مشكلة الطفل الفوضوي
انعام حميد الحجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انعام حميد الحجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
تعاني كثير من الأمهات من فوضى وإهمال أبنائهم، وعدم ترتيبهم للأشياء الخاصة بهم في غرفهم وخزائنهم.
يقول علماء النفس: إنَّ الأولاد الذين يعانون مشاكل سلوكية، يأتون من بيوت تسود فيها الفوضى والإهمال؛ حيث لا توجد قوانين وتنظيمات ثابتة في حياة الأسرة لتنظيم مجرى الأمور بشكل يمنح الأولاد الثقة والتعاون، وتعويدهم العطاء، وحبّ الخير، ومحبّة الآخرين.
فالطفل بحاجة لمن يضع له حدوداً في كل مجالات حياته اليومية، فهو يحتاج إلى أن يعرف متى يأكل، ومتى يستحم، ومتى يذهب إلى سريره، وكذلك ترتيب أغراضه.
هذه الحدود التي يضعها الوالدان تعطي شيئاً من الانضباط داخل الأسرة، وهذا الانضباط يعطي الطفل شعوراً بأنَّ هناك من يحميه ويهتم به ويرعاه. وإذا أَمْعَنا النظر في حال الأمهات مع أطفالهن في قضية الترتيب والنظام والانضباط، نجد أنَّهن على حالين: من الأمهات من لا تبدي لطفلها أي ضيق من عدم ترتيبه لأشيائه في غرفته وخزانته، وتقوم هي بترتيب كلِّ شيء، ويتكرر ذلك مهما تكررت فوضى طفلها وإهماله..! ومنهن من تثور ثائرتها؛ فتصرخ في طفلها بكلمات تزيد من سلوكه السيئ، وتضعه في دائرة الكسالى.
وكلتا الحالتين جانبهما الصواب، فالأمُّ الأولى تنشئ طفلاً اتكالياً، والثانية تقهر طفلها دون أن تسلك به مسلك التعليم.
وما ينبغي أن يفعله الطفل هو إعادة ترتيب غرفته وخزانته، ومن أجل تعويده احترام تلك الأمور، ينصح خبراء التربية باتباع ما يلي:
1- ينبغي تبسيط عملية الترتيب والنظام للطفل بتقسيمها إلى مراحل، كأن تقولون له:
ضع المكعبات في السلة الخاصة بها، ثم اجمع الكتب وضعها على الرف، ولا بأس بمشاركتكم إياه في المرّات الأولى على الأقل.
2- عوِّدوه مرّة تلو الأُخرى، وساعدوه في تعليق ثيابه التي ألقاها في زوايا الغرفة، وقولوا له: سنعلق لك ثيابك هذه المرّة، وساعدنا في ذلك... وفي المرّات اللاحقة، تستطيعون أن تشجِّعوا الطفل على الترتيب، مستفيدين من التجربة السابقة: هيا يا بطل... أنت تستطيع أن ترتِّب غرفتك كما فعلت المرّة الماضية بنجاح.
3- شجِّعوا الطفل على احترام النظام والترتيب وقولوا له: إذا استيقظت وجهَّزت نفسك باكراً للمدرسة، ورتبت غرفتك، تستطيع اللعب قليلاً قبل الذهاب إلى المدرسة أو بعد العودة.
4- كذلك يجب على كلا الوالدين أن يتفقا على نفس النظام والقوانين البيتية، فلا يجوز أن تتسامح الأمُّ بموضوع معيَّن ثمَّ يأتي الأب، ويناقضها كليَّاً في نفس الموضوع..!!
إنَّ مثل هذا التناقض في الأساليب التربوية في البيت الواحد يؤدي إلى البلبلة والحيرة والضياع عند الطفل، وهذه المشاعر غالباً ما تكون هي المسؤولة عن الفوضى والإهمال والمشاكل السلوكية الشائعة عند أطفالنا.
5- حاولوا بعد ذلك أن يتحمّل طفلكم بمفرده مسؤولية إنجاز عمل ما، كترتيب أغراضه، بعد أن تحددوا له أهداف هذا العمل، وما ينتظر منه أن يعمله، فيمكن أن تعلِّموا طفلكم البالغ (3سنوات) أن يرفع لُعَبه قبل الطعام، وإعادتها إلى مكانها، وترتيب أدواته الخاصة به من قصص وملابس بسيطة ونحوها.
6- اجعلوا فكرة التعاون والمشاركة في إنجاز عمل ما، مع مجموعة يكون طفلكم واحداً منها، وهنا يعرف أهمية التعاون وقيمته في إنجاز الأعمال وترتيب الأشياء.
7- أظهروا مشاعر الفرح والسرور بعد إنجازه العمل، وذلك بحزم ولطف معاً، ودربوه على حسن استخدام المرافق والأدوات ورعاية الأثاث والاهتمام بنظافته، والمساهمة في تزيين المائدة، والتزام النظام في جميع شؤون حياته.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat