صفحة الكاتب : اسيل القندي

ظرية الثقافة
اسيل القندي

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

  إن العلمَ الاجتماعي غارق في الثنائيات: الثقافة والبنية، التغير والاستقرار، الديناميات والاستاتيكيات، الفردية المنهجية والجمعية, الطوعية والجبرية، الطبيعية والرسمية، الموضوعية والذاتية، الحقائق والقيم.. ورغم أن هذه الثنائيات مفيدة أحيانا كتقسيمات تحليلية، إلا أنها غالباً ما تؤدي إلى نتيجة سيئة، وهي إخفاء مظاهر الاعتماد المتبادل بين الظواهر. 
 وكثيرا ما يفتعل العلماء الاجتماعيون إشكالات لا حاجة إليها، بتمسكهم بجانب واحد من هذه الثنائيات، والادعاء بأنه الأكثر أهمية. نظرية الثقافة توضح أنه لا داعي للاختيار بين الجمعية والفردية مثلا، أو بين القيم والعلاقات الاجتماعية، أو بين التغير والاستقرار. وفي الحقيقة نحن نحاول أن نبرهن، على أن هناك احتياجاً إلى عدم القيام بذلك، يقصد المفاضلة بين الثنائيات. يدور الجدال باستمرار بين العلماء الاجتماعيين، حول ما إذا كانت الهياكل المؤسسية هي مصدر الثقافة (معرّفة بأنها القيم والمعتقدات، أي المنتجات العقلية)، أم أن الثقافة هي السبب في البنية؟ وكما يبدو واضحاً من تعريفنا لأنماط الحياة، لا نرى سببا للاختيار بين المؤسسات الاجتماعية والتحيزات الثقافية، فكل من القيم والعلاقات الاجتماعية، يعتمد تبادليا على الآخر ويقويه؛ فالمؤسسات تولد مجموعات متميزة من التفضيلات, كما أن الالتصاق بقيم معينة، يضفي المشروعية على الترتيبات المؤسسية المناسبة لها. وإذا طرحنا التساؤل حول ما الذي يأتي أولاً، أو ما الذي يجب إعطاؤه أولوية سببية، فهو أمر متعذر. 
 لقد شهدت العلوم الاجتماعية في الحقب الأخيرة انفصالا بين دراسات القيم والرموز والأيديولوجيات، ودراسات العلاقات الاجتماعية, وأنماط التنظيم والمؤسسات.. واستمرت دراسات الثقافة كما لو كانت المنتجات العقلية تظهر في فراغ مؤسسي، بينما تجاهلت دراسات العلاقات الاجتماعية كيف يقوم الناس بتبرير طريقتهم في الحياة، لأنفسهم وللغير..


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


اسيل القندي
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2021/06/24



كتابة تعليق لموضوع : ظرية الثقافة
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net