الصفحة الرئيسية
أخبار وتقارير
المقالات
ثقافات
قضية رأي عام
اصدارات 
المرئيات (فيديو)
أخبار العتبات
أرسل مقالك للنشر


صفحة الكاتب : هادي جلو مرعي

أنا خايف
هادي جلو مرعي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 نعم  وقد تأكد لي بعد دراسة معمقة إن المجتمع العراقي يعاني من إختلال نفسي ووجداني وعقلي والدليل إن الجرائم التي ترتكب فيه تستهدف في الغالب الأطفال وتعتمد نوعا من العصبية القبلية والدينية والحقد والضغينة، فمامعنى أن يتم قتل عديد الأشخاص من قبل مجرمين بالساطور وبالطبر وبالسكين والحراب، أو أن تقلع عيون الأطفال وتحرق أجسادهم وترمى بعضها في المزابل وتختطف ويمثل بها وهذه الجرائم في تزايد مستمر دون أن يمارس القانون فعله ليردع المجرمين والقتلة الذين تكون أسبابهم للقتل تافهة للغاية، فالجشع للمال والعداوات والبغضاء يدفع ثمنها الأطفال في مجتمع لم يعد فيه للقيم دور بل هي مجرد عبارات تكتب أو تنطق لاأكثر.
 
الشعب العراقي ضحية الدكتاتورية والقمع الأهوج والحروب القذرة والتعصب والحصارات والهمجية والبداوة القديمة والنفاق المستشري. وكلها صارت تؤثر في نفوس الناس العاديين.. أحد ضباط الشرطة يضع في مسدسه إطلاقات نارية غير حقيقية، وعندما سؤل عن السبب قال، أنا عراقي لاأضمن نفسي في حال الغضب أن أقتل نفسي أو أقتل شخصا يجادلني في مسألة ما فأكون قاتلا دون شعور مني بحجم الكارثة التي قد أسببها لنفسي وللآخرين.
 
الوضع الراهن هو إمتداد لسنوات طويلة من الظلم والتجبر والحرمان والأوضاع الإقتصادية المتردية وفقدان الحرية وغياب أفق الحل لمشاكل عميقة في المجتمع الذي يعيش تناقضات غريبة، فهو متدين غاية ، ومنافق غاية النفاق، وسريع الغضب، ويفتعل الصدام على مستوى العشيرة والدين والمذهب والسياسة، ويقدم على أفعال غير مأمونة العواقب، وتقود الى الفوضى والإحتراب.
 
لم تمارس أي حكومة عراقية منذ العهد الملكي وحتى اليوم دورا حقيقيا في صناعة إنسان مثالي، بل مارست كل أساليب الترهيب والقمع ونشر مظاهر الفتنة والتخريب وتعطيل الحياة السياسية والإقتصادية وحرمان الناس من حقوقهم، ولم يكن بمقدور المواطن العراقي أن يشعر بحقيقة وجوده وكرامته الممتهنة على الدوام، وإلا فما قيمة وجود إنسان تدخله حكومته في حرب أمدها ثماني سنين عجاف قتل فيها الملايين وشرد مثلهم وهجر وأعيق وترمل ويتم ونزح وهرب وأعدم وسجن وجاع؟ ثم ماقيمته وهو مجبر على تحمل تبعات حماقات الحكام ليعيش حصارا دام لثلاثة عشر عاما مات خلالها مئات آلاف الأطفال جوعا ومرضا؟
 
واليوم وبعد ثلاثة عشر عاما من التغيير تستنزف طاقة هذا العراقي في المنافسة السياسية غير المتكافئة وتضيع حقوقه ويغيب عن المشاركة الفاعلة في صناعة القرار ويبتلى بالإرهاب والفساد والحرمان المتجدد فيتحول الى كائن مهمل وقد يتوحش ولايعود يهتم للقيم والأدب والفضيلة فيكون مجرد جسد بلاروح ولاضمير ولاعقل، بل هو آلة قتل صماء سرعان ماتلطخها الدماء، دماء الضحايا.
 
 

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


هادي جلو مرعي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/04/27



كتابة تعليق لموضوع : أنا خايف
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
أدخل كود التحقق : 4 + 7 =  

أحدث التعليقات إضافة (عدد : 1)


• (1) - كتب : علي السواد ، في 2016/04/28 .

هادي جلو مرعي: شكرا لك على هذه المقالة التي تكشف عن واقع الشعب العراقي المخيف.




حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net