صفحة الكاتب : ابواحمد الكعبي

الصم الصياخيد من حمم الافتراء وفقهاء هذا الزمن .
ابواحمد الكعبي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 

 هكذا وبكل بساطة تُزهق أرواح الناس وتُنهب ممتلكاتهم وتُهتك أعراضهم وتُخرب وتدمر الحضارات هذا هو الجهاد في مفهوم وحوش هذا الزمان. 
أنا لا اتدخل فيما لا يعنيني ولكن هذه الوحوش جعلتنا على اولويات قوائهما ، فهذه حسينياتنا يتم تفجيرها وآبائنا يتم اختطافهم ونسائنا ضمن غنائمهم ولم تسلم منهم حتى القبور. فخرجت هذه النفثة من صدري على الرغم مني بعد أن سمعت يوم أمس ((أحد مشايخ الوهابيه الشيخ حسن حسان)) وهو يتلو بيان الامة الاسلامية بالجهاد !! 
الجهاد على من ؟ على اخوانه من المسلمين اطفال ونساء وشيوخ.والله انه لحكم التوراة اقسم بكل ما هو مقدس أن ما جاء في كلمة حسن حسان نسخة مستنسخة من نص توراتي يأمر اليهود بجهاد اتباعه لابل ان التوراة كانت ارحم حيث فرضت الجهاد على من لا يؤمن بدينهم ويعبد الآوثان . تبا وتعسا لهذه الذقون الحاخامية العفنة. 
فليزعل من يزعل ، أنا لا يهمني حتى لو اغلقت صفحتي لأن الحق يجب أن يُقال. ولكنها كلمة انبأ نبيكم بها عندما قال : ((ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض )) . ولكن مع الاسف الشديد انكم تضربون رقاب بعضكم البعض فكنتم مصداق نبوءة محمد . 
فكم هو الفرق بين من يُصدر فتاوى الجهاد ويطلقها كانها بالونات في الهواء مصحوبة بسيل من الشتائم التي لا يقولها إلا أبناء الشوارع.
وبين من يقول : (( لو أبيدت محافظة شيعية بكاملها لا أعطي فتوى بالجهاد)) إنه السيستاني . حمته ارادة السماء من كيد الخونة . 
والله اني ابكي عليكم حد الرثاء. 
ذبح المسلمون في البوسنة والهرسك ، وذبحوا في الشيشان ، وذبحو في افغانستان ويُذبحون الآن في ميانمار بمآت الألوف ويّذبحون في باكستان وفلسطين وكلهم من اهل السنة والجماعة ومنذ اكثر من ستين عاما هذه فلسطين تستصرخهم ولم يحرك هؤلاء الوحوش ساكنا ، ولكنهم للقتال فيما بينهم نراهم يُسارعون إلى اصدار فتاوى الجهاد والدفع بالداعية ((حسن حسان)) لكي يستلم إما مؤسسة الأزهر ، او منظمة العالم الإسلامي بدلا من القرضاوي بقرار من الماسونية العالمية التي قررت السيطرة على هاتين المؤسستين وإن كانوا فعلا هم المسيطرون عليهما لأن الازهر بيد الاخوان الماسونيين ، ومنظمة العالم الإسلامي بيد القرضاوي الماسوني كما نعرف نحن في كنائسنا وما نتداوله في اورقة انديتنا اضافة إلى اعترافات زوجة القرضاوي ، وزوجة حسن حسان وغيرهم.
أنا لا أدري لماذا وقفت كل الدول ضد التيار المتطرف الذي جاء به مصطفى شكري في حركته (التكفير والهجرة) هذا الرجل الذي افتى بكفر جميع المسلمين الذين لا ينتمون إلى فكره . وهو القائل : (اعطوني قاموسا وقرآنا وصحيح البخاري ويكفي الاجتهاد) فقد ورد في بنود هذه المؤسسة قرار خطير يعتبر كل المسلمين الذين لا ينتمون إلى جماعته (كفرة) : ((اعتبار مبدأ التوقف في الحكم على أي مسلم ليس معهم في الجماعة فلا يحكمون له بكفر أو إسلام حتى يتبين كفره من إيمانه، وهذا التبين يكون عبر عرض فكر الجماعة عليه فإن وافق انضم إليهم وصار مسلما حسب رأيهم وإن رفض حكموا بكفره . وقاموا بتصفيته)) . ولعل ابرز ما اتسم به هذا الفكر المتطرف لحركة التكفير والهجرة هو ما صرح به مصطفى شكرى من واقع أقواله أمام هيئة محكمة أمن الدولة العسكرية العليا (القضية رقم 6 لسنة 1977) والتي نشرت في الصحف يوم 21/10/1979: ((إن كل المجتمعات القائمة مجتمعات جاهلية وكافرة قطعاً)) . 
فلماذا قامت قيامة الانظمة الحكومية ثم طاردت هذه المنظمات واعدمت زعمائها منذ زمن قطب والبنا والافغاني وغيرهم واعتبرت افكارهم وفتاواهم خطرا على الامة الإسلامية ثم نراها اليوم تغض الطرف عن فتاوى الجهاد التي تتطاير من هنا وهناك وكانها بالونات تسلية يطلقها اطفال يافعون ليسوا بحاجة إلى دراسة معمقة لفهم مفهوم هذه المفردة الخطيرة ((الجهاد)). فقط هم بحاجة لقاموس عربي وقرآن وصحيح البخاري ، لكي يصبحوا فقهاء الأمة الإسلامية فيدفعوا بالقطعان إلى المجزرة. 
أن التكفيريين هم اشخاص يرفضون اصلاح عقيدتهم لكي تتناسب مع الدين الصحيح ومع متطلبات العصر الجديد. 
إن من أشد الانحرافات خطورة أن تمتزج الرغبات والمصالح والطموحات الشخصية بمشجب الرأي الفقهي الشرعي مما يستحيل معها اتاحة فرص الحوار والنقاش في مجمل الافكار ناهيك عن نقدها. وهذا الداعية الشيخ ( طه احمد السيد ) الملقب عبد الله السماوي المصري وقف وراء كل الأعمال الإرهابية التي وقعت خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي والتي هزت مصر أمنيا . في قوانين هذا المعتوه جاء في الفقرة الثامنة من دستور مؤسسة الجماعة ما يلي : (( ما دام المجتمع جاهليا او كافرا فبالتالي يجوز قتل الناس وسبي النساء ونهب الاموال ، حيث أباح الله لنبي سليمان عرش بلقيس بكفرها)) . فهو يعتبر كل من لم ينتمي لجماعته من المسلمين جاهليين كفرة يجوز له ذبحهم وغنيمتهم. 
ولم يكن الأمر حكرا على الجماعات الإسلامية المعاصرة المتخلفة فكريا . لا بل ان الكثير من الاكاديميين والعلمانيين في اللحظات التي تُمتحن فيها العقول تنهار كل مواقفهم السابقة التي كانوا يُروجون لها تحت مفاهيم العدالة والحرية وغيرها فيلجأون إلى العنف الدموي وخير مثال نسوقه على ذلك هو (برهان غليون) رئيس المجلس الوطني للمعارضة السورية الذي قال في مناسبات كثيرة وقبل أن تتطاير الدولارات من حوله : ((من الاجحاف أن نُلبس الظاهرة على ثمة عقيدة أو دين ، فالعقائد ليست هي التي تولد العنف ولكن الاندفاع نحو العنف والإخفاق في حل التناقضات الاجتماعية والسياسية بالطرق السلمية هما اللذان يدفعان الناس إلى تأويل عقائدهم الدينية والعلمانية تأويلات عنيفة )). 
