وقفات مع دجال البصره ( 3 )
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ابواحمد الكعبي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هناك سبيلان لمعرفة اليماني عليه السلام:
بعد أن تحدثنا عن السبيل الأول وبيناه وقلنا أن
السبيل الأول: معرفة صفات خصمه السفياني فمن سيقف بوجه السفياني سيكون هو اليماني الذي تحدثت عنه الروايات
هذا ليس سبيلا استنبطناه من رؤوسنا ولكنّ له نظيرا في التاريخ أشار اليه القرآن الكريم
إنّ اليهود وهم من أهل الكتاب كانت كتبهم تخبرهم بنبي يأتي فيهزم " الكفار المشركين" ويستأصل شأفتهم فكانت هذه واحدة من العلامات البارزة عندهم و كانت كتبهم تذكر أنّ من سيطهر الارض من المشركين هو النبي المخلّص الموعود.
إذاً هم يعرفون جيدا "عقيدة" الخصم الذي سيخرج ذلك المخلص ليتصدى له وبالفعل كان صلى الله عليه وآله وسلم قد بدأ بمواجهة المشركين في مكة بينما آمن المشركون في المدينة فانقلب اليهود على أعقابهم.
السبيل الثاني: إنّنا عندما نتتبع التاريخ نجد كل المصلحين كانوا رجالا نشأت بينهم وبين المجتمع علاقات وروابط وعُرفوا بين افراد مجتمعهم بالاستقامة والصلاح فكان هذا عاملا في استجابة الناس لدعواتهم الاصلاحية ولم يكونوا فقعا خرج هكذا فجأة!
إنّ نبينا محمد ابن عبدالله صلى الله عليه وآله قبل بعثته النبوية الشريفة مكث في قومه اربعين سنة عرفوه فيها بالصدق والأمانة وكمال العقل والاخلاق فكانت هذه حجة على من كذبوه . هذا أحد سبل إتمام الحجة فالله سبحانه وتعالى لا يأخذ الناس بجرم قبل اتمام حجته عليهم.
كيف لي أن أتبع رجلا يخرج هكذا فجأة فيقول لي انا اليماني وعليكم اتباعي؟!
بل إنّ إمامنا المهدي عجل الله تعالى له الفرج مع ما لغرته الحميدة وطلعته الرشيدة من حجج باهرات إلا انّ خروجه فداه أرواحنا ستسبقه مقدمات ومنها حركة التمهيد على يد اليماني عليه السلام.
فإذاً لا يُتصور أنّ رجلا يقود حركة تمهيدية عالمية بحجم حركة اليماني يكون شخصا مجهولا يدعو الناس إلى نصرته هكذا بدون مقدمات وبدون أن يكون قد خالطهم وعرفوه باستقامته وصلاحه وبدون أن يكون رجلا صاحب برنامج إصلاحي واضح المعالم ونشاطٍ اجتماعي في أعلى مراتب التميز.
سيكون خروج اليماني على الساحة مزامنا لظهور وبروز السفياني وحينها لا شك ستبدأ المواجهة على ساحة القيم والمباديء بينهما قبل المواجهة العسكرية. سيكون لليماني دور في التحضير للمواجهة وسيبرز على الساحة.
جدير بالذكر أنّ من سيقتل السفياني هو الامام المهدي عليه السلام كما تذكر الروايات وما حركة اليماني ضد السفياني ومواجهاته معه سوى حركة تقديم وتمهيد
عن عبيد بن زرارة عن الإمام الصادق عليه السلام قال: ( ذكر عند أبي عبدالله عليه السلام السفياني فقال: أنى يخرج ذلك ولم يخرج كاسر عينه بصنعاء)
فإذاً الرجل الذي سيحمل أهدى الرايات لن يكون رجلا عاديا بل سيراه الناس رجلا استثنائيا في استقامته وصدقه وصلاحه ومقومات شخصيته القيادية وسوف يسترعي انتباه جميع الناس ليلتف حوله على بينة من أمرهم جمع ممن امتحن الله تعالى قلوبهم للإيمان. جعلنا الله تعالى و إياكم من الملبين لدعوته والمستشهدين تحت راية مهدي آل عليهم السلام.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat