صفحة الكاتب : عباس البخاتي

رَحِمَ الله مَنْ جبَّ الغيبةَ عنْ حزبِه
عباس البخاتي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

 المعروف عن التعددية الحزبية، أنها إنعكاس حقيقي للديمقراطية، فلا يمكن إطلاق هذا الوصف على نظام يحتكر ممارسة  العمل السياسي دون إفساح المجال لمن لا ينسجم مع رؤيته .                          

 كذلك هي حالة صحية مشروطة بمعرفة الحزب لمساحة تحركه، بصورة لا تتقاطع مع توجهات الحكومة ولا تشوه صورة الدولة .                   
أغلب الأحزاب العراقية تشترك بالأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، فالكل يدعي العمل على تحقيق تطلعات الشعب نحو عراق آمنٍ مزدهر سيداً لا تابعاً ينأى بنفسه عن سياسة المحاور ويشعر جميع أبناؤه بتكافؤ الفرص دون تمييز وغيرها من الشعارات التي يسعى الجميع لتحقيقها !                                  

 أمام هكذا حالة يشعر المتابع بعدم وجود فرق بين حزب آوخر عدى التسمية والشعار .                    
ربما تكون ميزانية البعض قياساً بخبرتها السياسية وبلحاظ عمرها في العمل التنظيمي، سبباً في إثارة بعض التساؤلات حول مصادر التمويل، التي يعزوها البعض الى قدرتها على التغلغل في مفاصل الدولة الحيوية وإحكام قبضتها على المشاريع الخدمية والترفيهية والمنافذ الحدودية فضلاً عن ولوجها بذكاء إلى المؤسسات الامنية وبذلك تضمن مصدراً مهماً  للثراء .                                              

بالرغم من إقرار قانون الأحزاب العراقية، إلا انه لا زال حبراً على ورق كونه لمْ يحقق حلم المواطن بدولة مدنية تقضي على مظاهر العسكرة المجتمعية والحزبية المتفشية في البلاد .                                        

 مهما كانت الشعارات التي ترفعها بعض الاحزاب ذاتَ بعدٍ وطني، لكنها تبقى بعيدة عن الواقع كونها جاءت إنسجاماً مع التوجه العام بحيث لا مجال للطعن به وما لم تتمكن من التصدي الفعلي للعمل التنفيذي والتشريعي الذي يعتبر محكاً للإختبار .                      
           بناءً على ما تقدم يتحمل المواطن مسؤولية كبيرة تتلخص بضرورة مقارنة الاداء بالشعار لتحديد السلوك الوطني وجعل مصداقية الحزب معياراً للولاء او الإنتماء .                                                    

كثيرة هي المصاديق التي تجعل المواطن مرتاباً من بعض السلوكيات، منها إختباء البعض خلف العناوين التي تحمل بعداً عقائدياً، وتعكز البعض الآحر على ما سبق لرموزها من مواقف .                                

من المؤاخذات التي تُسَجَلْ على بعض الأحزاب، هو عدم تقبلها النقد الموجه إليها سواء من الرأي العام امن الشركاء، وإن كان ضمناً دون الإشارة الصريحة، وهذا ناشيء من إعتمادها على ما بحوزتها من قوة لإسكات الاصوات التي تشير إلى سلبيات معينة .        
إن الظروف التي يعيشها العراق بعد القضاء على داعش، لم تكن افضل مما كانت عليه، حيث كشفت الاحداث الاخيرة إنعدام السيطرة الحكومية على اداء بعض الأحزاب،  لايتعلق بمنطقة دون أخرى بل يشمل جميع محافظات العراق، كما لا يخص مسمىً دون غيره، فلكل حزب مساحة نفوذه التي يتحرك من خلالها .                   

    إن معالجة هذه الإشكالية بحاجة الى إرادة حكومية جادة تعيد للدولة هيبتها، من خلال كبح جماح الاحزاب المتنفذة وتحديد نطاق حركتها وحصر أنشطتها وفقاً لقانون الاحزاب النافذ .                                      

لا بُدَ من إخضاع جميع مرافق الدولة لسلطة القانون، حفاظاً على ماء وجه تلك الاحزاب اولاً وإعادة الأمل للمواطن بهيبة الدولة ثانياً .                          

تشير المعطيات الى  وئام وطني تشهده الساحة العراقية مما يشجع على إستثمار الرغبة في تعزيز السلم المجتمعي وهذا لن يكون دون المبادرة الى إتخاذ خطوات فعلية من قبل الحكومة لتعكس مصداقيتها في تنفيذ برنامجها الذي صوت عليه ممثلو الشعب تحت قبة البرلمان .


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


عباس البخاتي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2019/03/27



كتابة تعليق لموضوع : رَحِمَ الله مَنْ جبَّ الغيبةَ عنْ حزبِه
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net