من الوجدان الإنساني للشهيدة الزميلة وجدان اسعد
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ماجد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.بلوعة مرة , وبأسى مرير, تلقينا النبأ الذي نزل على رؤوس المحبين والمنصفين نزول الصاعقة , فكل الضمائر الحية تكاد تتمزق , وكل القلوب النقية تكاد تنفجر , وكل الدموع الكاوية يتزايد زخها على هذه الإنسانة الصحفية الأمينة والإعلامية البارعة المرحومة المخلدة في نفوسنا زميلتنا الطيبة وجدان اسعد رئيسة تحرير صحيفة العراقية اليوم التي استشهدت أمس اثر الانفجار الثاني في محافظة ديالى, حيث كانت تغطي أخبار الانفجار الأول الذي وقع في مركز المدينة.
فأي وجدان لا يتحسر , وأي لسان لا يجهر بإدانة الفعلة النكراء التي حصدت أرواحا بريئة ونفوسا نقية بلا ذمة ولا ضمير .. ؟؟ آهٍ آه واحسرتاه على كل إنسان متمسك بالقيم والشهامة والإخلاص وتزهق روحه الطاهرة والطيبة بأساليب الإرهابيين والقتلة السقطة المجرمين الذين لا يمتلكون الشجاعة والشرف والمروءة .. ماذا يبتغون من هذه الممارسات الخسيسة التي تطال الأبرياء ..؟؟ فما هو ذنب الشهيدة السعيدة الشابة وجدان اسعد ..؟؟ وما ذنب كل من سقط مضرجا بدمائه بأيدي عصابات القتل والاغتيال والتخريب ... فإلى متى يظل عراقنا الجريح ينزف وينزف ولا نجد العقوبات الحاسمة والصارمة لفلول الشر وأفاعي الجريمة والعدوان ..؟؟ لماذا لم نسمع ولم نشاهد جثث هؤلاء القتلة معلقة على أعواد المشانق في الشوارع والساحات العامة لكي يتعظ المجرمون وعلى الأقل لكي تقل وتتضاءل الجرائم المتواصلة ضد شعبنا الصابر المبتلى .
فان روح الشابة الشهيدة الخالدة وجدان تصرخ عاليا ومع أرواح كل الشهداء الأبرار: أين القصاص وأين العقاب وما معنى هذا السكوت المشجع للجريمة .. ؟؟؟ الكل يجزم بان الجرائم تتزايد وتتزايد وكيف لا تتصاعد ولا نجد أي إجراء أو أي قرار أو حكم يضع حدا أمام هذا الطوفان العارم من الاغتيالات والانفجارات والعبوات والمفخخات والمسدسات الكاتمة للصوت , انه لموقف يثير العجب والتعجب , فما ذنب هذه الفتاة الشابة التي تعج في قلبها الآمال والآمال وتنتظر تحقيق طموحاتها التي ذهبت معها في قبرها , وبقي أطفالها والذين هم في عمر الورود يمضغون أحزانهم ببراءة تثير الشفقة والعطف حتى من الأحجار إن كان لها قلوب . ولا يسعنا إلا أن نشاطر ذويها مرارة الفجيعة والأحزان , ونتضرع للباري القدير أن ينقذ عراقنا المقهور من كل الذين لا يمتلكون ذرة من الإنسانية والدين , فإلى الله المشتكى وهو المستعان , وسلام الله عليك يا وجدان من كل إنسان يمتلك التعاطف النبيل مع ماسي وكوارث عراقنا الممتحن , تغمدك الله يا وجدان فسيح جنانه , والهم اهلك وزوجك وأطفالك ومريديك وزملائك الصبر والسلون وإنا لله وإنا إليه راجعون .
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
.jpg)
