العلاقة بين الزرفي والصرخي تكشف عن حقائق جديدة

 أماطت التداعيات الأخيرة لأتباع محمود الصرخي، عن تغلغله في العملية السياسية في العراق عبر سياسيين وأعضاء في عدد من مجالس المحافظات، في سعي منه إلى التأثير على مراكز القرار وتسويق أفكاره التي تعتبرها المرجعيات الدينية والأغلبية من ابناء الشعب العراقي، افكاراً شاذة، هدفها شق صفوف "الشيعة"، وعرقلة الحرب على الإرهاب و"داعش" عبر التشكيك في فتوى "الجهاد الكفائي" الذي أعلنه المرجع الديني الأعلى السيد على السيستاني، الشهر الماضي.

وكان اثنان من أتباع الصرخي ترشحا في الانتخابات ضمن قائمة "الوفاء للنجف" برئاسة محافظ النجف الحالي عدنان الزرفي، وهما كلا من قاسم الساعدي في بابل ، وسلام الغزالي في النجف.

ويرى محللون سياسيون أن حركة الصرخي الأسبوع الماضي في كربلاء، هي نتاج لشعوره بالقوة بعد تحالفه مع أطرافا سياسية، فيما غازلته جهات أخرى طيلة الفترة الماضية ما جعله يشعر بالنفوذ ويجاهر بمعاداته للمرجعيات الدينية وتشكيكه في جهود الحرب على الإرهاب و"داعش".

وينقل عراقيون من النجف وبابل، في أحاديث لـ"المسلة" أن أتباع الصرخي يشعرون بالاطمئنان في النجف بسبب العلاقة "السرية" التي تربط محافظ النجف عدنان الزرفي والصرخي والتي كانت إلى وقت قريب علنية لاسيما أثناء الانتخابات الماضية، لكن هذه العلاقات باتت خلف الكواليس بعدما شعر الجانبان بانّ من غير المفيد إظهارها.

ويقدّم المتحدثون لـ"المسلة" الأدلة على ذلك بان "الصرخيين تحالفوا مع عدنان الزرفي ضمن قائمة (الوفاء للنجف) في انتخابات 30 نيسان/ابريل الماضي، حيث ترشح احد أتباع الصرخي، سلام الغزالي ضمن قائمة الزرفي".

وشكّل عضو المجلس البلدي في النجف سلام الغزالي، مع نائب محافظ بابل قاسم الزاملي، وكلاهما من أقطاب جماعة الصرخي "لوبيّا" سياسيا يضغط على المجالس المحلية لتمرير أجندة الصرخي.

اضافة الى ترشح مهند الطائي احد اتباع الصرخي  والذي صدرت بحقه عدة مذكرات قبض لتهجمه على الجيش العراقي من اربيل بعد ان كان القائد السري للاغتيالات في كربلاء الذي ترشح ضمن قائمة تابعة للمالكي ( تيار الدولة العادلة ) في كربلاء

ولعل هذا يدعم ما نشرته "المسلة" من تقرير أمس الأول، وأفاد بان أتباع الصرخي المطلوبين للعدالة يجدون في النجف ملاذا أمنا بسبب التحالف بين الزرفي والصرخيين منذ الانتخابات الماضية.

ان ملامح التحالفات بين الصرخيين والزرفي ترسمها مثلث العلاقة بينه وكلا من سلام الغزالي وقاسم الزاملي الذي قدم استقالته من منصبه وفضل الفرار إلى اربيل، بعدما نصحه "صرخيون" بعدم الذهاب إلى النجف منعا للحرج الذي سيسببه لكل من الزرفي والغزالي.

وكان تقرير "المسلة" أمس الأول، أثار ردود أفعال حركة "الوفاء للنجف" التي يتزعمها الزرفي، التي اعتبرت في بيان أن لجوء جماعة الصرخي إلى النجف غير صحيح، فيما تشير مصادر لـ"المسلة" إلى هروب أتباع الصرخي إلى النجف ومناطق أخرى من العراق، لكن هناك من ركز على النجف لشعوره بميول الزرفي للصرخيين لاسيما وانه تحالف في حملته الانتخابية معهم لكسب أصواتهم، حيث ترشح الغزالي في النجف ضمن قائمته.

وكانت مجموعة من أتباع الصرخي قد فروا إلى اربيل التي تحولت لملاذ آمن للإرهاب والخارجين على القانون، وعقدت مؤتمرا صحفيا في مقر فضائية "التغيير"، وهو نفس المكان الذي تعقد فيه الجماعات المرتبطة بـ"داعش" وتدعي أنها معارضة للحكومة مؤتمراتها الصحفية، فيما أصدرت الحكومة العراقية مذكرة اعتقال بحق نائب محافظ بابل قاسم الزاملي.

الى ذلك، يؤكد مصدر مطلع لـ"المسلة" في بابل أن "شعورا بالفرح يسود أبناء المحافظة، لفرار قاسم الزاملي، متمنين لو انه تم اعتقاله لمحاسبته على الكثير من أعمال الفساد التي اقترفها في الفترة الماضية".

وأضاف المصدر أن العام 2013 شهد حادثة اعتداء نائب محافظ بابل قاسم الزاملي على شرطي، منع زوجة الزاملي من ركن سيارتها في مكان ممنوع، ما جعل الزاملي وحمايته يعتدون على الشرطي وضربه ضربا مبرحا، ما اضطر قائد شرطة المحافظة اللواء رياض الخيگاني إلى التهديد بترك منصبه إن لم تتم معاقبة الزاملي.

ويؤكد متابع لشؤون محافطة بابل عبر اتصال مع "المسلة"، أن "قاسم الزاملي ربيب الصرخي وتلميذه، ومتطرف في ولائه له وكان يكفر المرجعيات الدينية في العراق، وتحّول من شخص مغمور إلى نائب في المحافظة، بعد تحالفات سياسية اضطرارية مع النائب (ائتلاف بابل المدني) سلام كتاب لإكمال نصاب تشكيل الحكومة المحلية في بابل، وتعيين احد أعضاء جماعة الصرخي وهو قاسم الزاملي نائبا للمحافظ".

وفي النجف، أكد مصدر مطلع أن "الزرفي وقائمته استعانوا بالصرخيين في انتخابات مجالس المحافظات وفي الانتخابات النيابية الأخيرة لتأمين عدد من الأصوات في الانتخابات، وكان التنسيق عاليا بين الزاملي في بابل، والغزالي في النجف للتحالف مع سياسيين مقابل التعهد لهم بمنح أصوات الصرخيين لهم، وهو ما فعله عدنان الزرفي، حين ترشح سلام الغزالي ضمن قائمة الوفاء العراقي (211).

ويقول متابع للشأن النجفي، في حديث لـ"المسلة" ان سلوكيات الزرفي السياسية، والتي بلغت ذروة شذوذها بالتحالف مع الصرخيين، تعود الى الشعور بالنقص الذي يعاني منه الزرفي، باعتباره فاقدا للنفوذ الاجتماعي والقواعد الشعبية ما يضطره الى الاعتماد على الوجوه الهزيلة والضعيفة مثل أتباع الصرخي.

ويؤكد المتابع "كشف الزرفي عن عدم قدرة على الانسجام والتكيف مع الكيانات الحوزوية والحزبية المعروفة بسبب طموحاته غير العقلانية، فسعى الى الاستفادة من إهمال الجهات المعنية العراقية السياسية والأمنية، لظاهرة الصرخي فبنى تحالفات معهم"، مؤكدا ان "أهالي النجف بصورة خاصة والعراقيين بشكل عام، يعتبرون سلوكيات الزرفي ظاهرة خطرة في الجسد السياسي العراقي لأنها لا تقوم على مبدأ، بل على المصلحة، مع تضخم (الانا) لديه والتي أفقدته توازنه النفساني مع وجود استعداد داخلي نفسي لدى الزرفي لان يتحالف حتى مع الشياطين لتأمين منصب له".

الی ذلک، أكد مقربون من محمود الصرخي، «أنه بصحة جيدة وفي مكان آمن، متهجمین علی المرجعية الدينية العلیا المتمثلة في ایة الله العظمی السید علي السيستاني»، كما زعموا بأنهم «سيلاحقون الحكومة العراقية» بسبب تنکیلهم والحاق الخسائر الفادحة بهم.

النهایة

المصدر: المسلة + CNN


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2014/07/13



كتابة تعليق لموضوع : العلاقة بين الزرفي والصرخي تكشف عن حقائق جديدة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net