مشاركة الأبناء في الحوار الأسري
انعام حميد الحجية
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
انعام حميد الحجية
![](images/warning.png)
قد ينطق الصغير جملة أمام الآخرين, تسبب الحرج للأم أو الأب, وسبب ذلك السماح للصغار بمشاركة الكبار أحاديثهم، وبين معارض ومؤيد لمشاركة الأبناء جلسات الآباء يوضح الدكتور مصطفى رؤوف أستاذ التربية النفسية بجامعة القاهرة: إن الجيل القديم كان يرفض مشاركة الصغار جلساتهم ويعتبرونه عيباً, لكن مع التقدم وتمتع الأبناء بمزيد من حرية التعبير والحركة، فإنهم يقولون الآن ما يريدون، ويجلسون في المكان الذي يرغبون فيه..
وقد يرفضون أو يقبلون دون اعتبار لأهلهم.. واليوم على الأسرة أن تتسم بسعة الصدر، وتقبل الأحوال المفروضة من التلفزيون والفكر الغربي, فنشارك الأبناء حواراتهم وجلساتهم القليلة، بشرط توجيههم للتصرف السليم، وأدب الحديث، وحسن التصرف، وعدم الكذب في القول والفعل, وإذا كان الوالدان يرغبان في عدم كشف أمر فعليهما عدم الحديث عنه أمام الصغار.
وأشار د. مصطفي إلى أن أشد الأشياء إيلاماً للطفل أن نحرمه من الجلوس مع أمه وأبيه بحجة أنه صغير، ويرى أن جلسات الأسرة مع الأبناء أمر مهم لتربيتهم تربية صحيحة بإعطائهم القدوة، والسماح بالمناقشة والحوار, ومنحهم الديمقراطية في التعبير، وتعليمهم متى ينبغي الحديث, ومتى الصمت والتحكم في الأهواء والنزوات الطفيلية التي قد تعرض الوالدين وضيوفهما إلى المضايقة أو الحرج.
د. سعدية بهادر أستاذ علم النفس ترى أنه لا يصح مشاركة الصغار للأحاديث العائلية؛ لأن للصغار عالمهم وكذا الكبار, فقد تجد أسرة تناقش موضوعاً غاية الأهمية، فيتدخل أحد الأبناء معترضاً أو رافضاً, وأحياناً موجهاً اللوم إلي الأم أو الأب، مما يشعل نار المعركة ويتغير اتجاه الحديث، ليصبح مشاجرة ونزاعاً نتيجة تدخل الصغير في حوار الكبار, وتكذيب الوالدين يعتبر سوء تربية, والعودة إلى قيمنا وعاداتنا القديمة هو الأفضل, فمنذ قديم الزمان اعتدنا على أنه لا مقاطعة للكبار في أحاديثهم وضرورة احترامهم, والأبناء اليوم يشعرون بالتفوق التكنولوجي على آبائهم، ويشاركونهم الحديث مصححين معلوماتهم, مما أشعر الأولاد بالتطور والتقدم والمدنية أكثر من آبائهم المتخلفين فكريا, فتجد في كل بيت الآباء يستعينون بصغارهم لبرمجة الأجهزة الالكترونية والموبايل، مما يضعف قدراتهم أمام الأبناء, بل يصفونهم بالتخلف, لذلك يجب معاملة الصغار بذكاء ومشاركتهم الحوارات العائلية.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat