صفحة الكاتب : ماجد زيدان الربيعي

الاختطاف في زمن الحكومة الديمقراطية
ماجد زيدان الربيعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

بعد اكثر من شهر على اختطاف وكيل وزارة العدل عبد الكريم فارس الذي تم بمدينة الشعب في وضح النهار ، وعجزت الحكومة عن تحديد هوية الخاطفين حسب عمليات بغداد ، اطلق سراحه من المجموعة المسلحة التي اختطفته ولكن ذوي المعتدى عليه وكيل وزارة العدل اعلنوا صراحة بعد عودته انه كان لدى احدى الجهات الحكومية ، قالوا انه هو ابن الحكومة وكان لديها وقد تمت معاملته بصورة لائقة واجري تحقيق معه حسب مقابلة مع احدى القنوات التلفزيونية ، وانهم لذلك لم يحتجوا ولم يتظاهروا وكأن لسان حالهم يقول فيك الخصام وانت الخصم والحكم .

العودة شكلت مظاهرة في منطقته واستقبل استقبال الظافرين ، وكثير من هؤلاء تساءلوا اذا كانت الحكومة او احدى اجهزتها تهتم  بعمليات الخطف فأقرأ على البلد السلام ، هو تحول في غاية السوء ومثير ، من حامي الحمى ، الى مليشيا تبتز وتعتقل خلافاً للقانون وايضاً تعذب وربما تقتل وبإمكانها ان تتستر على ذلك ، وهي صاحبة الامكانات العالية والواسعة .

هذا الاتهام الذي ورد على لسان ذوي المجني عليه يستحق التوقف عنده وايضاح ملابساته .

من دون شك لم يعد المواطنون يستغربون القصص والحكايا عما يجري في البلد من انتهاكات للقانون وخرق للحرمات والحريات المدنية . وعلى ما يبدو ان صح الاتهام الدولة تخلت عن مهمتها في ذلك واصبحت مثلها مثل اي جهة اخرى ملاحقة بسبب افعالها الشائنة .

وليس بمستغرب ان تفقد هيبتها ووضعها في عيون مواطنيها اذا ما خسرت اهم وظائفها ، وهي حماية المواطنين وتطبيق القانون ، ولذلك انزاحت سلطتها عن كثير من المواقع الاجتماعية والقانونية لصالح ولاءات فطرية وبدائية ، وبات البعض الذي يستند الى عشيرة قوية وذات تعداد كبير او الى حزب او مجموعة  مسلحة يشعر بالأمان اكثر مما يشعر به مع وجود القانون ومؤسسات الاجهزة الامنية .. هكذا يتحدث الناس ، فنراهم يسعون الى التكتل في حاراتهم والتمترس خلف الصلة القرابية ، وحتى الذي لم تكن لديه مثل هذه الصلات بدأ يبحث عنها ويستعيدها للحاجة اليها .

ظاهرة الاختطاف تتسع وتنتشر والحكومة تتفرج ولا تحرك ساكناً ، لان جزءاً ممن يتبوأون مراكز فيها يمارسونها .. وما يشاع عنها وتتناقله وسائل الاعلام الا الجزء النزر من جبل الجليد ، فما نسمع ويقال يومياً اكثر بكثير ولا يستطيع الاعلام ملاحقته خصوصاً الناس البسطاء والذين ليس لهم من يسندهم في الحكومة او بين المجموعات المسلحة والمافيات التي تعبث بأمن المواطنين .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


ماجد زيدان الربيعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2015/10/19



كتابة تعليق لموضوع : الاختطاف في زمن الحكومة الديمقراطية
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net