فما حدا مما بدا يا برهان فتقوم بمخالفة ما قلته سابقا وتسبب في اغراق بلدك بالدماء والدموع والنار ؟ 
يجب أن لا نلقي بتهمة الارهاب في عب السلفية والوهابية وحدها فهؤلاء افرازات متأخرة لهذه الحالة الشاذة ، فالارهاب له جذور مهدت له حتى وصلت إلى ابشع صورها على أيدي السلفيين والتكفيريين من وهابيين وغيرهم من أكلة قلوب هذا الزمان . فقراءة في كتاب (جند الله) وكتاب (المدخل إلى دعوة الاخوان المسلمين) . و كتاب (خطوة على طريق الجهاد) وغيرها من كتب فترة الخمسينات والستينات وهي الفترة التي سبقت ظهور الوهابية والسلفية بشكلها الحالي نرى أن الدعوة إلى سفك الدم كانت سائدة على مؤلف هذه الكتب التي تعود للمفكر الاسلامي ( الشيخ سعيد حوى) حيث طرح افكاره بلغة مطعمة بالكراهية ومشجعة على العنف حيث يتهم الشيخ سعيد حوى عامة المسلمين بالردة ويدعوا إلى قتل السافرات وذبح من يُسميهم بالزنادقة باليد والسكين . 
ومثله الشيخ حسن البنا الذي يذهب أيضا إلى : (( أن الامة التي تُحسن صناعة الموت ، وتعرف كيف تموت ، يهب لها الحياة العزيزة في الدنيا والنعيم الخالد في الآخرة)) . لا بل أن هناك كتب تصوغ ثقافة أمة هذه الكتب تُمثل صورة من صور التحلق حول العنف والقتل والتكفير وعناوينها من النوع الاستفزازي المؤسس للعنف مثل ( الصواعق المحرقة على أهل البدع والزندقة) و (سلاسل الحديد في تقييد ابن ابي الحديد ) و ( الصارم المسلول في الرد على الترابي شاتم الرسول)
ويُطيب لي ان اختم كل ذلك بما قاله الشيخ يوسف القرضاوي في اول أيام ربيعة العلمي حيث يقول : (( لا يزعجني أن يكون للصحوة الإسلامية المعاصرة أعداء من خارجها يتربصون بها، ويكيدون لها ، فهذا أمر منطقي أقتضته سنة التدافع بين الحق والباطل . إنما الذي يزعجني ويؤرقني ويُذيب قلبي حسرة ، أن تعادي الصحوة نفسها وأن يكون عدوها من داخلها، كأن تضرب بعضها بعضا ، ويكيد بعضها لبعض، وأن يكون بأسها بينها)) . 
ويقول في مقال آخر له : ((يتشدد المتدين مع نفسه ومع الناس ، ثم يتجاوز ذلك إلى اصدار اتهامات قاطعة بالإدانة على من لا يتابعه في مسيرته، ثم يتابعه باصدار حكم فردي على المجتمع بالردة والكفر أو العودة إلى الجاهلية ثم يتحول إلى موقف عدواني يرى معه هدم المجتمع ومؤسساته قربة إلى الله وجهادا في سبيله )) . 
ولكن انظروا ماذا يفعل القرضاوي هذه الايام وماذا تفعل فتاواه بالجهاد . 
ولكن لغة الدولار اقوى من لغة العقل بدراهم معدودة تم اغتيال النبي المسالم يسوع المسيح ومن اجل كرسي تم تحريف ديانة بكاملها وحورب انبياء ومصلحون وقوتل منصفون . ولنفس الحطام سارع المسلمون لقتل ابن بنت نبيهم عليه المكارم ( الحسين بن فاطمة بنت محمد ) وابادوا ذريته واهل بيته . فما يمنع سلفيوا هذا العصر ووهابييه أن يُصدروا ولنفس الحطام فتاوى القتل والجهاد على من لا يؤمن بافكارهم ، إن ما جرى يوم أمس من اصدار فتوى الجهد ضد فئة معينة تدين بنفس دينهم وتخالفهم الرأي لهو وصمة عار ابدية وخزي ما بعده خزي وصم سيرة هذه التنظيمات السلفية والوهابية وعلى جميع من له عقل ووعي مسؤول أن يُبادر إلى قتالهم ولو بكلمة صغيرة .
لا تناموا فهناك عيون تراقبكم . وعقول تخطط لهلاككم ، وارجل تسعى لابادتكم . ولستم وحدكم في هذا الميدان فنحن المسيحيون في الشرق مهددون كما أنتم .

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ابواحمد الكعبي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2013/06/26



كتابة تعليق لموضوع : الصم الصياخيد من حمم الافتراء وفقهاء هذا الزمن .
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net