كتابات والترويج للتفاهات \"عن وزارة التعليم العالي\"
د . عصام التميمي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

في بلد مثل العراق يخطو خطواته الاولى نحو الديمقراطيه ونحو دوله القانون والدستور ، فان اول ما يسعى اليه الجميع ان يُحتَرم القانون، وان يُطبق بعداله على الجميع. لكن للاسف فان بعض الفضائيات وبعض المدونات الالكترونيه وكلما كان هناك تطبيق صحيح للقانون ، رفعت عقيرتها بالدفاع عن الخطأ وعن الباطل واخذت تزين الباطل وتلبسه لبوس الحق وتحيل الابيض اسودا ومنها مدونة كتابات التي تشن هجوما غير مسبوق على وزير التعليم العالي الحالي وهو لما يزل بعد قد مارس عمله ولما يزل يخطو خطواته الاولى في الوزاره التي لن تظهر نتائجها الا بعد حين من الزمن لا يقل عن الاشهر الست الاولى من السنه الحاليه.

من المعروف في الجامعات العراقيه ان المنهج الدراسي فيها موزع على ثلاثين اسبوع، وان الطالب الذي يتغيب ما مجموعه ثلاث اسابيع في مادةٍ ما فانه يفصل في تلك الماده، وان من يأخذ اجازه مرضيه لنفس الفتره المشار لها لابد ان يأجل العام الدراسي لانه يكون قد فاته الكثير من المواد لا تسمح له ان يتواصل معها ويفهمها ويستوعبها وانه سيتلكأ فيها على مدار العام وسيتسبب بارباك العمليه التعليميه ويكون ذو حاله نفسيه متعبه ويائسه ومحبطه وفي خوف دائم من الرسوب والفشل تؤدي الى زعزعة الثقه بنفسه وبقدراته العقليه والتعليميه. فكيف بالطالب الذي لم ينتظم او يداوم في كليته حتى نصف السنه بغض النظر ان كان من المتفوقين ام من المدعين.

وكان حريا بوزارة التعليم ان تحسم امر قبول الطلبه مركزيا في وقت مبكر من العام الدراسي ولا تترك الامور تفلت من بين يديها ويظل الطلاب حتى اواخر العام الماضي جاهلين مصيرهم  والى اي كليةٍ يلتحقون. 

ومن الغريب ان موقع كتابات قد نشر في يومين متتاليين ثلاث مقالات يهاجم فيها الاستاذ على الاديب وزير التعليم الحالي رغم ان قرار مثل تاجيل الدراسه للطلبه الذين لم تستقر حالتهم الدراسيه حتى نصف السنه هو قرار صحيح يصب في مصلحة الطالب وينقذه من الضياع والفشل الحتمي وهو مطلب الكثير من الطلبه الذين اخذوا بتقديم طلبات التاجيل للعام الدراسي الحالي لشعورهم بانهم لن يواكبوا مسيرة التعليم وان الفشل مصيرهم.

المقال المعنون \" بعض قرارات وزارة التعليم العالي إرتجالية سبل النهوض بالجامعات العراقية وتشجيع الطلبة على البحث العلمي\" المنشور يوم 7/1/2011 لكاتبه السيد حامد شهاب ، المقال ذو عنوان لا يعبر عن المحتوى وليس له اي صله بموضوعه البحث العلمي . 

ننقل ادناه فقره مطوله منه تعبر عن مضمونه اما المقدمه فانها مقدمه انشائيه صحيحيه لا علاقه لها بالخاتمه .

يقول \"وهل تصدقون ان اجراء يتخذ ضد ارادات الطلبة بعدم تسهيل نقلهم من كلياتهم ذات المعدلات العالية الى ادنى منها هو قرار سليم ؟ ام قرار ارتجالي حرم عشرات الطلبة من فرصة ان يكملوا عامهم الدراسي بعد ان وافقت وزارة التعليم العالي على نقلهم قبل شهر ، واذا بها تصدر قرارا لاحقا تحرمهم من فرصة اكمال دراستهم لهذا العام وقتلت كل روح لان يتعلم الطالب الجامعي روح المثابرة والتفتح بقرارات أقل ما يقال عنها انها تدميرية ، تسير بالعراق الى مزيد من الايغال في ايذاء شعبه ، وتؤخر  مستويات التطور الى مراحل سحيقة.\"

نعم انه لقرار سليم ان الطالب الذي لم يباشر كليته لحد الان ، ان تؤجل دراسته للعام القادم كي يباشر مع اقرانه السنه القادمه منذ بدايه العام دون ان تفوته فرصه فهم الماده الدراسيه ودون ان يكون \"أطرش بالزفه\" ، ودون ان تجعل منه طالبا بليدا يحضر الدروس دون ان يفقه شيئا ، لايفقه شيئا لانه قد فاته الكثير الكثير. 

اما المقال الثاني المنشور في نفس اليوم بعنوان \" قرار مجحف لوزارة التعليم العالي وجامعة بغداد\" لمجموعه من طلبة جامعة بغداد فانه يدين نفسه بنفسه ، حيث يشير المقال ان موافقه الوزير السابق كانت  بالكتاب المرقم 12289 في 14 / 12 / 2010, لاحظ تاريخ الموافقه ، واذا عرفنا ان الاجراءات الاداريه للنقل تستغرق ما لا يقل عن شهر ، فان الطالب لن يباشر الا بعد انتهاء امتحانات نصف السنه. وفي المقال تهجم مباشر على قرار صحيح وعلى وزير اراد صلاحا ، ننقل ادناه فقره تهجميه من المقال.

\"وهكذا تكون القرارات التدميرية وبهذه الطريقة يتم قتل الانسان .. فليس شرطا ان تقتل الانسان بطلقة او عبوة لاصقة او ناسفة ولكن بكلمة غير مناسبة او موقف مؤذي او قرار مجحف وهو ما جرى مع رئاسة جامعة بغداد ووزارة التعليم العالي في ظل وزيرها الجديد\" ووصفت القرار بانه \"قرار متسرع بل ومتهور\"كما وصفته بانه قرار ظالم لم يتخذ الا لـــــ \"أرضاء شهوات الانتقام من كل عراقي غيور\" ، مجانبيين بذلك حقيقه ان القرار قانوني ويصب في مصلحة العمليه التعليميه والمستوى العلمي.

اما المقال الثالث فكان قد نشر يوم 6/1/2011 بعنوان \" سيادة رئيس مجلس النواب الاستاذ أسامة النجيفي المحترم .. السادة نواب الشعب المحترمون انتكاسة جامعية ومقتل آمال عشرات طلبة الجامعات\" وهو الاخر قد تضمن السباب والشتم ونَعتَ الوزير بالذباح الذي اصدر قرار التاجيل الذي \" ذبح وزير التعليم العالي بإن أصدر قرارا بإعتبارهم مؤجلين لهذا العام\" . وفي الواقع فان قرار التاجيل كان قراراً عادلا هو مطمح الطلبه الاخرين في الجامعات الاخرى .

كماوردت الاوصاف التاليه : \" دمرت حياتهم ومستقبلهم\"   \" قرار غير منصف بل ومجحف\"   \" القرار غير الانساني\" وغيرها من النعوت التي لا يليق ان ترد في مقال عليه ان يناقش الامور بحكمه وموضوعيه لا بالسباب والشتيمه وقلب الحقائق وتهويل الامور والاكاذيب.

انه ديدن موقع كتابات الذي لا يؤمن بالرأي والرأي الاخر بل بالقذف والشتم والتهويل والتسقيط والابتزاز. 

 

الموضوع السابق ردا على مقالة كمال بصراوي اطفال لطامة

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat