صفحة الكاتب : اوروك علي

اعلامنا والاعلام البعثداعشي
اوروك علي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

يعيش اعلامنا العراقي تخبطا وعدم قدرة على مواجهة الاعلام البعثداعشي اولا والاعلام العربي الخليجي ثانيا ، الذي عمل منذ 2003 على محاربة العراق على كل المستويات منطلقا من نزوع طائفي اولا ومن علاقات بنظام صدام ثانيا ، حيث قدم ذلك النظام نفسه كذبا وادعاءا كنظام مدافع عن قضايا الامة ومنقذ لها ،حيث قام بشراء الاصوات عبر ضخ الاموال وتقديم الهبات للاصوات الاعلامية وترسيخ الكراهية ضد الشيعة وايران من منطلق طائفي وبانه حارس البوابة الشرقية .. لقد قدم ذلك النظام الاموال المجزية والهدايا واذكر منها لفخري قعوار ومصطفى بكري واخرين واشهرها كوبونات النفط سيئة الصيت لشراء الذمم .. وبعد سقوط صدام لم يستطع الاعلام العراقي ان يفضح ويكشف الحقائق بسبب ان الاعلام بعد 2003 سقط في فخ الصراعات على المناصب وسلم الى اشخاص غير مؤهلين بالنسبة للاعلام الحكومي ، وكذلك الاعلام الحزبي الذي عمل على تقديم وتبيض صفحات رؤساء تلك الاحزاب على حساب القضية الاهم وهي قضية صراع العراق ضد الهجمات المشتركة من الاعلام البعثداعشي والاعلام العربي وخاصة الخليجي.. وقد تصدر المشهد الاعلامي اشخاص صعدوا الى الواجهة عبر المحاصصة والحزبيات وعبر النفاق والرياء مما غيب الطاقات الحقيقية وسمح ثانية لرجالات الاعلام الصدامي بالتسلل الى الواجهات الاعلامية وتبوب المناصب والقرار وابسط مثال هو نقيب الصحفيين الحالي الذي مجد القتل ضد ابطال الانتفاضة الشعبانية والحادثة معروفة لأهل ميسان الذين يسمونه باسم امه غنيده .. ولايزال اعلامنا يرزخ تحت سلطة هؤلاء الذين لايملكون رؤى استراتيجية ولايملكون وعيا بالتطور الاعلامي المتسارع وخاصة عبر الصورة التي تقوم باستراتيجية تعميم النموذج ضمن فلسفة الصورة وميكانزماتها الاعلامية .. والمثال على التخبط ماشاهدته عبر برنامج بين خطين الذي يقدمه كريم حمادي واستضاف فيه كل من عبد المنعم الاعسم وفالح حسون الدراجي وحمزة مصطفى .. لم يطرح هؤلاء رؤى عملية لاعلام يقود المعركة بتقنيات ورؤى استراتيجية يمكن ان تقلب المعادلة ، كما ان الاعلام الذي انبثق عن الحشد الشعبي فيقوده اشخاص يقدمون رغبة في ركوب الموجة وتقديم انفسهم اعلاميا على حساب استراتيجية المعركة الاعلامية الموازية لتضحيات ابطال الحشد الشعبي وبطولاته.. نحتاج الى مراجعة حقيقية والى التخلي عن تحويل الاعلام الى وجاهة ومكسب ارتزاقي وواجهة للتلميع ، والتخلص من الاساليب البالية في الاعلام ومنها الصراخ والاناشيد التي تذكرنا بالاسلوب الصدامي .. هل نمتلك الشجاعة على مواجهة الذات وكشف الخلل قبل ان نطور اعلامنا ليكون بمستوى تضحيات ابطال الحشد الشعبي والقوات الامنية ...؟ لن يحدث هذا الامر دون الاستعانة با صحاب الرؤى والمخلصين .. فشخص مثل د. شاكر لعيبي يستحق ان يقدم له المجال لكي يشارك بوضع استراتيجية المواجهة ضد الاعلام البعثداعشي والخليجي،وكذلك الحال مع طاقات اكاديمية غيبت من امثال د. علي صباح و د. كريم شغيدل ، كما يجب العمل على الاتصال بالاعلاميين والمثقفين العرب للمكاشفة واقامة الندوات وعرض الصورة الحقيقية لتغيير الرأي العام العربي المسيطر عليه اعلام البعثداعشي واعلام الخليج الذي اصبح غارقا في طائفيته الكريهة .. هل نستطيع ؟؟ الامر متروك لاصحاب القرار ومنهم رئيس الوزراء الذي يجب ان يعمل على اطلاق مبادرة مكاشفة باشرافه واحداث التغيير الحقيقي لكي يتم النصر الاعلامي بموازاة النصر العسكري ...ان عدم الاصغاء وعدم اشراك الطاقات الحقيقية في معركة الاعلام سيجعل العراق متعرضا للاستنزاف عير تبوب انصاف الاعلاميين واهمال الاكاديميين الحقيقيين في خلق نهضة اعلامية تدعم معركة العراق ضد الهجمة المغولية من جند البعثداعشي والهجمة الاعلامية الخليجية المدفوعة بالكراهية والنفس الطائفي .. انني حين اقرع هذا الناقوس فانما مدفوعا بالرغبة الحقيقية لتأشير تراكم الخطايا والاخطاء التي تقودنا يوميا الى الكوارث والخراب الذي لابد ان نواجهه بصوت عالي .

 

orukali8@hotmail.com 


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اوروك علي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/06/26



كتابة تعليق لموضوع : اعلامنا والاعلام البعثداعشي
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net