صفحة الكاتب : شهاب آل جنيح

لا تستغربوا فنحن في العراق
شهاب آل جنيح

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
 الآن يَحق لنا أن نهنئ المواطن العراقي، على بعض من هذه النخبة السياسية، التي تجاوزت بخطابها العالم المتقدم بمراحل، بل أدهشت العراقيين، باعذب الألفاظ، وأرفع الألقاب، وحلو الكلام، فليس ببعيد ذلك اليوم الذي استمتع فيه المشاهدون، بعرض بهلواني، كان أبطاله سياسيون ذووا عقولاً سبقت زماننا هذا بقرون، ومن سوء حظ هؤلاء السادة السياسيون، إنهم مازالوا يعيشون بيننا، في عالمنا المتخلف هذا!
 
 فَرحَ العراقيون ذلك اليوم، وهم يشاهدون برنامج من الآخر، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الملا طلال، حيث كان ضيفي البرنامج، من دعاة الوحدة والوطنية، والتي عبروا عنها بصورة جلية وواضحة، فكان حوارهم أقرب "للأكشن" من سواه، وراحوا يلقون على المشاهد كميات من الأوصاف والمفردات، التي تعج بها الطبقة السياسية، وقد برعوا في رسم صورة مشرقة، عن النخبة السياسية لهذا الشعب، الذي حتماً هو سعيد بأمثال هؤلاء.
 
هذا الحوار المفعم بالنظريات "الحذائية"، والمقارنات الحيوانية"، التي ربما تكون قد أساءت لحقوق الحيوان، وما أخشاه هو أن ترفع منظمات الدفاع عن حقوق الحيوان، دعاوى قضائية، للمطالبة بكشف الظلم ورفعه عن هذه التجنيات، التي لحقت بهذه الحيوانات؛ جراء تعدي هؤلاء السياسيون عليها، وتشبيهها بأوصاف لاتليق بها.
 
ذكر بعض من أسماء الحيوانات في البرنامج، والتي لا أريد أن أذكرها هنا حفاظاً لقيمة القارئ، ربما يكون  ظلم واعتداء على هذه الكائنات الحية، تتمتع بحقوق أكثر مما يتمتع بها بعض المواطنون العراقيون، فهي تعيش في أوطان تعد من بلدان العالم المتطورة، وهي ماتسمى بالعالم الأول والثاني، أما هؤلاء المتخاصمون على الهواء مباشرة، فهم ليس سوى مواطنون من العالم الثالث، ولو كان هنالك عالما رابعاً أو خامساً أو حتى عاشرا؛ً لكان هو عالمهم.
 
قد يُشكل علينا أحد؛ بسبب هذا الترف الفكري والثقافي، والكم الهائل من المعلومات والنظريات، التي أغنت الحوار، وجعلته مرجعاً سياسياً لكل المنابر الإعلامية المحلية، وربما العالمية، فحقاً هؤلاء هم نخبة من سياسيونا، المدافعون عن الحرية والرأي و الرأي الآخر، وقد دافع كل منهم عن نظريته، دفاع فلسفي سياسي تكاد تخضع أمامه، كل النظريات الفلسفية والسياسية.
 
سادتي القراء، لا تستغربوا فنحن في العراق، نعيش في أحسن ظروف الحياة، حتى أن مشاكلنا صُفرت، وقتلنا اليومي ولى إلى غير رجعة، وطائفيتنا قضينا عليها، وجنودنا عادوا لديارهم سالمون، ونازحونا لم يبق منهم أحد في العراء، وفقرائنا صاروا أغنياء، وشبابنا العاطلون ضمنوا مستقبلهم وتم توظيفهم، فكل شي ممتاز، ويدعوا للاطمئنان، فمن حق هؤلاء المتحاورون أو "المتشاجرون"، أن يُمتعونا بطاقاتهم العلمية، ونظرياتهم السياسية، التي كان صلبها وعمودها الفقري، مختلف النظريات الحيوانية، والماركات الحذائية!

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


شهاب آل جنيح
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2016/12/24



كتابة تعليق لموضوع : لا تستغربوا فنحن في العراق
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net