(الفيلسوف فرنسيس بيكون في العتبة العباسية المقدسة) دراسات نقدية في إعلام الغرب
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
الميتافيزيقيا المفهوم والإمكان في فلسفة فرنسيس بيكون / مهدي قوام صفري/ دكتور مساعد في جامعة طهران فرع الفلسفة / المركز الإسلامي للدراسات الاستراتيجية / العتبة العباسية المقدسة
فرنسيس بيكون / فيلسوف ورجل دولة وكاتب انجليزي معروف في قيادته للثورة العلمية عن طريق فلسفته الجديدة الملاحظة والتجريب.
صنف الفلسفة إلى ثلاثة أقسام
ــ الفلسفة الإلهية وموضوعها الله سبحانه تعالى،
ــ الفلسفة الطبيعية وموضوعها الطبيعة
ــ الفلسفة الإنسانية وموضوعها الإنسان
والفلسفة عندما تكون عبارة عن مجموعة من المبادئ والأصول المشتركة بين كل العلوم، فكرة أن ما يفعله الله سبحانه سيبقى للأبد لا يضاف له شيء ولا ينقص منه شيء
ولا يناقش بيكون منشأ وأساس هذه المبادئ إنها أصول مبادئ للمنهج الاستقرائي، تقوم أفكار بيكون على نقد الفلسفة اليونانية القديمة التي هي أساس الفلسفة الأوربية الحديثة، رأى بيكون أن العيب الأساسي في طريقة التفكير لدى فلاسفة اليونان تعتمد على أن العقل النضري وحده كفيل بالوصول إلى العلم، والعيب الذي شخصه هو طريقة الاستنتاج القديم والتي لا يمكن أن تؤدي إلى حقائق جديدة، ثار على تراث افلاطون وأرسطو وظهر له أن الفلسفة المدرسية شيء مليء بالثرثرة، غير واقعي وممل للغاية، ولم تؤد إلى نتائج، ويرى بيكون أن الفلسفة التقليدية عليها يقع وزر الجمود.
السؤال المهم:
ـ هل يحتاج الفيلسوف إلى كتاب أو عشرات الصفحات ليعرف للأجيال ايمانه، بما أنه يعمل في الحقل الفلسفي، والفلسفة تعني سعي الإنسان منذ القدم لتفسير كنه الإنشاء، العقل البشري يبحث في وحدانية الخالق، ومن التأمل في أفعاله التي لا خطأ فيها ولا تفاوت وهذه السمات توصل إلى أن صفاته الكمال المطلق، لكن ليس من الممكن إدراك كنه الخالق سبحانه.
ملخص هذا الانتماء العقلي عند بيكون لله سبحانه تعالى، التفكير السطحي يقود إلى الإلحاد لكن التفكير العميق يقود للإيمان، لنصل إلى أشياء مهمة تعني أن بيكون كان عالما مؤمنا بالله سبحانه تعالى بالرغم من أنه يعرف بكونه مؤسس المنهج العلمي، لم يمنعه اهتمامه بصحة البيانات ودقتها وجمعها وتحليلها واعتبارها عمود التقدم العلمي أن يؤمن بأمر غيبي كالإله سبحانه تعالى.
وهناك رأي مهم جدا لبيكون ويعد هوية لا تحتاج إلى دليل (ليس على الله سبحانه) أن يصنع المعجزات ليقنع الملحدين، أفعاله العادية مقنعة بما يكفي، التعمق في الفلسفة يقرب العقل لله سبحانه / هذه الجملة المؤمنة أصبحت لها راية في النقاشات الفكرية وحقيقة جذبت الكثير من العلماء وسار على نهجها فلاسفة كثيرون من جميع الهويات، وعندنا العرب تجربة الدكتور زكي نجيب محمود الذي أنكر الغيبية وحين تعمق آمن، توفى وبين يديه كتاب يتحدث عن عظمة الفقه الإسلامي، وكذلك الدكتور عبد الرحمن بدوي، والدكتور مصطفى محمود
الفيلسوف بيكون شخص أن سبب الانحطاط الفكري يعود لعدة عوامل.
-أصبح الناس بعد النهضة الأوربية يهتمون بالأساليب والكلمات ويهملون المعاني
-اختلاط الدين بالفلسفة بعد أن أخرجوها عن موضوعها واعتمدوا على الثرثرة الكاذبة
-تعصب الناس وتمسكهم بالعادات القديمة والعقائد الموروثة
-عدم التثبت في دراسة الأمثلة والطفرة من الوصول إلى نتائج
أرى أن على العلم احترام الواقع الحسي إلى جانب الذهني في تخطيطه للطبيعة.
وهذه هي أسس النظرية المنطقية الجديدة، إنه يريد استبدال منهج البرهان القياسي بمنهج الكشف الاستقرائي
ألف كتابا بعنوان (العلامات الصادقة لتأويل الطبيعة) ثم أخرج الكتاب إلى اللغة اللاتينية باسم (في كرامة العلوم ونموها) وله كتب في السياسة
لقد شاء القدر في آخر مشهد في حياته الواحدة في سنة 1626م كان مسافرا من لندن إلى إحدى المدن القريبة فأخذ يفكر تفكيرًا عميقا في إمكان حفظ اللحم من التعفن بتغطيته بالثلج وأراد الرجل التجربة، أن يجرب ذلك بنفسه، فنزل من عربته عند كوخ صادفه في بعض الطريق وابتاع منه دجاجة ذبحها وملأها بقطعه الثلج ليرى كم يقاوم لحمها الفساد، وبينما هو منشغل بذلك داهمه مرض مفاجئ أعجزه أن يعود إلى لندن
نقل إلى منزل مجاور لأحد الأثرياء، حيث رقد رقدة الموت، كتب وهو على سرير الموت (نجحت التجربة نجاحا عظيما)
وكتب آخر كلماته (إني أضع روحي بين يدي الله سبحانه، وليدفن جسدي في طي الخفاء، وأما اسمي فإني باعث به إلى العصور المقبلة وإلى سائر الأمم)
وهذه هي العصور والامم تقبلت اسمك بالتمجيد والتخليد.
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat