غيب حوّاء
د . حيدر الجبوري

مدي الشراع ,كفى,قد شاقني السفرُ

وأستهلكتني أسىً ريحٌ لها وقَرُ

مغترب الروح والافلاك تعرفني

لاليس يجهلني درب ولاسفرُ

مجهولة الخطو اقدامي بلا وطنٍ

آثاري الرمل لويبقى له أثرُ

من ألف تيهٍ أنا اخبو وأتقدُ

مستمسكاَ جمرتي قد راعني القدرُ

من ألف أسطورةٍ في سفر ملحمتي

مهزومةٌ صهوتي لا لستُ أنتصرُ

أثرُ على أثرٍ يمحى وتتركني

في هوج محنتها العسراءَ أحتضرُ

لم تبقَ لي رايةٌ في أي معتركٍ

أن لُذتُ في رايةٍ قالوا:له حذرُ

فرمتُ في شبوتي وجها أشاطرهُ

تكون من صبوتي نارا فأستعرُ

وتجمعُ الريحُ ماذرّت ومانثرتْ

وما أوغلت مديةٌ في القلب تنتثرُ

هذه أنا عاشق والروحُ مطلقةٌ

والأفقُ معشوقتي في حبها خطرُ

في البحر زرقته والسهلُ خضرتُهُ

والنجمُ في قبسٍ والصبحُ ينتشرُ

في حدّهِ الرملُ آثاراً لها رسمتْ

لم تذرهِ الريحُ أو يعصفْ به المطرُ

هِيْ حُرّةٌ حواءُ ماخُلقَتْ

لا أُمُّ تعطفها أو يدعي ذَكَرُ

أضغاثُ حلمٍ دنا طيفا وأعذِرُهُ

للآنَ أطلبها حلما وأصطبرُ 

الموضوع السابق وقفة مع قصيدة ( صورة من الماضي ) للسيد محمد حسين فضل الله

قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat