مهازل ديموقراطية في زمن صدام
جمعة عبد الله
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
جمعة عبد الله

بعد حرب الخليج عام 1991 , التي اصابت العراق بالهلاك والخراب والتدمير , واشعلت حرائق لتدميرفي جميع انحاء العراق , تفجرت انتفاضة بركانية شعبية عارمة من الجنوب حتى الشمال , فقد استولت الجماهير المنتفضة على معظم محافظات العراق واسقطتها , وتمزق الخوف البعثي عن الشعب , وبات قاب قوسين سقوط نظام صدام , وهلاكه المحتوم يحسب بالساعات وليس بالايام , لهذا اصاب الفزع والخوف اركان زمرة النظام وتحولوا كالفئران المذعورة , وباتوا على يقين بانهم لن يفلتوا من حبال المشانق , لذلك اتخذوا قرار الهروب والفرار من العراق , قبل ان تقع ساعتهم المحتومة بيد الشعب المنتفض , وكان طوق نجاتهم اللجؤ الى الجزائر وباسرع مايمكن , وعزم رأس النظام بالاستعداد للانهزام من العراق , وامر بشحن الحقائب السفر المملوءة بالاموال المسروقة , وتخصيص الطائرة للرحيل وبالفعل تم تجهيز الطائرة واخذت محركاتها بالعمل للتهيؤ للهروب , توجه رأس النظام وعائلته واعوانة وحاشيته صوب مطار بغداد , وهم يسابقون الزمن للوصول الى الطائرة المنتظرة الجاهزة للاقلاع , وفي اللحظات الاخيرة وهم يقتربون من مطار بغداد , جاءتهم الاوامر من دول التحالف الغربي في مقدمتهم امريكا , بالرجوع الى القصر الجمهوري , والاستمرار في الحكم دون خوف وقلق على مصيرهم , واعطاء الضوء الاخضر في استخدام كل الوسائل التدميرية في اجهاض الانتفاضة واخماد شعلتها واخمادها , وحتى بالسماح بالطائرات العمودية بقصف مواقع المنتفضين , بعد ما كانت محرمة عليه تشغيلها او تحريكها , في وثيقة الانهزام والاستسلام في خيمة صفوان , بذلك برع نظام صدام في استخدام ابشع الوسائل القمع الوحشية ضد انتفاضة الشعب بالقبضة الحديدية الصارمة , بالمجازر والتدمير , حتى لم تسلم من انتقامهم الاعمى التدميري , العتبات والمراقد المقدسة في كربلاء والنجف الاشراف . لان دول التحالف وجدت وحسبت بان سقوط صدام لايخدم مصالحها وطموحاتها في المنطقة , لذلك عاد صدام الى قيادة الحكم بارادة دول التحالف الغربي في مقدمتها امريكا . واستخدم صدام بعد جلوسه على جماجم الشعب , اساليب سياسية مخادعة في اقنعة مزيفة في سبيل اطالة عمره في الحكم الفاشي , في تجريب الديموقراطية المزيفة لخداع الشعب , وخاصة ان المتطلبات الجديدة تحتم عليه ذلك , بعد الانكسار والانهزام في ام المهالك , في ابتلاع حنظل النكبة الكارثية , التي اصابت العراق , في تجريب وسائل مزيفة عسى ان تنطلي على الشعب , وتخفف من موجات التذمر والغضب والسخط الشامل , لذلك قرر مجلس قيادة الثورة , اصدار قانون تنظيم الاحزاب . رقم 30 لسنة 1991 ,وينص هذا القانون الذي اشتمل 36 مادة قانونية , باجازة والسماح بتأسيس احزاب جديدة , وحق المواطن بالحرية التامة الانتماء والاختيار الانضمام الى الاحزاب الجديدة , الى جانب الحزب القائد ( حزب البعث ), وحق اجازة تأسيس الاحزاب يكون بتقديم الطلب الى وزارة الداخلية ( وزير الداخلية آنذاك شقيق صدام . وطبان التكريتي ) . وصدح الاعلام النظام وصحافته الصفراء بالضجيج المنافق , بالمكرمة العظيمة من القائد الفذ حفظه الله , بالحياة الديمقراطية والعهد الجديد تحت وهج الانتصارات الكبرى التي تحققت تحت رعاية قائد النصر العظيم , وطبل وردح وعاظ السلاطين بالنعمة الالهية , والتمجيد العظيم بان العراق سوف يتمتع بالديموقراطية الحقيقية , التي تعتبر اسمى ديموقراطية في العالم , على شعوب العالم الاقتياد بها في تطبيق ديموقراطية في الحكم , والفرحة العظيمة في حق المواطن ان يختار بحريته الكاملة , الحزب الذي يختاره . ولكن رأس النظام واعوانه اصابوا في ذهول وانكسار كبير وصفعة قاسية وموجعة , حيث لم يتجاسر احد من المواطنين بتقديم طلب الى وزارة الداخلية ( وطبان التكريتي ) باجازة تأسيس حزب , اضافة بان المعارضة السياسية العراقية , اعتبرته خدعة منافقة , وحذرت المواطنين من الوقوع في المصيدة البعثية , لتصفية الحسابات بالبطش والتنكيل بالاعدامات الجديدة . وامام هذا الانهزام الكامل والمأزق الكبير الذي تورطوا فيه , بعدم التجاوب لا من الشعب ولا حتى من المجانين , في هذه اللعبة المخادعة والمغشوشة , ولامتصاص علقم الهزيمة والفشل , طلب رأس النظام من اعوانه وحاشيته , ان يبادوا هم انفسهم ان يتقدموا بطلبات الى وزارة الداخلية في اجازة تأسيس احزاب جديدة , وتحققت رغبة رأس النظام بهذه الاحزاب الجديدة وهي :
1 - حزب النخبة : رئيسه حسين كامل
2 - حزب اصدقاء القائد : رئيسه عزة ابراهيم الدوري
3 - حزب الشبيبة الصدامية : رئيسه عدي صدام حسين
4 - حزب انصار القائد : رئيسه قصي صدام حسين
5 - حزب جند القائد : رئيسه علي حسن المجيد
6 - حزب براعم القائد : رئيسته حلا صدام حسين
7 - حزب شعراء القائد : رئيسه عبدالرزاق عبدالواحد
8 - حزب رفاق القائد : رئيسه ماجد عبدالرضا
هذه مهازل الديموقراطية في زمن البعث
ملاحظة : تسلسل هذه الاحزاب من كتاب جليل العطية ( فندق السعادة )
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat