رحِمَ اللّٰهُ أبَا ذَرالغفَاري ، كانَ مُحَمَّديًا واضِح البيَان شَامخ البُنيَان لايعتري إشراقةَ لسانهِ الكسوف عن إشَاعة الحقِّ وقولِ الصدق ، اختزنَ في سمَاءِ صدرهِ دفئَ رسَالة الإسلامٍ وأحكَامَه حتىٰ بَاتَ دثَارَه ، لم يستظل برُكن الولاة، أستأنسَ شظف العيش ونأىٰ بنفسهِ عن زخَارف الحيَاة ، نَابذَ أهلَ الظُلمَ لمنعِهِم الحقوقَ والإسرَاف مُتحسّبًا لآخرته موقِنًا بإخبَار مَارواهُ لَهُ النبيّ عن موتهِ وحيَاته، سارَ كنهج الإمامِ عليّ حتى عدَّهُ كعيسىٰ بنَ مَريم وذاكَ تعظيمًا لشأنهِ وسياحته بينَ الأمصار حاملًا اسلامهُ وعيًا وإعلامًا ثوّريًا.. كانَ عالمًا ربانيًا متوَّجًا بنفاذ البصيرة وملاكًا رساليًا وفيًا لمنهج الدين القويم غيرَ منقلبٍ ولامتقلب حريصًا علىٰ مَااعتقدَهُ من إنَّ دينَ الإسلام نصيحةَ الدهور فلا تدليسَ في أحكَامِه وشرائِعه، ومَا أشبَه جوَابهُ عندمَا سُئِل : ،، مَارأيتُ إلّا خيرَا ،، بردِّ بطلةِ كربلاء السيّدةُ زينب ع للطاغية يزيد وهي غيرُ آبهةً بجورهِ وطغيَانه : ،،مَارأيتُ إلا جميلَا،، نعم ، تحدَّىٰ بصلابتهِ كفارَ قريش وقسَاوتِهم بتعنيفِهم إيَاهُ وسطَ مكةَ وهوَ يُجَاهِر بشهَادةِ إسلَامهِ في زمنِ الخوف وسرّية الدعوة ،هكذا كانَ شيخُ غفَار علىٰ الدوَامِ ثائرّا مُصحِحًا وكفاهُ فخرًا وسؤدَدا أن شيَّعَ جنازةَ السيّدةِ الزهراءِ ليلًا وبرفقةِ الإمامِ عَليّ والحسَنين .ع. وهذا لعمري أمَارةُ الرضَا وحضوةِ القُربِ من اللّٰهِ تعالىٰ ورسولِه ، فالسلامُ عليكَ سيّدي يومَ سرتَ وحيدًا ويومَ متَ وحيدًا ويومَ تُحشَرُ وحيدًا سلامًا يغدو اليكَ مع كلِّ جيلٍ يولدُ حُرًا عافيتَهُ العِلمُ المُستَحكمُ والتقوَىٰ وهُم يقرأونكَ كتابَ نورٍ رسمتَ أنتَ حروفهُ ثوّرةَ إيمان مستمِدًا خلودهِ من قِمَم اليقين والفرقان .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat