صفحة الكاتب : عبد الرضا الساعدي

ماذا يخبئ هاتف المقبور الدوري ؟!
عبد الرضا الساعدي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 بعد مقتل المجرم عزت الدوري مؤخرا ، على أيدي أبطالنا في الحشد الشعبي والمقاومة الوطنية الشريفة ، توافينا المعلومات والأخبار من هنا وهناك يوميا ، عن أرقام هواتف ومكالمات لسياسيين ونواب كبار في العملية السياسية وشيوخ عشائر وقادة عسكريين ، وجدت اتصالاتهم مسجلة على هاتف عزت الدوري، وهؤلاء هم على استعداد لدفع ما يملكون مقابل حذف أسمائهم. ، وكذلك اتصالات لدول خارجية ، موجودة في الهاتف النقال لهذا المقبور ، تم الإطلاع عليها بعد مقتله.!!
الأسماء الواردة في قائمة (جوال) الإرهابي الدوري ، تثير عند البعض الكثير من الأسئلة والاستغراب والاستفهام ، أما عند البعض الآخر ، فلم تشكل مفاجأة أو صدمة ؛ بحكم قراءاتهم وتحليلاتهم للأمور طيلة سنوات من الخبرة والدراية في العمل السياسي والحكومي والأمني .. أو بحكم صلتهم المقربة والمعمقة مع هذا الاتجاه في التعامل المزدوج : أي.. يد هنا ويد هناك !

ومن حقنا أن نتساءل في ظل هذا المشهد الملتبس المشبوه : لماذا صمت العارفون مسبقا .. ؟
ولماذا صمت العارفون تاليا ؟
ولماذا يصمت الجميع الآن دونما اهتمام أو إشارة تدل على شيء قد حدث مثل هذا ؟!..
القضية قد أثيرت في الإعلام ، ولم تأت من فراغ أبدا ، فلا دخان من غير نار ، وهناك أسرار أخطر قد تظهر مستقبلا من شأنه أن يوضح الصورة التي عليها بعض السياسيين (المتسترين) من الخارج ، و(المفضوحين ) من الداخل ، وهناك دماء سالت وتسيل كالأنهار وضحايا تسقط يوميا وملايين النازحين والمهجرين  بفعل هذا (التستر) وهذا الإجرام المخفي من قبل سياسيين متواطئين مع الإجرام والإرهاب .. فإلى متى .. وما الذي يحدث بالضبط ؟
قد يطالبنا بعض من السياسيين والحكوميين وربما حتى بعض الإعلاميين (المنتفعين) ،  بألا ننشغل بقضية قد تكون (لعبة ) أو (فبركة ) أو مجرد صرف نظر عن القضايا الأهم الأخرى ، ونقول لهؤلاء ، لو كانت الأسماء الواردة في هاتف المقبور ليست لأسماء سياسيين كبار مشاركين في الحكومة ومجلس النواب وإنما لأناس عاديين وغير معروفين ، فهل كنتم ستطلبون الآخرين بعدم الانشغال بالأمر .. أيضا ؟ فأين هي الأمانة التي أوكلتم بحمل مسؤوليتها ؟ وأين هو الضمير الذي تدعونه وتتمنطقون به على ألسنتكم في مشاويركم الانتخابية والدعائية ..
القضية ليست سهلة أو عادية _ كما يريد بعضهم أن يصورها لنا _ ، فقد
 تنكشف كثير من الأسرار والمعلومات عن المسؤولين والمتورطين في جرائم احتلال الموصل وصلاح الدين وضحايا سبايكر وغيرها من المآسي الأخرى التي مرت علينا منذ 2003 ولحد الآن .. من يدري !
نحن ننتظر نتائج التحقيقات والإجراءات القانونية _ إن كانت هناك إجراءات حقيقية فعلا_ ونتمنى أن نرى ،ولو لمرة واحدة، نتائج ملموسة في مثل هكذا تحقيقات خطيرة ، وما أكثر التحقيقات واللجان ، ولكن ما أقل النتائج أيضا .. وهنا تكمن الخيبة ، لأنه يعطي انطباعا مؤلما وصعب الفهم للناس ، ألهذا المستوى تكون حياة السياسي المتآمر والخائن لشعبه ، أغلى من كل هذه الدماء والتضحيات التي يقدمها خيرة الشباب والشيوخ والنساء والأطفال في عراق اليوم ؟
أليس في هذا البلد من يعيننا على الإجابة : ماذا يجري ؟ ولمصلحة من ؟
ولكن معها أيضا : ماذا يخبئ هاتف الإرهاب والجريمة والإبادة  ، داخليا وخارجيا ، بحق العراقيين ؟

 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عبد الرضا الساعدي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/04/30



كتابة تعليق لموضوع : ماذا يخبئ هاتف المقبور الدوري ؟!
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net