اسطورة البهاء الحقيقي على الارض
عبد الرضا الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عبد الرضا الساعدي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
هل يمكن وصفها ..؟ وكيف ينبغي ان يكون معيار تقييمها ووجودها في وطنها ومجتمعها . حيث ألمكانة التي تستحق ، والمنزلة التيانتزعتها بجدارة ، طيلة عقود من الزمن الصعب والشاق . وهي تواجه المعاناة والظروف الإقتصادية والسياسية ، وهذا السيل الحزين منالفقدانات اليومية في كل شيء ، في الاسرة والشارع والمجتمع والدولة ؟.. تحملت وزر الحروب والحصارات والجوع والإهمال الطويل . فكانت سداً كبيراً لدرء بيتها من الإنهيار .. جميلة في كل شيء ومضيئة ، رغم عتمه الزمن وقبحه ، هي الأنيقة والجذابة والعفيفة ، وهي القوية والمتحدية والمبدعة ، وهي المحبة والعطوفة والكريمة ، لا يشبهها كائن على الأرض بروعة حضورها ، رغم التهميش الإجتماعيوالتقليل من كفاءتها وجدارتها في إدارة الامور ، انها سليلة الحضارة والعطاء والاصالة ينبغي ان نرفع لها القبعات ، تقديراً وعرفاناً بما قدمته وصنعته في كل خطوة تخطوها على أرض البلاد ، فهل فعلنا ذلك من اجلها ؟ وهل نالت حقوقها واستحقاقها الذي ينبغي أن يكون ؟ وهل اوفينا في رد الجميل لها ؟ هذه الكائنة الرقيقة والرحيمة والمرهفة في الاحساس والسلوك . الراقية والمتزنة والأبية في مواجهة ظروف الحياة المعقدة . وأي شهادة بحقها ينبغي ان تُدون في سيرتها وانجازاتها اليومية ، وأي حياة تستحق هذه المخلوقة الاسطورة في كل شيء ؟ انها المرأة العراقية صاحبة الذوق والوجه والروح ، في ابهىالصور والطعم والنكهة والجاذبية الإنسانية .. لا شجرة تورق علىالارض دون انفاس منها ، ولا دفقه شعور تنسُاب على ألاجواء تماثل شعورها واحساسها بالناس وألاشياء وما يدور حولها مجسّ رقيق يلتقط الفرح والحزن ومابينهما، لتشكل منه صوراً خاصة وعالماً لا يشعر بالفراغ ، فهي الممتلئة بجمال الطلعة رغم البؤس ، وهي الوردة الفواحة بعطر الجنة على الأرض التي يثقلها قحط السنين ، وهي حلاوة اللحظات والطقوس والفصول ، رغم مرارة الواقع .. المرأة العراقية تاج على رؤوس نساء الأرض ، ولا نبالغ في ذلك ، وهي المتربعة على عرش الجمال في رواحها ومجيئها ، في حيويتها وفي سكونها الملائكي معاً ، حالمة حد التحليق وواقعية حد التماسك والصمود والاصرار .. شجاعة وقوية في داخلها ، ومرنة في تطلعاتها وتواصلها مع الآخر ، لوحة بهيجة ، تزين وحشة البلد ، حين يضيق بناالأفق ، فتصنع افقاً آخر ، وتمنحنا سماءً من ألق ، وشموساً وزرقة صافية من غبار الخراب الذي يداهمنا كل يوم ، فسلاماً لك من القلبأيتها الحياة الفسيحة والملكوت الجميل ، وتحية حب أبدية لوجودك الثري وطلعتك البهية ، ولعينيك الواسعتين وسع هذا الكون ..ياأسطورة البهاء الحقيقي على الأرض ...
abdalrda_rashed@yahoo.com
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat