ويحي الموتى
أين هي المعجزات الآن؟
- كان الموضوع عبارة عن رسالة في حينه، وانتهى الحين، أي بمعنى أعطاه الله رسالة مؤقتة، معجزة مؤقتة وانتهت في وقتها، أدت ما عليها انتهت مهمتها.
أليس للنبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم معجزة؟
- المعجزة باقية وما انتهت.
القرآن الكريم معجزة خالدة تنسجم مع الغاية مع العرض، أعطاه الله القرآن الكريم، ونفذ العدالة لكنها عدالة ظاهرية نحتاج إلى عدالة واقعية.
قلت: ـ آسفة لم أفهم شيئا
أجاب: ـ قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، (لو لم يبق من الدنيا إلَّا يوم واحد لطوّل الله عزّوجلّ ذلك اليوم حتّى يبعث فيه رجلاً من ولدي اسمه اسمي، فقام سلمان الفارسي فقال: يا رسول الله من أيّ ولدك؟ قال: من وَلَدي هذا. وضرب بيده على الحسين).
وما هي مهمته؟
- يملأ الأرض عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما أي بمعنى أنه سيطبق لنا العدالة الواقعية وليست الظاهرية
قلت: ـ آسفة لم أفهم معنى العدالة الواقعية والظاهرية
أجاب: ـ العدالة الواقعية هو أن الناس يتحولون إلى أناس عادلين.
المناهج التربوية التي يضعها الإمام المنتظر في دولته في المدارس وفي الجامعات وفي البيوت وفي وسائل الإعلام، جميع المناهج التربوية مناهج متقنة لا تربي إلا إنسانًا عادلًا، ولا تخرّج ولا تصنع إلا إنسانًا عادلًا، لذلك هو يصنع الأمة أمةً عادلةً، هو يحوّل الأمة كلها إلى أمة عادلة، يقيم العدالة الواقعية بتمام معانيها، وهذا ما لم يقمه نبي ولا رسول.
الناس تعتقد أن الإمام بحاجة إلى العمر الطويل، نحن من يحتاج إلى أن يكون معمرا شاهدا على الأمم
قلت: ـ آسفة لم أفهم، على مهلك معي، دعني أفهم معناي
أجاب: ـ الإنسان يوم القيامة لا يقر بذنبه فـ {تُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ} هذه الشهادة شهادة الأيدي والأرجل هي شهادة حسية، الله سبحانه تعالى يريد لأمته أن تقتنع بعدالة المهدي عليه السلام أعطاه مرتبة الشهادة الحسية ومنحه العمر الطويل حتى يقوم بالشهادة
قلت آسفة أعتقد أني فهمت بعض الموضوع، عرفت أن العمر الطويل لا يحتاجه المهدي عليه السلام، هو يمكن أن يشهد دون هذا العمر الطويل، يريدنا نحن أن نقتنع بالشهادة، تكون الشهادة حاضرة
أجاب: - قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم (إني مخلف فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي، ما أن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي وقد أنبأني اللطيف الخبير بأنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض)
- ماذا يعني..
يعني أن القرآن معاصر للأئمة عليهم السلام، كتاب صامت وكتاب ناطق مادام هناك قرآن هناك إمام يصون هذا الكتاب من التحريف والتغيير.
وهذا الحديث النبوي دليل واضح على غيبة الإمام المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف، فإن العدالة اليوم مفقودة، وعدل الله لا بد أن يتحقق، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم، (إن أفضل أعمال أمتي انتظار الفرج) هو انتظار إمامنا المهدي، وهذا الأمر لا يتوافق مع من يقول بأن الإمام المهدي يولد في آخر الزمان، معنى أننا ما دمنا نعتقد حضوره سيكون هناك تفاعل روحي فهو يرى ويشهد وهو مصدر البركات يمدنا بالعدالة، والانتظار يعني الاعتقاد بحضوره والتفاعل معه والإيمان به والارتباط الروحي بشخصيته المباركة، وانتظار الإمام يعني إعداد أرضية جماهيرية قادرة لاستيعاب منهجه الرصين، إعداد الامة أي إعداد نخبة صالحة لنصرة الإمام المهدي.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat