العراقي الوحيد الذي يعرف الجولاني .. عزت الشابندر ؟
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
رياض سعد
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
منذ انطلاق العملية السياسية وانبثاق انوار الحريات وبدء التجربة الديمقراطية عام 2003 ؛ شارك السياسي عزت الشابندر في العملية السياسية , وعرف بمعارضته للنظام البعثي الصدامي البائد , اذ إنخرط في العمل الإسلامي السياسي العراقي في العام ١٩٦٧ وتعرض للإعتقال أربع مرات منذ العام ١٩٧٤ وقُدّم لمحكمة الثورة مرتين وأفلَتَ من الإعتقال الخامس في ٣ / ١١ / ١٩٨١ وتوارى في بغداد حتى ٤ / نيسان / ١٩٨٢ ثم عبر الحدود إلى الكويت في ٧ / نيسان / ١٩٨٢ وبدأ رحلة المهجر حتى العودة إلى العراق في ١٩ / ٤ / ٢٠٠٣... ؛ وفي المهجر شارك في معظم الأنشطة السياسية المعارضة لنظام صدام , وبعد سقوط الطاغية ؛ صار عضواً في مجلس النواب العراقي لدورتين متتاليتين ، اذ حصل على مقعدٍ في البرلمان في إنتخابات ٢٠٠٥ مع القائمة العراقية ثم في إنتخابات ٢٠١٠ مع إئتلاف دولة القانون ؛ كما كان الناطق الرسمي باسم تحالف القائمة العراقية قبل أن يخرج منها عام 2010 ؛ الا ان الملاحظ عليه ومنذ البداية او بعد التحسن المعيشي والمناصب العلنية والسرية والامتيازات الحكومية والسياسية ؛ انه ذو شخصية نرجسية برجماتية ( نفعية ) متقلبة ومتذبذبة وتميل مع رياح القوة والنفوذ والسلطة والمصلحة , فضلا عن ان لسان حاله يقول ( ان معهم ولست منهم ) علما انه صاحب القدح المعلى في الحصول على الرواتب والاستثمارات والامتيازات ؛ وله حصة الاسد في ( الكعكعة ) العراقية المقسمة فيما بينهم , بل والادهى والامر ان له في كل قدر مغرفة , فهو مع الحكومة وفي نفس الوقت مع المعارضة ؛ ومن جانب تربطه بالإخوة الطائفيين والارهابيين صداقة وثيقة , ومن جانب اخر تربطه علاقات غامضة ومشبوهة بالمخابرات الخارجية وبعض القوى الدولية والاقليمية ؛ حتى اطلق عليه لقب ( عراب الصفقات والاستثمارات ) ... ؛ والكل يعرف دوره في زج المطلوب للعدالة والقانون مشعان الجبوري وغيره الكثير في العملية السياسية , فالشابندر على الرغم من ظهوره في وسائل الاعلام بصفته الشخصية السياسية المعارضة والغيورة والوطنية والشيعية , والتي تذرف دموع التماسيح احيانا وتتكلم بتنهدات وحسرات على واقع الاغلبية العراقية البائس , الا ان حقيقة الرجل لمن يعرفه انه لا يبالي الا بمصالحه الشخصية , ولا يختلف عن الاخرين بإنانيتهم وجشعهم ولامبالاتهم وتخبطهم وضيق افق تفكيرهم , فتاريخه يتناقض مع حاضره , وظاهره يخالف باطنه , فالرجل في السر غيره في العلن كسائر القوم .
وطوال هذه الفترة, الرجل يهوى الظهور في اللقاءات الصحفية والفضائيات , ويعشق التعليقات والتصريحات والتغريدات ؛ واغلبها تشجب العملية السياسية وجل رموزها واحزابها , وتجري عكس التيار ؛ اذ يشعر المتابع احيانا وكأنه شخصية بعثية او طائفية او صدامية او تكفيرية او مرتبطة بالاجندات الخارجية المعادية , فهو ينتقد بشدة ويهجو بقسوة , وينسى انه من اعمدة العملية السياسية ومن رجالات الحكومة العميقة او الظل ان جاز التعبير ومن اكثر المستفيدين منها .
ومن كثرة التصريحات النارية وتكرار المواقف الغريبة المعهودة والمسرحيات والسيناريوهات المكشوفة ؛ بات يكرر نفسه ، ويعيد نفس الاسطوانة المخرومة ؛ لذلك راح يتقافز من جهة الى اخرى ومن موقف الى اخر ، هنا و هناك ، فيدلي بتصريحات يهين بها نفسه و يهين سجله وتاريخه السياسي ؛ مع العلم ان البعض يشكك بذلك التاريخ السياسي ويتهمه بالارتباطات المشبوهة بالمخابرات السورية وغيرها ؛ ومن اخر تصريحاته وافتراءاته و( كلاواته ) التي اعتدنا عليها ؛ تصريحه التالي حول الجولاني وعائلته في قناة دجلة الفضائية (( افضل ان اسميه احمد الشرع وليس الجولاني ؛ انا اعرف له تاريخ اخر , الرجل كان يسكن في منطقتي في المزة , واهله وابوه جيراني , فانا اعرف عنه هذا التاريخ , لحد عمره 11 – 12 سنة , لا يوجد خلل بشخصيته كشاب ولا في عائلته , ابوه رجل مثقف , وكان معارضا للنظام ايضا , وجيرته كانت صالحة بكل صراحة , وهذا الكلام الذي يقال : لا احد يعرف اصله ولا احد يعرف فصله , كلام غير صحيح , وغير دقيق , انا اعرف هذا التاريخ , واما التاريخ الاخر فهو يتحدث عن نفسه انه صار عنده تطور , من اسلامي متطرف الى اسلامي معتدل , الى اسلامي واقعي ... )) .
الجميع اتفقوا على عدم معرفتهم التفصيلية واليقينية بشخصية المدعو محمد الشرع او الجولاني ؛ بما فيهم السوريون انفسهم , علما ان الجولاني وطوال سنوات طويلة ومنذ بداية شبابه وانخراطه في التنظيمات الارهابية يحيط نفسه بالكثير من الغموض والسرية والحذر ولم يستعمل اسم احمد الشرع قط ؛ و لا يُعرف الكثير عن حياته الشخصيّة او جذوره العائلية , وقد ادعى البعض ان جذوره من الجولان المحتلة بينما ادعى البعض الاخر انه من العراق ؛ وقيل من القنيطرة , وادعى البعض الثالث ان المدعو احمد الشرع ولد في السعودية بتاريخ 29 أكتوبر 1982م ؛ عندما كان والده موظفاً في وزارة البترول في الرياض ؛ والمعروف بالسيد حسين الشرع الا ان اخ المدعو حسين الشرع والمقيم في احدى الدول الاوربية نفى نفيا قاطعا ان يكون لأخيه ابن اسمه احمد ؛ اذ انجب اخوه المدعو حسين الشرع بنتين فقط , وقد تناقلت وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي ذلك , وادعى هؤلاء ان السيد حسين الشرع انتقل مع عائلته في 1989م إلى دمشق، وسكنوا في حي المزة غربي المدينة ، وعمل احمد الشرع جزئيا في طفولته في بقالة يملكها والده... ؛ وقد تردد على جامع الشافعي الكائن في حيه، وفي عمر السابعة عشرة، أصبح متدينا... ؛ يعني رجع الى سوريا وعمره 7 سنوات ؛ واشتغل فيما بعد في البقالة وتردد على المساجد ومع ذلك لا يعرفه احد من منطقة المزة من السوريين الا ( ابو العريف ) وحيد دهره وفريد عصره عزت الشابندر ؛ والذي يستمع اليه في حديثه يقطع بكونه معاصرا لولادة ونشأة الجولاني المجهول منذ ولادته ولحين بلوغه سن الحادية عشرة او الثانية عشرة ؛ بينما وحسب البيانات الملفقة انه ولد في السعودية ورجع الى سوريا وعمره 7 سنوات ؛ وادعى هؤلاء ايضا انه درس الإعلام في جامعة دمشق الا انه لم يكمل دراسته ؛ ومع ذلك لا يوجد طالب او استاذ في تلك الجامعة العريقة يؤكد وجود شخص بهذا الاسم او السمات , وعندما بلغ العشرين من عمره وفي عام 2003 التحق بالحركات الطائفية والتنظيمات الارهابية في العراق , وارتكب العديد من المجازر والجرائم وشارك في عمليات تلك التنظيمات , واعتقل في العراق ثم اطلق سراحه لأسباب لا يعلمه الله والراسخون في العمالة والخيانة وصناعة الموت والارهاب ... , وفي لقاء متلفز مع الناطق باسم الجيش الحر العقيد المنشق عبد الجبار العكيدي في احدى الفضائيات العربية ... ؛ عندما قال مقدم البرنامج : (( ان الجولاني من القنيطرة ؛ فقاطعه العقيد عبد الجبار , قائلا : لا ليس من منطقة القنيطرة , ابدا لا احد يعرف شئيا عنه , هو مجهول النسب , لا احد يعرف عنه شيئا خلال العشر سنوات الماضية عندما ظهر , لم يظهر احد ويقول ان الجولاني كان معي في الدراسة الابتدائية او الاعدادية او الثانوية او الجامعية , او هو ابن قريتي هو ابن حارتي او كنت صديقه , او كذا هل شهدت هكذا شهادة تؤكد نسبه او وجوده , لا في سوريا ولا في الوطن العربي , الجولاني هو لقيط من لقطاء اقبية المخابرات , وليس لديه أي نسب , ولا احد يعرف , هنالك من يروج لهذا الموضوع و ان ابيه معروف وسكن بالمزة ودرس في كذا , ولكن ارني خلال عشر سنوات شخص واحد فقط في سوريا او الوطن العربي ؛ قال : ان اعرف الجولاني وكان معي في المدرسة او كان معي في الجامعة او كان في الحي الذي اقطن فيه ؛ هل سمعت بذلك ؛ فرد مقدم البرنامج : لا لم اسمع ...!! )) .
جاء في الاثر : ( رحم الله امرأ قال خيرا فغنم أو سكت فسلم ) نعم البعض من الساسة اعتاد الثرثرة و ( اللغوة ) الفارغة والتي لا تعود بالنفع عليه او على حزبه او طائفته او بني جلدته وموطنه ؛ الا ان البعض الاخر يظن ان احرار وغيارى الامة والاغلبية العراقية لا يقرأون ما بين السطور عندما يمرر رسائل مجفرة الى الاعداء ؛ بحجة الموضوعية وذكر تاريخ فلان او علان او بذريعة الحديث السياسي في وسائل الاعلام , والا ما الذي يدعو عزت الشابندر لامتداح شخصية ارهابية حاقدة ومطلوبة للقضاء العراقي ومرتبطة بالجهات المعادية للأغلبية والامة العراقية ؛ بصورة مبطنة وغير مباشرة اذ وصفه بالشاب الصالح ؛ علما انه كان صبيا وليس شابا ؛ اذ ادعى ان معرفته به توقفت الى حين بلوغه سن الحادية عشرة ؛ ولولا مراقبة الاقلام الحرة والشخصيات الوطنية لقال فيه ( وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا ) ؛ وقد شجب العراقيون تصريحه المنكوس هذا وشهادته الباطلة , واستنكر المواطنون في وسائل التواصل الاجتماعي حديثه بشأن الجولاني ؛ وقال البعض : ان تصريحه البائس هذا ؛ يهدف من وراءه الشابندر الى تحقيق مكاسب سياسية كالعادة ؛ اذ يحاول تقديم نفسه كشخصية مؤثرة على مشهد العلاقات العراقية السورية ومد الجسور مع حكومة الجولاني ؛ اذ تشير التحليلات إلى أن الشابندر يسعى من خلال هذه التصريحات البائسة إلى بعث رسالة للحكومة العراقية بأنه يمكن أن يكون الوسيط الأمثل للتواصل مع الجولاني ؛ لاسيما وان صديقه القديم خميس الخنجر والمتهم بالإرهاب والذي رجع الى العملية السياسية بجهود وتزكية عزت الشابندر مقابل حفنة من السحت الحرام كما يشاع في وسائل الاعلام , هو أول من تواصل مع الجولاني ، وأبدى استعداده أيضا كي يكون عراب العلاقات السورية العراقية في العهد الجديد ، ما يعني ان كلا من الشابندر والخنجر يتنافسان على الحظوة لدى الجولاني ؛ وقيل : ان الذي دفع الشابندر الى الادلاء بهذه الشهادة الكاذبة امتلاكه لبعض الاسهم المهمة في الشركة السورية ( ؟؟؟ ) وقيل : بسبب امتلاكه هو ومشعان الجبوري لعدة عقارات غالية الثمن في سوريا ؛ فالرجل يعمل على حماية امواله وممتلكاته ولا يهمه امر الوطن او الاغلبية العراقية .
قناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat