صفحة الكاتب : احمد سامي داخل

الديمقراطية الحقيقية هي الحل
احمد سامي داخل

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 يمكن اعتبار الصراع السياسي ظاهرة اصيلة متلازمة مع اي نظام سياسي وفي اي بلد فهي سنة الله في خلقة وهي من طبائع الامور 

فلو بحثنا  في مشارق الارض ومغاربها  وفي مختلف الازمنة فأننا نصل الى  حقيقة وجود الصراع السياسي ولاكن هنالك من الدول والمجتمعات التي حباها الله وساعدتها الظروف الموضوعية على ايجاد صيغة ظابطة للصراع وموجهة لة بحيث يتحول الصراع الى اداة خدمة للمجتمع واداة للتطور والنهوض تلكم هي المجتمعات التي تبنت قيم المدنية وحقوق الانسان والديمقراطية والحرية والتعددية والقبول بألاختلاف بعد ان نبذت كل اشكال الحكم والايديولوجيات الشمولية الفاشستية التي تدعي احتكار الحق والحقيقة والتي ترفض قبول الاخر والتي تدعي الافظلية والفضيلة لقد عانت البشرية طويلآ من هكذا انظمة فالديمقراطية في روسيا لايمكن ان  تنسى عذابات القمع الشيوعي الذي ادعى احتكار الحقيقة وادعى تمثيل البرولتاريا فأنتها الامر بحزب البرولتاريا بالنهاية الى الادعاء بالوصاية والطليعية للحركة العمالية ذات الافكار السامية والنبيلة والنقية فأستحال الموضوع الى دكتاتورية بغيضة سحقت الملاين من الناس في ايام ستالين حيث كانت الفاجعة التي تمثلت بموت خمسة ملاين فلاح اثناء التطبيقات الاولى للشيوعية بسبب التمسك بنصوص بطريقة ببغائية ثم تطور  الامر الى تطهيرات داخل القيادة الشيوعية نفسها فمن اقصاء تروتسكي الى اقصاء اعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للحزب  الشيوعي  الى حملة التطهير في قيادات الجيش الاحمر حيث تم اقصاء العديد من القيادات العسكرية العليا نزولآ الى قادة الفرق وامراء الالوية كل ذالك حدث وسط اجواء من خنق الحريات وكبتها ومراقبة الناس من قبل جهاز الشرطة السرية والكي بي جي وهذة الاجهزة كان يقودها بيريا الذي كان يثير الرعب في  صفوف المواطنين السوفيت كل ذالك كان يتم وسط توظيف شعارات مثل الصراع الطبقي ومحاربة الاستعمار والامبريالية وبناء الاشتراكية والحفاظ على خصوصية التجربة السوفيتية والحفاظ على الثورة من الاعداء..على هذي الشاكلة من الشعارات ذبحت شعوب بأكملها وسيقت الى المحارق في مشارق الارض ومغاربها الى ان سقطت تجربة الاتحاد السوفيتي وهنا اسجل نقطة لبعض الاحزاب الشيوعية وقبلها لبعض الاحزاب من اليسار الاوربي الذي قام بنقد بناء لبعض المسلمات باتجاة القبول بقيم الديمقراطية ......

الامر في الايديولوجيات الشمولية وتداعياتها لم يقتصر على اليسار الماركسي بل هنالك الايديولوجية القومية سواء بصيغتها النازية او الفاشستية او القومية البعثية وماجرتة من ويلات بأسم القومية على الشعوب غني عن التعريف حيث استخدمت مبررات القومية وتمجيد الزعيم والعرق الارقى في خلق واحدة من اقسى الدكتاتوريات وقد انقلبت هذة الدكتاتورية على الديمقراطية بعد ان اتخذتها سلم للوصول الى السلطة وقد اتخذت من الازمة الاقتصادية في ثلاثينيات القرن الماضي والهزيمة في الحرب العالمية الاولى بالنسبة للألمان دوافع لجلب التأيد في الانتخابات ثم تم اللغاء البرلمان والتوسع في حروب مدمرة وتم قمع كل مختلف سياسيآ وفكريآ مع شن حملة للأبادة على المختلفين من ابناء القوميات الاخرى واشاعة موجة من الكراهية نحوهم وبأسم القومية انتجت الدكتاتورية 

وتم تأليه الزعيم الفوهرر كما يشار في الادبيات النازية هذا الفكر يجيز الدكتاتورية ويدعوا الى كراهة الاخر فهو بالتالي ينتج الدكتاتورية والحروب والتوسع والدمار . العراق لم يكن بعيدآ عن هكذا ايديولوجيات فالبعث بالنهاية مزيج من الفكر النازي والفاشي مع بعض الاطروحات الماركسية كل ذالك مع الاخذ بنظر الاعتبار الواقع الديني في العراق او سوريا ومعروف ان عفلق منظر البعث تأثر بأفكار الفيلسوف الالماني فريدرك نيتشة والفكر النازي في بداياتة كما تأثر ببعض  الطرح الماركسي ومفهوم الاشتراكية القومية البعثي انما هو مقارب للأشتراكية الوطنية التي تبناها الحزب النازي في المانيا لذا انتجت مفاهيم غاية في الدكتاتورية هي مزيج من الدكتاتوريات النازية و ممارسات ستالين مستندين في ذالك الى تاريخ من الاستبداد في العالم  العربي والاسلامي بداء من الدولة الاموية والعباسية كل وسط واقع متخلف عالم ثالثي كل ذالك اخرج صورة للقومية في العراق قائمة على كراهة كل مختلف والقضاء علية حيث عد كل صاحب رأي مختلف متأمر وعدت كل حركة سياسية مشروع تأمر على الامة العربية وعلى ثورة البعث وعد كل نشاط ثقافي لقومية اخرى نشاط شعوبي  وعد كل فعل ديني او عبادة نشاط تأمري رجعي فعاش العراق محنة حقيقية تمثلت بالحروب  الدموية والمجازر القومية والتهجير بحق الاكراد الفيلية  والتركمان والمجازر بحق الشيعة عقب انتفاضة 1991 والاعدامات التي اعقبت اغتيال الشهيد الصدر الثاني واغتيالات علماء الدين واقصاء واعدامات الشيوعين واعدامات ال الحكيم ومجازر الانفال وحلبجة والبرزانين والاعدامات بحق آل الحكيم وقراراعدام الدعاة وقبل كل ذالك تصفية العديد من الظباط من ابناء السنة واعدام العديد من اصحاب الفكر . هذا نموذج عاشة العراق واوصلة الى الاحتلال والصراعات الطائفية والقومية والدينية اليوم ولازلنا نعيش تداعياتة حتى في مرحلة مابعد النظام الذي حين افلس من كل شيئ قام بتصوير نفسة كحامي للسنة وهم منة براء الا من تحجر فكرة   وحامي للعروبة في العراق وقام بأحياء نعرات غاية في البدائية مثل العشائرية بصيغتها المتخلفة والقومية بصيغتها العنصرية والطائفية بصيغتها الرجعية وطبعآ لكل فعل رد فعل يعاكسة في الاتجاة فاصبح الكرة وانعدام الثقة هي ظاهرة واضحة للعيان بعد سقوط النظام غير مأسوف علية تحول المذهب الى كتلة سياسية وتحول الدين الى شعار انتخابي والقومية الى اداة في صراع سياسي وتحولت القبيلة الى حزب يبحث عن تحالف سياسي ويسعى للمغانم وسط شعور بظرورة الهيمنة على مؤسسات الدولة والفوز بالغنيمة كل ذالك وسط شعور ان الديمقراطية وحقوق الانسان والفكر المتسامح انما هما شعار يرفع لغرض الوصول الى الغنيمة وسط غياب لدور النخبة  الثقافية ذات التوجة الديمقراطي الانساني الحداثوي . 

لعل سائل يسأل كم نبتعد نحن اليوم عن الصيغة الديمقراطية القادرة على النهوض بواقع الوطن .ان الديمقراطية دائمآ هي الحل لكل المعضلات ان الديمقراطية الحقيقية هي ذالكم النظام الذي يستند على الثقافة الانسانية التي تتعايش مع الاخر ليس من موقع الاظطرار بل من موقع القبول تلكم الثقافة التحررية التي تفهم الدين بتسامح وحضارة وانفتاح ومدنية وتقبل بالحريات وتحارب الفساد وتتصرف بعقلية ديمقراطية حقيقية في ادارة مؤسسات الدولة تلكم الثقافة التي تقبل تداول السلطة وتقبل النقد وتقدس حرية القول والفكر وتقدس قيم المدنية والحضارة ولاتفرض دين الله بالسيف او الاغتيال  والاختطاف وعصابات السلاح تلكم الثقافة الديمقراطية التي تصوغ جدلية الخبز والحرية الديمقراطية السياسية والعدالة الاجتماعية وتفسير دين الله عزوجل بتسامح وعصرية ومدنية تلكم هي ثقافة دولة القانون المدنية الديمقراطية التي تنهل من مبادئ الاسلام .

الديمقراطية الحقيقية هي الحل


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


احمد سامي داخل
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2012/08/28



كتابة تعليق لموضوع : الديمقراطية الحقيقية هي الحل
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net