صفحة الكاتب : نزار حيدر

أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ العاشِرة(٢٤) و (٢٥) و (٢٦)
نزار حيدر

المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.

(24)

{هَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا أَن تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ ۗ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَاخَيْرًا ۗ قُلِ انتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ}.

لكُلِّ أَمرٍ وقتٌ إِذا تجاوزهُ المرءُ ضاعَ أَثرُهُ، وإِذا عجَّلَ عليهِ فسدَ، يقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) {وَإِيَّاكَ وَالْعَجَلَةَ بِالْأُمُورِ قَبْلَ أَوَانِهَا أَوِ التَّسَقُّطَ فِيهَا عِنْدَ إِمْكَانِهَا}.

المائِزُ دقيقٌ بينَ [قبلَ الأَوانِ] و [بعدَ الأَوانِ] {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ} وفي الحالتَينِ يفسدُ الأَمرُ أَو يضيعُ، كمَنيقطِفُ الثَّمَرَ قبلَ أَوانهِ أَو بعدَهُ، فالصَّحيحُ في أَوانهِ.

هذهِ القاعِدة القُرآنيَّة تُعلِّمنا أَن نضبطَ ساعاتِنا بشَكلٍ دقيقٍ من أَجلِ أَن لا نُضيِّع الفُرص من جانبٍ وحتَّى لا نسترسِلَ معَ الإِنحراف والخطأ قبلَ أَن نضعَ حدّاً لهُ فيالوقتِ المُناسب، من جانبٍ آخر.

في الآيةِ الكريمةِ يُشيرُ القرآن الكريم إِلى هتَينِ القاعِدتَينِ؛

{كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا ۗ}.

{لَا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ}.

*فمِن جانبٍ ينبغي أَن يكونَ الإِيمان سبباً لكسبِ الخيرِ من خلالِ المُبادرةِ إِلى العملِ الصَّالح، وإِلَّا ما فائِدة الإِيمان إِذا لم يكُن حركيّاً يدفع صاحبهِ للعملِ الصَّالح وعلىأَيِّ مُستوىً مُتخصِّصٌ فيهِ أَو قادِرٌ على إِنجازهِ أَو على الأَقل المُساعدة على إِنجازهِ؟!.

يقولُ تعالى {قَالُوا يَا شُعَيْبُ أَصَلَاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ ۖ إِنَّكَ لَأَنتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ}.

فالإِيمانُ هوَ أَداةُ تنظيمِ الأُمورِ وضبطِ سلوكيَّاتِنا، وما ينبغي فعلهُ وما لا ينبغي فعلهُ، وما يلزَم التَّفكيرُ والإِعتقادُ بهِ وما لا ينبغي علينا ذلك.

إِنَّ الإِيمان الذي لا يُنتج حركةً دؤُوبةً لخدمةِ المُجتمع {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} وقولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) في وصيَّتهِ للحَسَنَينِ(ع) {وَكُونَا لِلظَّالِمِ خَصْماً وَلِلْمَظْلُومِ عَوْناً} لا يعتبرهُ القرآن الكريم إِيماناً حقيقيّاً ولذلكَ نُلاحظ أَنَّ الإِيمان في آياتِ الله تعالى مُقترِنٌ بالعملِ الصَّالحِ كما في قولهِ تعالى {إِنَّالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وقولُهُ {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ۙ لَهُم مَّغْفِرَةٌوَأَجْرٌ عَظِيمٌ} وقولُهُ {وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ}.

*ومِن جانبٍ آخر فإِنَّ الإِيمان الحقيقي هو الذي يتحقَّق في الوقتِ المُناسب أَي أَنَّ توقيتهُ ليسَ عبثاً {فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا ۖ سُنَّتَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِيعِبَادِهِ ۖ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ} وقولُهُ {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن قَبْلِ أَن تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ ۖ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}.

وإِلَّا ما فائِدة الإِعتذار أَو التَّوبة أَو التَّراجُع عن [كُفرٍ] بعد فَوات الأَوان، مثلاً عندَما يُحيطُ الذَّنب بصاحبهِ ويتحوَّل إِلى أَغلالٍ تُطوِّقهُ {بَلَىٰ مَن كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِخَطِيئَتُهُ فَأُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ ۖ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} و {قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لَا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلَا هُمْ يُنظَرُونَ}.

ويتأَخَّر آخرُون أَكثر من اللَّازم {وَلَوْ تَرَىٰ إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُءُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا إِنَّا مُوقِنُونَ}.

وإِذا أَردنا أَن نفهمَ الإِيمان بشكلٍ أَوسع وأَشمل، فنظُمَّ إِليهِ الإِيمان بالفِكرةِ والقضيَّةِ والهدفِ إِنطلاقاً مِن الإِيمان القلبي، فذلكَ يدفعُنا لوعي التَّوقيت بشَكلٍ أَدق وأَفضل.

فأَنتَ لا تستفيدُ شيئاً إِذا لم تُؤمن بقضيَّتكَ في الوقتِ المُناسب، ولا ينفعكَ شيئاً إِذا تأَخَّرت في الإِيمانِ بالفكرةِ المطلُوبةِ لإِنجازِ الهدَف، وهكذا، فالتَّأخيرُ بسببِ التَّقاعسمثلاً أَو التَّسويف والتَّماهُل والتَّواكُل أَو لأَيِّ سببٍ آخر يضرُّ بكَ لأَنَّك ستقدِم [بعدَ فَوات الأَوان].

ويصفُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع) الإِيمان بأَروعِ ما يكونُ الوَصف بقولهِ {سَبِيلٌ أَبْلَجُ الْمِنْهَاجِ أَنْوَرُ السِّرَاجِ فَبِالْإِيمَانِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الصَّالِحَاتِ وَبِالصَّالِحَاتِ يُسْتَدَلُّ عَلَى الْإِيمَانِوَبِالْإِيمَانِ يُعْمَرُ الْعِلْمُ وَبِالْعِلْمِ يُرْهَبُ الْمَوْتُ وَبِالْمَوْتِ تُخْتَمُ الدُّنْيَا وَبِالدُّنْيَا تُحْرَزُ الْآخِرَةُ وَبِالْقِيَامَةِ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ وَتُبَرَّزُ الْجَحِيمُ لِلْغَاوِينَ وَإِنَّ الْخَلْقَ لَا مَقْصَرَ لَهُمْ عَنِ الْقِيَامَةِ مُرْقِلِينَفِي مِضْمَارِهَا إِلَى الْغَايَةِ الْقُصْوَى}.

وعندما سُئِلَ (ع) عَنِ الْإِيمَانِ فَقَالَ {الْإِيمَانُ عَلَى أَرْبَعِ دَعَائِمَ عَلَى الصَّبْرِ وَالْيَقِينِ وَالْعَدْلِ وَالْجِهَادِ} ثم فصَّل في كُلِّ واحدةٍ من الدَّعائم الأَربعة، وهي كُلُّها عملٌ وإِنجازفي الوقتِ المعلُومِ، والذي نُسمِّيه بالإِيمان الحرَكي الذي يسعى دائماً للتَّغييرِ والإِصلاحِ.

فكيفَ نتعلَّم ضبط الوَقت؟! فنُنفِق يومَ أَن نمتلكَ قبلَ الفَقر؟! ونكونَ سبباً لنجاحِ الآخرين عندما نمتلكَ السُّلطة أَو الجاه، قبلَ أَن نفقدهُما فنُستبدَلَ بغيرِنا {هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِتُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم}؟!.

الجواب؛ بالعلمِ والمعرفةِ وتراكُمِ الخِبرةِ، وإِلى حينِ أَن يكسبَها المرءُ ليتصرَّف قبلَ فواتِ الأَوان، فإِنَّ عليهِ أَن يستشيرَ [المُؤتمَن] ليكتسِبَ الخِبرة والمعرِفة فـ {مَنِ اسْتَبَدَّبِرَأْيِهِ هَلَكَ، وَمَنْ شَاوَرَ الرِّجَالَ شَارَكَهَا فِي عُقُولِهَا} كما يقُولُ أَميرُ المُؤمنينَ (ع).

فالقرارُ ينضجُ بوقتٍ ويُتَّخذُ بلحظةٍ مُحدَّدةٍ.

 

  • (25)

{أَن تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَىٰ مَا فَرَّطتُ فِي جَنبِ اللَّهِ وَإِن كُنتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ}.

لماذا نفشل؟! ولماذا نتحسَّر دائِماً؟! ولماذا نُكرِّر كلِمة [لَو]؟! لو لَم نفعَل! لو كُنَّا قد فعَلنا! كما في قولهِ تعالى {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنسُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ۗ وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ ۗ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ}.

هذا السُّؤَال الأَزلي تبحث عنهُ البشريَّة منذُ قديمِ الأَزمِنة، فالإِنسانُ الفَرد يُريدُ أَن ينجحَ ويسعى لتحقيقِ النَّجاح فهوَ يكرهُ الفشَل ولا يحبُّ أَن يُسمَّى فاشِلاً يُشارُ إِليهِبالبنانِ في المُجتمعِ، والإِنسانُ المُجتمع والأُمم والشُّعوب كذلكَ تُريدُ أَن تنجحَ ولا تُريدُ أَن تفشلَ وتظلَّ تسيرُ في نهايةِ ركبِ البشريَّةِ، عالةٌ على الحَضارة، تستهلِكُ ولا تُنتِجُ،كما يصِفُ القرآن الكريم مثلَ هذهِ الحالاتِ بالمثَلِ الذي يضربهُ بقولهِ تعالى {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَّجُلَيْنِ أَحَدُهُمَا أَبْكَمُ لَا يَقْدِرُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُوَ كَلٌّ عَلَىٰ مَوْلَاهُ أَيْنَمَا يُوَجِّههُّ لَا يَأْتِبِخَيْرٍ ۖ هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَن يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ ۙ وَهُوَ عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}.

فلماذا نفشَل؟! هل لأَنَّنا لا نمتلكَ أَدَوات النَّجاح كالعقلِ والإِرادةِ، هذا على المُستوى الإِنساني وخلقِ الله، ومصادِر الطَّبيعة والإِمكانيَّات والقُدُرات، وهذا على المُستوىالمادِّي؟! أَم أَنَّ الله تعالى خلقَنا فاشِلُونَ وخلقَ أُمماً أُخرى ناجِحة؟!.

أَبداً، ليسَت هذهِ هيَ الأَسباب، فلقد منحَنا الله تعالى كُلَّ شيءٍ وأَكثر كما منحَ الآخرين كُلَّ شيءٍ، إِنَّما الفَرق بينَ النَّاجح والفاشِل أُموراً وأَسباباً تتعلَّق بالطَّريقة التييُسخِّر فيها كُلّاً مِنهم ما خلقَ لهُ الله تعالى وسخَّرَ لهُ وبالإِسلُوب الذي يوظِّف بها كُلَّ ذلكَ لمشاريعهِ سَواء على الصَّعيد الفردي [الشَّخصي] أَو على صعيدِ الجماعة [الأُمَّة].

فالنَّاجح يوظِّف كُلَّ ذلك لخدمةِ مشاريعهِ، أَمَّا الفاشِل فيوظِّف نفسهُ عندها لخدمتِها! أَي أَنَّ المُعادلةَ مقلوبةً عندَ الفاشِل!.

ولقد تحدَّثَ القرآن الكريم عن ذلكَ وضربَ لنا أَمثلةً مِن أُممٍ سابقةٍ وقرُونٍ خلَت، حتَّى لقد أَوصى أَميرُ المُؤمنينَ (ع) ولدهُ الحسَن السِّبط (ع) أَن ينظُرَ فيها كعِبَرٍ ودرُوسٍ،في مبتدَئها ونِهاياتها لِما تُمثِّلهُ من طاقةٍ تُحيي القلب، بحُلوِها ومُرِّها، بقَولهِ {أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وَأَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ وَقَوِّهِ بِالْيَقِينِ وَنَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ وَذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْتِ وَقَرِّرْهُ بِالْفَنَاءِوَبَصِّرْهُ فَجَائِعَ الدُّنْيَا وَحَذِّرْهُ صَوْلَةَ الدَّهْرِ وَفُحْشَ تَقَلُّبِ اللَّيَالِي وَالْأَيَّامِ وَاعْرِضْ عَلَيْهِ أَخْبَارَ الْمَاضِينَ وَذَكِّرْهُ بِمَا أَصَابَ مَنْ كَانَ قَبْلَكَ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَسِرْ فِي دِيَارِهِمْ وَآثَارِهِمْفَانْظُرْ فِيمَا فَعَلُوا وَعَمَّا انْتَقَلُوا وَأَيْنَ حَلُّوا وَنَزَلُوا فَإِنَّكَ تَجِدُهُمْ قَدِ انْتَقَلُوا عَنِ الْأَحِبَّةِ وَحَلُّوا دِيَارَ الْغُرْبَةِ وَكَأَنَّكَ عَنْ قَلِيلٍ قَدْ صِرْتَ كَأَحَدِهِمْ فَأَصْلِحْ مَثْوَ اكَ وَلَا تَبِعْ آخِرَتَكَبِدُنْيَاكَ} لماذا؟! {وَأَمْسِكْ عَنْ طَرِيقٍ إِذَا خِفْتَ ضَلَالَتَهُ فَإِنَّ الْكَفَّ عِنْدَ حَيْرَةِ الضَّلَالِ خَيْرٌ مِنْ رُكُوبِ الْأَهْوَ الِ} وأَكثر {لِتَسْتَقْبِلَ بِجِدِّ رَأْيِكَ مِنَ الْأَمْرِ مَا قَدْ كَفَاكَ أَهْلُ التَّجَارِبِبُغْيَتَهُ وَتَجْرِبَتَهُ فَتَكُونَ قَدْ كُفِيتَ مَئُونَةَ الطَّلَبِ وَعُوفِيتَ مِنْ عِلَاجِ التَّجْرِبَةِ}.

ومِِن ذلكَ على سبيلِ الفَرضِ لا الحَصر؛

*إِنَّ الفاشلَ يبحث عن أَسبابِ الفشَل خارج كيانهِ، أَكانَ إِنساناً فرداً أَم إِنساناً مُجتمعاً، فهو عندما يُصابُ بالفشلِ لم يُفكِّر لحظةً في أَن يجتهِدَ ليجدَ أَسبابَ فشلهِبذاتهِ، بطريقةِ تفكيرهِ مثلاً أَو بوعيهِ للأُمورِ أَو بالأَدواتِ التي سخَّرها واستعملَها لتحقيقِ المُنجزِ، أَبداً، وإِنَّما يبدأ حملةً [وطنيَّةً] للبحثِ عن وفي المُؤَامرات [العالميَّة] التيقادَت إِلى فشلهِ وعن النَّاس الذينَ خطَّطُوا لإِفشالهِ وعن القُوى الخارِقة التي لم تُرِد لهُ النَّجاح! وإِذا لم يجِد في كُلِّ مُحاولاتهِ البحثيَّة جواباً معقُولاً يضحك بهِ على نفسهِ،تراهُ يرمي بالفَشل على الحَظ والبخَت وعلى طائرهِ، والله تعالى يقُولُ {قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ ۖ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ* قَالُوا طَائِرُكُم مَّعَكُمْ ۚ أَئِنذُكِّرْتُم ۚ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ} وقولُهُ {فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَـٰذِهِ ۖ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَىٰ وَمَن مَّعَهُ ۗ أَلَا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَـٰكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} وقوله {قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَن مَّعَكَ ۚ قَالَ طَائِرُكُمْ عِندَ اللَّهِ ۖ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ}.

الفاشلُ يرمي بكَلِّهِ على أَيِّ أَحدٍ إِلَّا ذاتهِ، ثُمَّ يبني على اتِّهاماتهِ ليُبرِّر فشلهِ ويُخلي ساحتهِ! هكذا يتصوَّر، إِلَّا أَنَّ كُلَّ ذلكَ لم يُغيِّر من حقيقةِ المَوضوع وجَوهرهِ شيئاً! إِنَّهُفاشِلٌ والسَّببُ هو نفسهُ دونَ غيرهِ، يقُولُ تعالى {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ ۖ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا}.

حتَّى الشَّيطان ينصحُ [الفاشِل] بأَن يلومَ نفسهُ بدلاً مِن أَن يبحثَ عمَّن يلومهُ {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ ۖ وَمَا كَانَ لِيَعَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلَّا أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي ۖ فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم ۖ مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ ۖ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ ۗ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْعَذَابٌ أَلِيمٌ}.

إِذا لم يُغيِّر الفاشِل طريقتهِ في البحثِ عن أَسبابِ فشلهِ فسيظَل يتورَّط من فشلٍ إِلى آخر، مِن دونِ أَن يصلَ إِلى نتيجةٍ، لأَنَّ الهرَب من مواجهةِ الأَسبابِ الحقيقيَّةِ هوبنفسهِ فشلٌ! وعليهِ أَن يتذكَّر دائماً قولَ الله تعالى {وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ}.

 

  • (26)

{وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ ۚ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ}.

*والفاشِلُ مسكونٌ بمرضِ الإِستهزاء وهوَ المرضُ الذي يُشغِلُهُ عن التعلُّم واكتسابِ العلمِ والمعرفةِ والخِبرةِ، فضلاً عن أَنَّهُ سببٌ من أَسبابِ مضيَعةِ الوقتِ من دونِ نتيجةٍ،وسببٌ لتدميرِ نفسيَّة الإِنسان ومعنويَّاتهِ، ولذلكَ حذَّرنا القرآن الكريم من حضُورِ مجالسِ الإِستهزاء بقولهِ تعالى {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُبِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّىٰ يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ ۚ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا}.

يقضي وقتهُ يستهزئ بهذا المُنجز وبتلكَ الفِكرة وبذاكَ النَّجاح، وهوَ؟! فاشِلٌ بامتياز، لم يُقدِّم شيئاً ولم يُؤخِّر إِلَّا نفسهُ وهوَ مُستَدرج ولكنَّهُ في غفلةٍ {اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْوَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ}.

كذلكَ؛ فكما هو معرُوفٌ فإِنَّ المرء الكَثير الإِستهزاء والإِستخفاف بالآخرين لا يتعلَّم شيئاً وهوَ لا يُفكِّر بما يسمَع من الآخرين أَو يقرأ عنهُم ولهُم، كما أَنَّهُ لا يأَمَّل فيالأُمور إِنَّما كُلَّ همِّهِ الإِستهزاء فقط بالآخرين وهذا مرضٌ خطيرٌ يُصابُ بهِ الإِنسان الفَرد والإِنسان المُجتمع، فترى شعباً كاملاً يسخَر من شعبٍ آخر طِوال الوَقت، وبالتَّالييفشَل بسببِ انشغالهِ بالإِستهزاءِ فيما ينجَح الآخر لأَنَّهُ لا يُعير المُستهزِئ قيمةً وأَهميَّةً {فَأَصَابَهُمْ سَيِّئَاتُ مَا عَمِلُوا وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ}.

لقد حذَّر القرآن الكريم من هذا المَرض خاصَّةً إِذا تحوَّل إِلى ظاهرةٍ، فستكُون المُصيبة أَكبر وأَعظم على الإِنسان.

قالَ تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُوا خَيْرًا مِّنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِّن نِّسَاءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْرًا مِّنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖبِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَن لَّمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.

إِنَّ استهزاءكَ بالآخرين لا يُقلِّل من شأنهِم شيئاً ولا يضرَّهُم شيئاً، لكنَّهُ يضرُّكَ أَنت لأَنَّك ستنشغِل بتافهٍ يُلهيكَ عن الأُمور الأَساسيَّة ويُشغِلك خارج دائرةِ الإِهتماماتالحقيقيَّة.

نوعٌ آخر من الإِستهزاء يتمثَّل باللَّغو [ما لا يُعتدُّ بهِ من كلامٍ وغيرهِ، ولا يُحصَل منهُ على فائدةٍ ولا نفعٍ] يقولُ تعالى {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَٰذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِلَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} فاللَّغو يشغَل الإِنسان عن النَّجاح والإِنجاز الحسَن كذلكَ.

فضلاً عن استهزائهِم بالرُّسل والأَنبياء والأَئمَّة والمُصلحين {وَمَا يَأْتِيهِم مِّن رَّسُولٍ إِلَّا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ} والذي سببهُ التكبُّر والجبرُوت والطُّغيان {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُابْنِ لِي صَرْحًا لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ* أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَىٰ إِلَٰهِ مُوسَىٰ وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا ۚ وَكَذَٰلِكَ زُيِّنَ لِفِرْعَوْنَ سُوءُ عَمَلِهِ وَصُدَّ عَنِ السَّبِيلِ ۚ وَمَا كَيْدُ فِرْعَوْنَ إِلَّا فِيتَبَابٍ}.

فالإِستهزاءُ يُشغِلُ المرءَ عن الإِنتباهِ إِلى سوءِ عملهِ الذي يتصوَّرهُ الأَفضل والأَحسن {الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}.

بدلاً من أَن تستهزئ، طَوِّر الفِكرة وقدِّم الأَفضل!.

آخرُون يستهزئُونَ بالشَّعائر {وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ اتَّخَذُوهَا هُزُوًا وَلَعِبًا ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ} فبدلاً من أَن يتوقَّفُوا عندَها ويتأَمَّلُوا بها، أَو على الأَقل يحترمُونَهااحتراماً لِمن يؤَدِّيها تراهُم يستهزئُونَ بها كأُسلوبٍ لإِضعافِ إِيمانِ أَصحابِها بها ليتركونَها!.

كذا الأَمرُ فيما يتعلَّق باستهزائهِم بالشَّعائر الحُسينيَّة بذريعةِ [حرصهِم وخُوفهِم] عليها ومن أَجلِ تشذيبِها وتهذيبِها!.

*والفاشِلُ مشغُولٌ بالإِنتقام ممَّن يظلمَهُ، ولذلكَ فإِنَّ كُلَّ ما يُخطِّط لهُ ويؤَدِّيه هو ردُود أَفعال ليسَ في نشاطهِ وجُهدهِ أَيَّ فعلٍ {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا أَرِنَا اللَّذَيْنِ أَضَلَّانَامِنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ الْأَسْفَلِينَ} وكأَنَّ سحقهُ لهُم سيُغيِّر من واقعهِ شيئاً!.

إِنَّ الإِنتصار من الظَّالم شيءٌ حسَنٌ جدّاً كما يقُول تعالى {وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ} ولكن السُّؤَال؛ كيفَ؟! كيفَ تنتقِم لنفسِكَ إِذا تعرضَّت للظُّلم؟! كأَنخرَّب عليكَ أَحدٌ مشرُوعكَ؟! فهَل ستبذِل جُهدكَ لتخريبِ مشرُوعهِ مثلا؟! وإِذا لم يُساعدكَ أَحدٌ لإِكمالِ نجاحاتِكَ فهل ستقتُلهُ مثلاً أَو تقطع عنهُ الماءَ والكلأ؟! أَبداً فتلكَ ليستالمنهجيَّة الصَّحيحة والسَّليمة ولذلكَ لا ينتهجُها النَّاجِحونَ والعُقلاء، إِنَّما الطَّريقة النَّافعة والفعَّالة للإِنتقامِ والإِنتصارِ لمظلُوميَّتكَ هيَ أَن تُضاعِفَ جُهدكَ وتُزيدَ من نشاطِكَوإِنتاجكَ وتبدأ بالبحثِ عن طُرُقٍ أُخرى للنَّجاحِ إِذا رأَيت أَنَّ الطَّريق الذي تسلكهُ مسدُوداً بسببِ الظُّلم الذي تعرَّضتَ لهُ.

وهكذا يتحوَّل الظُّلم الذي تتعرَّض لهُ إِلى سببٍ للتَّفكيرِ بطريقةٍ جديدةٍ لتحقيقِ النَّجاحِ، أَمَّا الفاشِل فالظُّلم الذي يتعرَّض لهُ يدفعهُ للإِنتقامِ فيحوِّلهُ إِلى شرِّيرٍ في المُجتمعِفيُحطِّم نفسيَّتهُ!.

النَّاجح هوَ الذي يُضاعف ويُركِّز جُهدهُ ويُنوِّع إِهتماماتهِ إِذا فكَّرَ أَن ينتصرَ على مَن بغى عليهِ، أَمَّا الفاشِل فهوَ الذي ينشغِل بالتَّخطيط للإِنتقامِ بالطَّريقةِ السلبيَّةِوبالتَّالي لا هوَ الذي سيَستفيد ورُبما يفلِت الظَّالم مِن خُططهِ الإِنتقاميَّة!.

النَّاجح هو الذي يسعى لأَن يكونَ الأَفضل، بدَلاً مِن أَن يُشغِلَ نفسَهُ بالإِنتقام {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.


قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat


نزار حيدر
 (للدخول لصفحة الكاتب إضغط هنا)

    طباعة   ||   أخبر صديقك عن الموضوع   ||   إضافة تعليق   ||   التاريخ : 2023/04/17



كتابة تعليق لموضوع : أَسْحارٌ رَمَضانِيَّةٌ السَّنةُ العاشِرة(٢٤) و (٢٥) و (٢٦)
الإسم * :
بريدك الالكتروني :
نص التعليق * :
 



حمل تطبيق (كتابات في الميزان) من Google Play



اعلان هام من قبل موقع كتابات في الميزان

البحث :





الكتّاب :

الملفات :

مقالات مهمة :



 إنسانية الإمام السيستاني

 بعد إحراجهم بكشف عصيانها وخيانتهم للشعب: المرجعية الدينية العليا تـُحرج الحكومة بمخالفة كلام المعصومين.. والعاصفة تقترب!!!

 كلام موجه الى العقلاء من ابناء شعبي ( 1 )

 حقيقة الادعياء .. متمرجعون وسفراء

 قراءة في خطبة المرجعية : هل اقترب أَجلُ الحكومةِ الحالية؟!

 خطر البترية على بعض اتباع المرجعية قراءة في تاثيرات الادعياء على اتباع العلماء

 إلى دعاة المرجعية العربية العراقية ..مع كل الاحترام

 مهزلة بيان الصرخي حول سوريا

 قراءة في خطبة الجمعة ( 4 / رمضان/ 1437هـ الموافق 10/6/2016 )

 المؤسسة الدينية بين الواقع والافتراء : سلسلة مقالات للشيخ محمد مهدي الاصفي ردا على حسن الكشميري وكتابيه (جولة في دهاليز مظلمة) و(محنة الهروب من الواقع)

 الى الحميداوي ( لانتوقع منكم غير الفتنة )

 السيستاني .. رسالة مهدوية عاجلة

 من عطاء المرجعية العليا

 قراءة في فتوى الدفاع المقدس وتحصين فكر الأمة

 فتوى السيد السيستاني بالجهاد الكفائي وصداها في الصحافة العالمية

 ما هو رأي أستاذ فقهاء النجف وقم المشرّفتَين السيد الخوئي بمن غصب الخلافة ؟

 مواقف شديدة الحساسية/٢ "بانوراما" الحشد..

أحدث مقالات الكتّاب :


مقالات متنوعة :





 لنشر مقالاتكم يمكنكم مراسلتنا على info@kitabat.info

تم تأسيس الموقع بتاريخ 1/4/2010 © محمد البغدادي 

 لا تتحمل الإدارة مسؤولية ما ينشر في الموقع من الناحيتين القانونية والأخلاقية.

  Designed , Hosted & Programmed By : King 4 Host . Net