اللعن في رأي السيد كمال الحيدري. ما اكثر كلمات الحق التي يُراد بها الباطل.
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
عندما يعتصر قلب الإنسان الألم من الظلم الذي يُصيبه ولا يملك وسيلة لرد هذا الظلم لضعف الحيلة وفقدان القوة فإن هذا الانسان يلجأ إلى (اللعن) للظالمين وهذه طريقة يفعلها الانسان لكي يُنفّس عن الاحتقان والألم الذي يملأ داخله ، فهو كالسم الذي لو بقى في داخله لقتله من الهم والقهر. والمظلوم لا يكتفي باللعن فلو تمكن من السلاح لرفعه بوجه الظالم ولقدّم نفسه شهيدا من اجل القضاء على الظلم والظالمين.
السب والشتم والكلام البذيء مع أن اكثرنا يُمارسه ولكنه ليس حضاري ابدا ولا يدل على وعي ، ولكن (اللعن) بالطريقة التي علّمنا إياها القرآن ونبي الاسلام هي الوسيلة المُثلى لرفض كل اعمال وممارسات الظالمين وما المظاهرات والاحتجاجات إلا اسلوبٌ حضاري للعن الظالم وابعاده ورفض كل اعماله وممارساته. ولا يوجد مجتمع في الكرة الأرضية لا يستخدم اللعن في رجم الظالمين بصواعق اللسان وهو أضعف الإيمان.
ما اريد مناقشته هو قول السيد كمال الحيدري الموجود في الصورة (1) والذي يُخالف فيه القرآن والسنة لا بل حتى الاعراف والتقاليد التي دأب الناس عليها كردود فعل على الظلم والظالمين ، لأن مبدأ اللعن اصلا هو مبدأ قرآني ، ويعني الطرد والابعاد والرفض للظالم واعماله وممارساته على سبيل السخط وهو دعاء الإنسان على غيره نتيجة ظلمه وافعاله الرديئة ، وهو افضل واسهل وسيلة تبريء الانسان من اعمال الظالم وتُشعر الظالم بأنه منبوذ من رعيته.
واللعن اصلا هو استنكار على الظالم ، فعندما يضعف الانسان نتيجة قوة الظالم وظلمه وبطشه فإن اللعن وسيلة من وسائل الاستنكار والتنفيس عن الغضب . لأن الاستنكار يجري بثلاث اشياء : ( باليد ، واللسان ، والقلب) . إي انك إن لم تستطع استخدام القوة باليد لردع الظالم ، يجب عليك ان تلعنه بلسانك اي تتبرا من افعاله وتُبعد اعماله عنك فتخرج في مظاهرات تردد فيها شعارات ضد الظالم او تلعنه بين الناس وتقوم بالتشهير به، وإذا لم تقدر ان تلعنه باللسان خشية من الظالم ان يقطع لسانك كما فعلوا بميثم التمار . وجب عليك ان تلعن الظالم وتستنكر اعماله بقلبك ، لكي تُنظّف داخلك من اعماله . يعني السيد كما الحيدري هنا يمنع المظلوم من ممارسة ابسط حقوقه في الاستنكار الذي امره به ربه بأن يلعن الظالمين والمفسدين . فبصالح من تصبُ فتواك هذه يا سماحة السيّد؟
وقد أمر الله الملائكة والناس ان يلعنوا وبلغ من كرامة اللعن عند الله أن الله شبّه اللاعنين بالملائكة فقال في سورة آل عمران آية 87 : (( عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)). فعطف الناس على الملائكة.
السيد كمال الحيدري ومجموعة أخرى من المتمرجعين ظهرت بعد سقوط صدام ــ فترة الاحتلال الامريكي الاسرائيلي للعراق ــ هذه المجموعة ادعت المرجعية والامامة وغيرها وهدف هذه المجموعة هو ضرب التشيع من الداخل واضعافه واضعاف المنتمين إليه بمنعهم من ممارسة ابسط حقوقهم في التنفيس عن غضبهم بلعن الظالمين والمحتلين وغيرهم خدمة لاجندات خارجية ولذلك اقتضى مراقبة كل ما يصدر من هؤلاء واخضاعه للدراسة قبل ان نقوم بتبنيه ونشره.فإذا كان اللعن في ثقافة السيد كمال الحيدري لا يجوز فما باله برفع السلاح بوجه الفساد ومقاتلة الظالمين والمفسدين؟.
ثم ماذا يقول السيد كمال الحيدري لشيخ المفسرين والفقهاء الامام الخوئي رحمه الله الذي يقول في كتابه مصباح الفقاهة (2) (قيام السيرة المستمرة بين عوام الشيعة وعلمائهم على غيبة المخالفين، بل سبهم ولعنهم في جميع الأعصار والأمصار، بل في الجواهر (3): أن جواز ذلك من الضروريات).
وماذا يقول السيد كمال الحيدي لجمهور علماء اهل السنة ومفسريهم أمثال الطبري ، الآلوسي ، الفخر الرازي ، البيضاوي ، القرطبي ، ابن كثير ، ابن حزم ، النووي ، ابن حجر. فقد اجمع هؤلاء تقريبا على القول : (لا يوجد رأي لأحد العلماء قائل بأن الآية تختص بالمشركين والكافرين؛ بل كل من صدر منه الظلم هو مستحق للعن سواء أكان مسلماً أم كافراً، مشركاً أو منافقاً).
أن الآيات الناطقة باللعن التي وردت في القرآن على اختلافها عددها (ستة وسبعون) آية .حيث نجد فيها أن اللعن صدر من الله اولا ثم امر ملائكته بأن يلعنوا ثم أمر الناس أجمعين ان يلعنوا: الكافر ، والمنافق ، والفاسق ، والمفسد، والظالم . والكاذب. والمرتشي ، والمرابي . والمغتاب ، والنمّام . والواشي، وغيرهم، وقد وردت نصوص مصرحة باللعن في التراث والاحاديث في أكثر من أربعمائة – 400ــ من الاحاديث وغيرها.
لا بل ان رسول الله (ص) لعن وامر بلعن من يؤذيه ويؤذي عترته آل بيته ودونك الحديث من مصادر اهل السنة يا حيدري . قال رسول الله (ص): ((ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئا من حقي، وعلى من أتى عترتي ، وعلى من استخف بولايتي...)). (4)
فإذا كان اللعن من المفاهيم القرآنية الإلهية، وجب التخلق بأخلاق الله وكتابه، والتزام بما جاءت به النصوص في كتابه المنزل.
كان على السيد كمال الحيدري أن يُفرق بين اللعن الذي هو مطلبٌ رباني ، وبين السب والشتم المنهيُ عنه . أن نفي اللعن من قبل كمال الحيدري يحتاج إلى دليل ، وليس له أن يُطلق الكلام اطلاقا فكيف (اللعن لايجدي نفعا) وقد أمر الله ورسوله به لا بل ان الله ورسوله فعلا ذلك ودونك القرآن والسنة . لا بل ان ابسط مواساة نقدمها للمظلوم هو أن يقوم بلعن الظالمين والتبرئ من أعماله ورفضهم وابعادهم في حال لا يمتلك القدرة على مقارعتهم بالسلاح. ومن منّا من لا يلعن من يظلمهُ من أي دين او مذهب او انتماء؟ ومن منّا لم يلعن الفساد المستشري في الانظمة التي تحكم الناس وتسرق قوتهم.ناهيك عمن يُفجرون ويقتلون ويذبحون هؤلاء لايكفي اللعن لإيقافهم عند حدهم بل يجب على الجميع حمل السلاح وسفك دمائهم وانقاذ الناس من شرهم.
تحياتي
المصادر.
1- لربما لا تظهر الصورة عند البعض عليه اكتب نص كلام السيد كمال الحيدري المنشور في الصورة يقول السيد كمال الحيدري : ((إن أساليب اللعن لا تجدي نفعا، فهي لا تثبت حقا ولا تزهق باطلا، والمؤسف أن غيرنا يعمل ونحن نلعن وغيرنا يتعلم ونحن نتكلم غيرنا يعمل على فتح قلوب الناس على دعوته الباطلة ونحن نتفنن في إقفال قلوبهم على دعوتنا المحقة)).
2- مصباح الفقاهة السيد الخوئي - ج ١ - الصفحة ٥٠٦. وكلمة المخالفين مصطلح عام يشمل كل الطبقات الحاكمة وغير الحاكمة المخالفة للدستاتير والكتب السماوية وما جاء به الانبياء. وإن جرّه البعض إلى مذهب معين.
3- نقلا عن كتاب جواهر الكلام ج ٢٢: ص ٦٢.
4- انظر السيوطي ، والمتقي الهندي ، وابن حجر العسقلاني.
أ - من طريف ما أود الاشارة إليه هو أن كلمة (لعن) لو قلبتها لأصبحت ( نعل) وكأن الله تعالى يخبرنا بأن مكان الظالمين تحت النعال أو أن قيمتهم ادنى من قيمة النعل الذي نرتديه ونطأ به الاقذار.
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
مصطفى الهادي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
السب والشتم والكلام البذيء مع أن اكثرنا يُمارسه ولكنه ليس حضاري ابدا ولا يدل على وعي ، ولكن (اللعن) بالطريقة التي علّمنا إياها القرآن ونبي الاسلام هي الوسيلة المُثلى لرفض كل اعمال وممارسات الظالمين وما المظاهرات والاحتجاجات إلا اسلوبٌ حضاري للعن الظالم وابعاده ورفض كل اعماله وممارساته. ولا يوجد مجتمع في الكرة الأرضية لا يستخدم اللعن في رجم الظالمين بصواعق اللسان وهو أضعف الإيمان.
ما اريد مناقشته هو قول السيد كمال الحيدري الموجود في الصورة (1) والذي يُخالف فيه القرآن والسنة لا بل حتى الاعراف والتقاليد التي دأب الناس عليها كردود فعل على الظلم والظالمين ، لأن مبدأ اللعن اصلا هو مبدأ قرآني ، ويعني الطرد والابعاد والرفض للظالم واعماله وممارساته على سبيل السخط وهو دعاء الإنسان على غيره نتيجة ظلمه وافعاله الرديئة ، وهو افضل واسهل وسيلة تبريء الانسان من اعمال الظالم وتُشعر الظالم بأنه منبوذ من رعيته.
واللعن اصلا هو استنكار على الظالم ، فعندما يضعف الانسان نتيجة قوة الظالم وظلمه وبطشه فإن اللعن وسيلة من وسائل الاستنكار والتنفيس عن الغضب . لأن الاستنكار يجري بثلاث اشياء : ( باليد ، واللسان ، والقلب) . إي انك إن لم تستطع استخدام القوة باليد لردع الظالم ، يجب عليك ان تلعنه بلسانك اي تتبرا من افعاله وتُبعد اعماله عنك فتخرج في مظاهرات تردد فيها شعارات ضد الظالم او تلعنه بين الناس وتقوم بالتشهير به، وإذا لم تقدر ان تلعنه باللسان خشية من الظالم ان يقطع لسانك كما فعلوا بميثم التمار . وجب عليك ان تلعن الظالم وتستنكر اعماله بقلبك ، لكي تُنظّف داخلك من اعماله . يعني السيد كما الحيدري هنا يمنع المظلوم من ممارسة ابسط حقوقه في الاستنكار الذي امره به ربه بأن يلعن الظالمين والمفسدين . فبصالح من تصبُ فتواك هذه يا سماحة السيّد؟
وقد أمر الله الملائكة والناس ان يلعنوا وبلغ من كرامة اللعن عند الله أن الله شبّه اللاعنين بالملائكة فقال في سورة آل عمران آية 87 : (( عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)). فعطف الناس على الملائكة.
السيد كمال الحيدري ومجموعة أخرى من المتمرجعين ظهرت بعد سقوط صدام ــ فترة الاحتلال الامريكي الاسرائيلي للعراق ــ هذه المجموعة ادعت المرجعية والامامة وغيرها وهدف هذه المجموعة هو ضرب التشيع من الداخل واضعافه واضعاف المنتمين إليه بمنعهم من ممارسة ابسط حقوقهم في التنفيس عن غضبهم بلعن الظالمين والمحتلين وغيرهم خدمة لاجندات خارجية ولذلك اقتضى مراقبة كل ما يصدر من هؤلاء واخضاعه للدراسة قبل ان نقوم بتبنيه ونشره.فإذا كان اللعن في ثقافة السيد كمال الحيدري لا يجوز فما باله برفع السلاح بوجه الفساد ومقاتلة الظالمين والمفسدين؟.
ثم ماذا يقول السيد كمال الحيدري لشيخ المفسرين والفقهاء الامام الخوئي رحمه الله الذي يقول في كتابه مصباح الفقاهة (2) (قيام السيرة المستمرة بين عوام الشيعة وعلمائهم على غيبة المخالفين، بل سبهم ولعنهم في جميع الأعصار والأمصار، بل في الجواهر (3): أن جواز ذلك من الضروريات).
وماذا يقول السيد كمال الحيدي لجمهور علماء اهل السنة ومفسريهم أمثال الطبري ، الآلوسي ، الفخر الرازي ، البيضاوي ، القرطبي ، ابن كثير ، ابن حزم ، النووي ، ابن حجر. فقد اجمع هؤلاء تقريبا على القول : (لا يوجد رأي لأحد العلماء قائل بأن الآية تختص بالمشركين والكافرين؛ بل كل من صدر منه الظلم هو مستحق للعن سواء أكان مسلماً أم كافراً، مشركاً أو منافقاً).
أن الآيات الناطقة باللعن التي وردت في القرآن على اختلافها عددها (ستة وسبعون) آية .حيث نجد فيها أن اللعن صدر من الله اولا ثم امر ملائكته بأن يلعنوا ثم أمر الناس أجمعين ان يلعنوا: الكافر ، والمنافق ، والفاسق ، والمفسد، والظالم . والكاذب. والمرتشي ، والمرابي . والمغتاب ، والنمّام . والواشي، وغيرهم، وقد وردت نصوص مصرحة باللعن في التراث والاحاديث في أكثر من أربعمائة – 400ــ من الاحاديث وغيرها.
لا بل ان رسول الله (ص) لعن وامر بلعن من يؤذيه ويؤذي عترته آل بيته ودونك الحديث من مصادر اهل السنة يا حيدري . قال رسول الله (ص): ((ألا لعنة الله والملائكة والناس أجمعين على من انتقص شيئا من حقي، وعلى من أتى عترتي ، وعلى من استخف بولايتي...)). (4)
فإذا كان اللعن من المفاهيم القرآنية الإلهية، وجب التخلق بأخلاق الله وكتابه، والتزام بما جاءت به النصوص في كتابه المنزل.
كان على السيد كمال الحيدري أن يُفرق بين اللعن الذي هو مطلبٌ رباني ، وبين السب والشتم المنهيُ عنه . أن نفي اللعن من قبل كمال الحيدري يحتاج إلى دليل ، وليس له أن يُطلق الكلام اطلاقا فكيف (اللعن لايجدي نفعا) وقد أمر الله ورسوله به لا بل ان الله ورسوله فعلا ذلك ودونك القرآن والسنة . لا بل ان ابسط مواساة نقدمها للمظلوم هو أن يقوم بلعن الظالمين والتبرئ من أعماله ورفضهم وابعادهم في حال لا يمتلك القدرة على مقارعتهم بالسلاح. ومن منّا من لا يلعن من يظلمهُ من أي دين او مذهب او انتماء؟ ومن منّا لم يلعن الفساد المستشري في الانظمة التي تحكم الناس وتسرق قوتهم.ناهيك عمن يُفجرون ويقتلون ويذبحون هؤلاء لايكفي اللعن لإيقافهم عند حدهم بل يجب على الجميع حمل السلاح وسفك دمائهم وانقاذ الناس من شرهم.
تحياتي
المصادر.
1- لربما لا تظهر الصورة عند البعض عليه اكتب نص كلام السيد كمال الحيدري المنشور في الصورة يقول السيد كمال الحيدري : ((إن أساليب اللعن لا تجدي نفعا، فهي لا تثبت حقا ولا تزهق باطلا، والمؤسف أن غيرنا يعمل ونحن نلعن وغيرنا يتعلم ونحن نتكلم غيرنا يعمل على فتح قلوب الناس على دعوته الباطلة ونحن نتفنن في إقفال قلوبهم على دعوتنا المحقة)).
2- مصباح الفقاهة السيد الخوئي - ج ١ - الصفحة ٥٠٦. وكلمة المخالفين مصطلح عام يشمل كل الطبقات الحاكمة وغير الحاكمة المخالفة للدستاتير والكتب السماوية وما جاء به الانبياء. وإن جرّه البعض إلى مذهب معين.
3- نقلا عن كتاب جواهر الكلام ج ٢٢: ص ٦٢.
4- انظر السيوطي ، والمتقي الهندي ، وابن حجر العسقلاني.
أ - من طريف ما أود الاشارة إليه هو أن كلمة (لعن) لو قلبتها لأصبحت ( نعل) وكأن الله تعالى يخبرنا بأن مكان الظالمين تحت النعال أو أن قيمتهم ادنى من قيمة النعل الذي نرتديه ونطأ به الاقذار.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat