صفحة الكاتب : سلام محمد جعاز العامري

كركوك بين الهدوء والضجيج
سلام محمد جعاز العامري

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

قال عليه وعلى آله, أفضل الصلاة وأتم التسليم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر, فليقل خيراً أو ليصمت".

يحتاج كثير من ساسة العراق, إلى ضبط إيقاع حديثهم, فالعراق لا يحتمل تأجيج الفتن, بل يحتاج لكثرة التَفّكُر, بإيجاد حلول لأزماته المتلاحقة, وفي أحيان كثيرة يمكن النصر, دون التصريح أو نقل أي خَبرٍ, دون أن احتساب النتائج.

خلال أزمة استفتاء البارزاني, استغَلَّ بعض الساسة وكأنها دعاية انتخابية؛ وبتشنجٍ واضح كان ملامح أغلبهم, ليبينوا انهم أشدُ حرصاً, بينما لم نسمع لهم صوتاً, خلال أكثر الأزمات التي مَرَّ بها العراق؛ وكأن الأمر لم يعنيهم, بينما كان من الأجدى, أن تكون لهم تصريحاتٌ في تلك الأوقات.

رأي المرجعية الدينية العليا, باعتراف جميع الساسة, انه على الصواب دائماً, وإن قاله بعضهم بمرارة, لمرض ما في أنفسهم, فأولئك يرون أن لا دخل للدين بالسياسة, بينما يتناسون أن المرجعية في النجف الأشرف؛ هي من أجلستهم في مقاعد المسؤولية, حول استفتاء شعبي عن نوع الحكم, وهي التي حفزت الشعب العراقي, للتصويت للدستور الدائم, وشحذت الهمم للمشاركة بالانتخابات.

عَجز الساسة عن طرح الحل الأمثل وعدم الاستماع لمن يوجه بالتهدئة, واعتبر ذلك انبطاحاً للكُرد, أو قبولً مبطن مستبعدين الحكمة, والتعقل في التصريحات بغير حساب, هنا وبعد دخول القوات الأمنية العراقية, لمحافظة كركوك المتنازع عليها, والذي اعتبره المهرجون, انتصاراً على الكُرد, لعدم تمييزهم بين الشعب ومن يقودهم؛ لتُفتيَ المرجعية بالحَل الناجع, عسى ان تخرس تلك الألسنة, أنَّ دخول كركوك نصراً لكل العراق, كونه أسقط الفتنة بانسحاب البيشمركة, فالبارزاني لا يُمثل كل الشعب الكردي.

مَثلٌ عربي يقول:"  الكلمة أسيرة الرجل فإذا تكلم بها صار في وثاقها", فهل يعي بعض الساسة معنى المثل العربي؛ فهم بالنتيجة حتماً, لا يفهمون معنى التصريح الأهوج, واولئك لا يصلحون لقيادة بلد, فهم يعتاشون على دوام الأزمات, حتى وإن أُغرق العراق بالدماء, فهمهم الوحيد هو استقطاب اكبر عدد, من المُغفلين ليدلوا بأصواتهم, ليلعنوهم بعد فوات الأوان, لعدم تمكنهم من توفير الحجة, وبسط الاستقرار ضمن القانون.

قال علي بن ابي طالب عليه السلام: "بكثرة الصمت تكون الهيبة", وتلك نصيحة من سيد الأوصياء, لمن يُكثر الكلام دون تَفَكُر, فهل يعي أولئك الساسة معنى السكوت, والكلام كُلٌ في مَحَله؟ وهل سيفرق المواطن بين الحكمة والتهريج؟

قال شاعرٌ عربي:"عليك من أمرك ما تستطيع - وما ليس يغنيك عنه فذر

 وللصمت أجمل في حينه - من القول في خطلٍ أو هذر


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


سلام محمد جعاز العامري
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2017/10/28



كتابة تعليق لموضوع : كركوك بين الهدوء والضجيج
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net