أي صلاة هذه التي صليت لاتشبه
صلاتي من قبل وبإمامة من؟
الحسين سبط رسول الله أهو حقاً؟
هذا اللذي قالوا عنه خارجي فقط لأنه لم يبايع يزيد أصبح خارجياً
يطلبون مني اعتقاله وعائلته وركبه شخص مثله هل يستحق أن أجّعجع به وارعب عياله وأطفاله؟
احقاً أنا عازم على هذا الفعل؟ عقلي الآن توقف عن التفكير وأصبح قلبي يفكر بدلاً عنه ماذا يجري لي؟ لم أعد أعرف ما أريد!
عُدت إلى خيمتي ولازلت أفكر في تلك الصلاة الرهيبة، لا تشبه صلاة صليتها من قبل، يبقى هذا السؤال في ذهني كل لحظة
أعاود على نفسي ماهي تلك الصلاة ومانوعها؟
هزت كياني وجعلتني أعاود التفكير في نفسي أي ملة أتبع أنا قبل هذه الصلاة؟
اليس أتبع ملة محمد رسولاللّه وهم أيضاً يتبعونها؟
هم يقولون محمد رسول الله وأنا أقول محمد رسول لأول مرة أقع في مأزق كهذا على ماذا أنا عازم؟
تراودني أسئلة كثيرة وعقلي لم يعد يحتمل التفكير، ذهبت نحو الحسين وأهله بدون أي تفكير وشعور.
ارعبت النساء ولاطفال فقدت صوابي وعقلي ولا أعلم
ماذا أفعل حتى وقعت عين العباس على عيني اعادت لي عقلي وتفكيري، كيف أفعل هذا؟ الم أصلي خلف الحسين؟
عُدت وعسكري إلى مكاننا وجاء أبن سعد وجيشه خلفه بعد
إن علموا أني صليت خلف الحسين، تولا أبن سعد قيادة الجيش بدلاً مني، أزاح هم
الجيش وأمر بقطع الماء عن الحسين وعياله،
لقد خف الحمل من على ظهري وعاد قلبي يخفق من جديد بعد أن شعرت به يتوقف تلك الصلاة لا تفارقني فهي معي وتحثني على اللجوء إلى الحسين،
طلب الحسين عليه السلام أن يتحدث مع عمر أبن سعد ذهب ومن ثم عاد وكان مصر على قتل الحسين عليه السلام،
فقلت له امقاتل أنت هذا الرجل قال اي والله قتالاً شديداً حتى تسقط الرؤس وتقع الأيدي،
جن الليل علينا والمعسكر أصبح كجهنم بالنسبة لي فهم بين من يشرب الخمر ومن يغني ويهتفون فرحين بأنهم سيقتلون الحسين حين يبدأ الصباح بالإشراق
وأنا انظر إلى خيام الحسين من بعيد،خيام يملئها النور كأن النجوم اجتمعت داخلها ما أجملها من لحظات، فهم بين راكع وساجد ومرتلا للقرآن، أي عظمةً أنت تمتلك يا حسين؟
أشرقت شمس عاشوراء المظلمة المغطاة بحمرة، يوم كئيب رهيب، لم أرى يوم مثله، هاهم أطفال الحسين ينادون العطش ياعم
ياعباس، جهز أبن زياد جيشه لقتل الحسين، وأعد الخطط و أعطى كل واحد من جيشه
مهمته، وأنا لازلت في عالم لا أدري متى أختار الخروج منه،
حتى خطب الحسين عليه السلام بالقوم، ما جئتكم حتى أتتني كتبكم وبلغتموني بالنصرة،
لكنهم حيوانات مفترسة لا تفهم معنى ما يقول،
كل ما يفكرون به هو قتله وسلب ما يملك، هنا استقرت نفسي و خيرتها بين الجنة والنار فوالله لا أختار على الجنة شيئاً ولو قطعت واحرقت، لا ابخل بنفسي على الحسين ونصرته والخلود بجواره،
أني الحُر الرياحي جعجعت بكُ وعيالك وارعبت أطفالك سيدي اني جئتك تائباً مما كان مني إلى ربي مواسياً لك بنفسي حتى أقضي بين يديك، فهل لي من توبة؟
وإذا بالحسين عليه السلام يقول: نعم يتوب عليك ويغفر لك ما أسمك؟ قلت حُر يا سيدي
أنت حُرّ كما سمتك أمك قالها الحسين عليه السلام، تقدم يا حُر وقاتل، تقدمت للقتال حتى انال منزلة المقتول بين يديّ الحسين بن فاطمة الزهراء، لأكون حُر في الدنيا والآخرة
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat