لاشك أننا قد شعرنا بسعادة غامرة من المحيط الى الخليج ، حين جاءت ثورات الربيع العربي منادية بتحقيق تلك المبادئ السامية وأهمها التغيير والعدالة الاجتماعية والمساواة ، فقد استطاع الفقير قبل الغني أن يرفع صوته عالياً وبحرية ، وأصبح بإمكانه أن ينتخب من يشاء ليمثله في البرلمان أو على منصة الرئاسة دون خوف أو تهديد من بطش الطغاة وعسكرهم ….
وكما يعلم الجميع فالمواطن العربي لم يثور لكي يحصل على منحة سياحية لزيارة فرنسا أو أيا من بلدان أوروبا أو للظهور في برامج التك شو المتلفزة، بل لقد فعل ما فعل ، للقضاء على الفقر والفساد والاستبداد السلطوي ولنيل حريته ومن الطبيعي أن يحلم بالعيش بعد الثورة في ظل وطنً ونظام اقتصادي وديمقراطي يحفظ له كرامته وأدميته …
ولان الأحلام مسألة لا جرم فيها فقد مكث المواطن العربي في الميادين والساحات أيام وأيام يتمنى وهو يبتهل ويدعو الله في علاه أن يتحقق حلمه وان يعود لأسرته ليقول انه كان جزء من التغيير وان لولاه وآخرين لما نجحت الثورة …
ولان التحديات بعد ثورات الربيع العربي وعلى كافة الأصعدة كبيرة وعظيمة يجب أن يكون المواطن العربي يقظً وان يكون جزء أصيل من هذا التغيير الديمقراطي ، وعليه الا يبتعد مسافة كبيرة عن ميادين الحرية ، فالقصة في بدايتها ومن أتى بهم اليوم عبر صناديق الانتخاب سرعان ما يحتاجون ان يذكرهم بأن له الفضل الأول وان من انتخبوهم ، هم الأغلبية الساحقة من سكان الوطن العربي ، الفقراء والعاطلين عن العمل ومن يعيشون تحت مستوى الفقر ويسكنون بيوت من الصفيح والكرتون !
فلتحذروا إذن يا من تربعتم على كراسي السلطة بعد الربيع العربي ، فالثورات لم تنتهي بعد والجياع والبؤساء ، قادمون لا محالة وخداعهم عبر الخطب الدينية والمن عليهم بالحسنات والبركات وأكياس الخبز ، لن يجدي نفعاً ولن يثبت عروشكم طويلاً ،بل سيعقد الأمر ، فالثوار أصحاب حق وقضية ، ولن يقبلوا بأي حال من الأحوال ان يذهب نضالهم هباء وان توزع لحومهم على موائدكم وان يكتفوا بدعواتكم لهم بالصبر والسلوان !
فواهم من اعتقد ان الثورات العربية قد توقفت عند هذا الحد ، حد الانتخابات التشريعية والرئاسية، والوعود بالمساواة والتغيير ، فمازالت أعين وخطوات الفقراء تتحسس طريقها نحو ثورة حقيقية على الفقر ، ثورة تعيد الحق لأصحابه وتهدى من النيران المشتعلة في قلوب أمهات الشهداء وذويهم ، ثورة لا تسرقها أوتجيرها الأحزاب لمصالحها الفئوية …..
فلم يعد مقبولاً من قبل المواطن العربي أن يعيد لأوطانه ، تاريخ الذل والهوان ويعيش صابراً للأبد ، فقد حان الوقت ليكون شريكً حقيقيً في مقدرات وطنه وأن يحظى بالرعاية الكاملة من قبل حكامه كما أمرهم الخالق وأسوة بباقي شعوب الكرة الأرضية التي ثبت بالدليل القاطع انه أساس مجدها ورقيها منذ القدم …
نقولها إذن مدوية …… الى أصحاب الجلالة والمعالي والفخامة والمشيخة ، لا تعتمدوا كثيراً على قوة البطش والإرهاب ، فقد ذهب فرعون الى غير رجعة ، وقيامكم ببعض الإصلاحات السياسية أو الاقتصادية هنا أو هناك ، لن تنقذ عروشكم ، فصبر المواطن العربي ، قد نفذ وعاصفة الفقراء قادمة لا محالة ، فحتى الديمقراطية وان تحققت لا قيمة لها بدون رغيف الخبز !
قناتنا على التلغرام :
https://t.me/kitabat
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat