صفحة الكاتب : اسعد عبدالله عبدعلي

عوائل شهداء الحشد الشعبي تحت الضغط
اسعد عبدالله عبدعلي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
كانت ليلة الأمس حزينة جدا, حيث جاء الخبر لجاري أبو فاطمة, بان ابنه استشهد في منطقة الخالدية, ابنه عمار هو احد جنود الحشد الشعبي, ترك كل متع الحياة ليتوجه إلى ساحات القتال, ليواجه أعداء الإنسانية (الدواعش وأعوانهم), الشهيد عمار في عنفوان الشباب بالسابعة والعشرون فقط, ولديه طفلة صغيرة "فاطمة", لم ينام الحي ليلة أمس, فكان الشهيد وأبوه لطفاء ومحبين للناس, مما جعل الناس ترتبط بهم وتشاركهم الحزن, البكاء لم ينقطع, حتى في بيتي كلما تذكروا ابنة الشهيد بكت النساء.
أفكار كثيرة تدور في مخيلتي عن الشهيد عمار, يا ترى بعد أن قدم عمار نفسه فداءً للوطن, هل سيكون هنالك اهتمام من الدولة, متناسب مع حجم التضحية؟
كثير من عوائل الشهداء تعاني من صعوبات كبيرة جدا, فكان الاعتماد سابقا على الشهيد في كل أمور حياتهم, وألان استشهد ورحل للعالم الثاني, عندها تبدأ معانات عائلته, نتيجة فوضوية الحكومة, فماذا تفعل العوائل لتوفير احتياجاتها, ومن أين تأتي بالمال, ومن يهتم بالأطفال ويحل مشاكلهم, محنة كبيرة تحيط بعوائل الشهداء, نتيجة الفراغ التشريعي والضعف الحكومي.
حتى الجانب المعنوي هنالك تقصير اتجاه عوائل الشهداء من قبل الحكومة والأعلام, عبر صخب بعض الطائفيين والمغفلين, وسموم إعلامية لفلول البعث, فالأكثر فضاعة أن يقوم بعض الساسة بمهاجمة الحشد والطعن بولائهم, والأدهى قيام بعض القنوات الإعلامية بالترويج لهم, فانظر لحجم الإساءة لعوائل الشهداء, عبر أعلام عراقي مثير للشكوك, وساسة طائفيين لا تهمهم مصالح الوطن, والمحزن أن يمر هذا التجاوز  من دون أي موقف حازم من قبل الحكومة, مما يثير علامات استفهام كبيرة بحق الحكومة. 
الجهة التشريعية "البرلمان" كانت بطيئة جدا, في عملية إيجاد قوانين تتناسب مع ما يقدم من تضحية, الحشد انطلق لساحات القتال منذ شهر حزيران 2014 بعد نكسة الموصل, وألان نحن في عام 2016, وهناك مشاريع قانون ضمن مؤسسة الشهداء وأفكار برلمانية لدعم عوائل شهداء الحشد, هنالك خلل دائم في البرلمان, والسبب في الكفاءة والخبرة التي يفتقدها الكثيرون, مما أوقع الضغط على الشعب, فلما التأخر كل هذا الوقت, وما ذنب العوائل التي تعطي رجالها فداء للوطن, وان تتعسر حالها, حتى أن البعض يصعب عليه شراء الدواء.
في الختام نؤكد على نقطتين:
أولا: أهمية الملاحقة القانونية لكل من يسيء للحشد الشعبي, باعتبار انه يدعم الدواعش, نعم لا ضير من الإشارة لسلبيات بهدف الوصول للكمال, أما الساعين للإساءة والتسقيط, الذين يجعلون الحشد تحت خانة الإرهاب, فهؤلاء جنود إعلامية والسياسية مخلصة جدا للدواعش وأيتام البعث, لذا الملاحقة القانونية مهمة وتمثل جانب معنوي مهم لعوائل الشهداء.
ثانيا: وضع إلية فاعلة في الواقع, لمعالجة مشاكل ذوي الشهيد وخصوصا الأطفال والنساء, ونركز هنا على المشاكل المادية والنفسية, مع أهمية توفير العلاج لعوائل شهداء الحشد, كنوع من العرفان لما قدموه, بدل الإهمال الكبير الحاصل ألان.

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسعد عبدالله عبدعلي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/08/19



كتابة تعليق لموضوع : عوائل شهداء الحشد الشعبي تحت الضغط
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net