ليس للحب عيد ايها السادة والسيدات
ايفان علي عثمان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
ايفان علي عثمان
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الحب ليس له عيد ولا يمكن ان توضع المشاعر والاحاسيس في قارورة لكي تصنف ضمن قائمة التحفيات النادرة فالحب ليس معادلة ولا يوجد هنالك قانون اودستور او شريعة في صفحات التأريخ المكتوبة عبر ازمنة الحضارة البشرية تقول ان للحب والعشق والغرام مراحل تتطور ذاتيا مع مرور الزمن .....
فالثورات لها اعياد والبطولات والامجاد لها اعياد ولكن ما ان يصل الحديث الى خانة الحب فتتوقف كل الاعياد في نقطة فاصلة لا يمكن تجاوزها لأن الحب ليس معركة فيها رابح وخاسر وليس عملة تباع وتشترى فالحب لغة العشاق ليس لها توقيت معين ولا تعترف بأي قانون بشري لأن ما يميز المشاعر والاحاسيس التي تولد من احشاء الحب انها نقية وعذبة وعذراء تخرج من لب العواطف الانسانية في فؤاد العاشق والعاشقة .....
فهل ينتظر العشاق ذاك الموعد من كل عام لكي يعبروا عن مشاعرهم واحاسيسهم تجاه بعضهم فأين للمنطق والفلسفة والفكر مكان في هكذا خرافة صنعها الانسان وما مصير الايام الاخرى التي تلي ما يسمى بعيد الحب اهي فترة سبات او قيلولة او ربما اجازة مفتوحة مدفوعة الاجر للعشاق .....
فالحب ظاهرة غير مرئية بل تعبير ذاتي عفوي متدفق كمياه النهر الجارفة لها وجهة واحدة الى ان تصل للبحر فكل الايام من السنة ايا كانت هي مائدة مزدحمة بالشموع والازهار يلتقي عليها العشاق فلا يمكن ان يقاس الحب بالهدايا ايا كانت انواعها كزجاجة عطر او خاتم ذهبي او لعبة صماء تلتف حول خاصرتها عشرات القلوب الصغيرة .....
فالحب قبل كل شيء لمسة حنان ولحظة دافئة بين احضان الحبيب والحبيبة تكون فيها للغة المشاعر والاحاسيس الكلمة الاولى والاخيرة في اي وقت واي زمان .....
فالحب لا يشترى والعشق لا يباع ولا يوجد للمادة عنوان وطابع بريدي في هذا العالم فأذا ما وجد هكذا شيء فلا معنى للحب بل ستكون للمادة سمة وصفة رسمية لكي تربط جسور القلوب .....
واي نوع من الحب سيكون لو كانت المادة تتحكم بخيوطها اي كارثة انسانية ستحل لو كانت المادة هي الدفء والحنان فكل شيء تغير في هذا الزمن وبات الحب يشترى من المحال والمتاجر لكي تكون هنالك قيمة فعلية ورغبة جامحة وحاجة لابد منها لكي تمتزج مفاهيم المشاعر والاحاسيس بلغة الحب العذراء .....
فالحب والعشق والغرام وجع ولهفة واشتياق وعذاب يربط قلبين ببعض في احلى اللحظات المتدفقة كتيار نهر جارف تتراقص في قطراتها القلوب الى ان تصل للبحر حينها يعلن الحب حرا شامخا كريما ساطعا .....
فالحب يكتب على صفحات الورق ويقال على منابر الابداع ولكن من لدغ بوجع الحب ولهفة اللقاء وعذاب الحبيبة سيعرف انه لا يوجد عيد للحب في قاموس العشاق بل يوجد موعد ولقاء وذكرى حاضرة كل يوم كل ساعة كل دقيقة كل ثانية كل لحظة مهما كانت قصيرة من الزمن ولكنها بعيدة الافق بين الحبيب والحبيبة ولدغات لا تحصى ولا تعد من العشق بين الحبيبين وما اشهى والذ هذه اللدغات لمن تذوق طعم ونكهة الحب والعشق والغرام حينها سيعرف ان كل فصول السنة بأيامها ولحظاتها وساعاتها وثوانيها جسور من الحب تربط قلوب العشاق بلا كلل اوملل .....
هكذا هو الحب وليس للحب عيد ايها السادة والسيدات
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat