ماذا تعلّمنا من الحسين (عليه السلام)..؟ القسم الثاني
زيد علي كريم الكفلي
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
زيد علي كريم الكفلي
![](images/warning.png)
بين رمال الصحراء المتناثرة في أركان السماء، وبين أشعة الشمس اللاهبة في العراء وحرها وعطشها وأشواكها المحيطة بالخيام، هنا تغدُقُ علينا غيثاً من الأخلاق الحسينية يهطل دروسها ويحاكي الكون بأكمله في يوم عاشوراء هنا بدأت تتطبق مسألة التفكر التي قال عنها رسول الله (ص): "إِنَّ تَفَكُّرَ سَاعَةٍ خَيْرٌ مِنْ عبادة "سَبْعِينَ سَنَةٍ" فقد طبقها الحر كلها في كربلاء عندما كان يفكر في أمره، ويحاسب نفسه حتى استفاق من سكرة الغفلة وعاد إلى رشده، ورجع إلى طريق الصواب طريق الحق في آخر لحظاته بعدما كان يمنع الماء عن الحسين (عليه السلام) حتى دنا منه وطأطأ رأسه حياء من آل رسول الله (ص) بما أتى إليهم ومنعهم من الماء، فصاح: يا أبا عبد الله، إني تائب فهل لي من توبة..؟ فأتاه الجواب: نعم يتوب عليك، ففسر قوله، وتيقن الحياة الأبدية ثم استأذن الإمام الحسين بالقتال وقاتل قتال الأبطال، فما كان من القوم إلا أن حملوا عليه يرمونه بالنبل وقضى نحبه شهيداً...
فـانـظُر إلــى الحر في كربلاء قضى .. وكــم بكت من بَـعـده أعين آل أحمد
وقد دنا إلى الحسين تائباً .. فبقي صوته على مر الزمان يردد
بقليل من التفكير صنع شيئاً عظيماً... فإذا أردت صنع الأشياء العظيمة، عليك بالتفكير.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat