واقفاً مثل فارس في مرافق صحية، لاظل لديه سوى مايبعث الضوء على الأرض او الحائط، رافعا رمحي الى الامام بينما فمي مفتوح لمن يملؤه بالماء حتى يسكبه الناس على مؤخراتهم!!، المؤخرات متشابهة مثل وجوه السياسيين الذين يديرون السياسة في البلاد التي احتفظت بالخلاص من البريج الآهين والصِفِرْ، ودخلت الى الحضارة بإبريج بلاستيكي معاد فأسقطت هيبة الإبريج العراقي في المرافق الصحية في العالم الثالث،أشربُ الماء لأموت عطشا، تتغير الأماكن والمؤخرات تتوزع بين الأبيض والاسود والاسمر، بينما يحملني الناس مثل خروف لايملك سوى أن يصيح:ماااااااااااء ،كلما التفتُّ الى الوراء ينسكب المشهد خلفي كما ينسكب الماء من البلبول!!، ربما كنت فيما مضى نعالا معادا او صوندة او علبة بلاستيكية تقول للعالم ان العراقيين يعيدون إنتاج حضارتهم الديمقراطية بأنفسهم، انا الوحيد المصاب بعمى الألوان، لهذا يبتديء الاحمر بلوني، انا الأكثر جرأة بين المنتجات البلاستيكية لأني لاأؤمن باللون الاسود والأبيض في قائمتي، انا الفاضح لجهاز التقييس والقسطرة النوعية!!، أنا الوحيد الذي لايستحي الناس مني فيظهرون ترسانتهم اللحمية لعيوني المطفأة بالماء، أنا الشاهد الوحيد الذي عرف الأحجام والالوان، انا المحقق الذي يعترف الجميع بوجودي انهم آثمون على هذه الارض التي تنبت الزهور ، الأرض تعطيهم الطهر وهم يعطونها الطهارة!،انا السر بين الجالس قربي وبين نفسه، انا الشاهد على الرغبات التي يستحي الناس اظهارها وهم يتسترون خلف ثيابهم، انا الذي ينزع الجميع تكّاتهم قربي وهم آمنون مطمئنون أنهم لن يتعرضوا الى الاغتصاب من سياسي او فكرة او حتى كاميرا، انا المعالج النفسي الذي اخلّصهم من أدرانهم، أنا الباذل ماء وجهي من أجل ستر عوراتهم انا الصديق الوفي حين يستنجد بي الناس في أحلك الظروف!، الحضارة تتقدم في البيت العراقي بينما أبقى تراثا عصيا على النسيان او التقدّم، وجودي حتم حتى مع وجود صوندة حديثة!، أنا أول داخل الى البيت وآخر منسي هناك، الراكضون اليّ كثير،والهاربون مني قليل، أنا صاحب الاعترافات التي أكون فيها الشاهد الوحيد حين تفكّر العقول، أنا المتكلم الوحيد حين يصمت الجالسون أمامي، إمتلأ بفيض البواري وأعطي القليل الذي يطلبونه مني، أنا الأغلبية الصامتة في الليل حين تهدأ الأصوات او حين تدخّن الافواه.
هذا أنا الجالس وحدي وأنتم تعكّرون هدوئي، تملؤوني بالماء ثم تدلقونه خلف بلاويكم فأعود فارغ الروح، الماء روحي وأنتم تستلبون روحي وتضعونها في الحضيض، كرامتي لاتساوي عندكم شيئا، وكرامتكم لاتكتمل الا بوجودي، أنا حارس بيت الراحة وحين تهربون من وجوه نسائكم ولغوة أبنائكم!، أنا المنتصب مثل أذن حمار مراهق!!، والطائع مثل وردة، أرأيتم كائنا يتكلم بالماء الذي يملأ فمه.... ويخرس حين تتيبس حنجرته من العطش؟.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat