نـورٌ تبلّـج كـان نـورَ رشـادِ
فيضٌ عميمٌ لا يقاسُ بضادِ
غصنُ النبوةِ والإمامةِ تاجهُ
حارت به الألبابُ دون معادِ
شِبْهٌ ليحيى بالمعاجزِ قد أتى
يُدعى الجوادَ وأصلَ كلّ سدادِ
عذبٌ ومنُه الغادياتُ غياثها
فرعٌ لمن هو للغمامِ غوادِ
لا تنس أن تأتي بقلبك قاصداً
مثوىً به حُلت جميعُ شدادي
فهو المغيثُ لمن أتاهُ بلهفةٍ
يُمناهُ منها كــلّ خيــرٍ بــادِ
قف عنده شجوا وقل يابن البتول ..
وحسبنا قسماً بروح الهادي
أصلٌ وفيك الأنبياءُ خصالها
جمعت بلا عدٍ بخير عمادِ
جُد يا إماماً قد أفاض بحكمهِ
حقق مُراداً أنت بابُ مُرادي
بطلٌ عظيمٌ مِن علي إرثهُ
كالسيل إن ناووهُ فعلة عادِ
لدموعِ عينيك الهَطَولُ حكايةٌ
صفحاتُها خُطت ببعض رمـادِ
وأبنت شجوا كان لو يأتي على
جبلٍ لذاب بحزنِ كلّ مـنـادي
أذ كنت تبكي فاطماً متفكراً
في حجم بلواها ونارِ سوادِ
وهو ابن ستٍ كان سرَّ إمامة
لم يمضِ يوما دون صوت جهادِ
قد خاب (يحيى) وابن (مأمون) الذي
جمع المكائد مقبلاً بـعـتـاد
جاؤوهُ والشيطانُ يمسح دربهم
راموا فرد الكيد بالإرشادِ
وهنوا وذلّوا حين قام مسائلا
عجزوا فما نطقوا كمثل جمادِ
لهفي لغربتهِ وكبدٍ قُطّعت
بالسمِ هذي سنةُ الأجدادِ
شابهت في بلواك جدك في العرا
ملقىً وفوق السطحِ أنت الفادي
والشمس تصهرُ جسمك الملقى ..
وحيداً قد قضى عطشا بلا إنجادِ
واسيت كبد السبط حين تقطّعت
فُـريـت بهـا ألــفٌ مـن الأكـبـادِ
هذي بلادُك يا جوادُ تجلببت
حزناً ومـا للحزنِ مـن إخمـادِ
أسعد عبد الرضا الحلفي
30/6/2021
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat