(تأملات في كتاب المصابيح لسماحة السيد أحمد الصافي )57 (موجهات الحكمة)
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب.
علي حسين الخباز
المقالات لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي الكاتب. سعى سماحة السيد أحمد الصافي للاهتمام بالصحيفة السجادية الموجهة إلى المتلقي في كل زمان ومكان، والإفادة من موجهات الحكمة بما تمتلك من تأثير، وربما مفردة التأثير تتكرر في جميع تأملاتنا كونها جوهر المنجز العام بكل تفاصيله، تكون متابعة سماحة السيد الصافي لمؤثرات هذه الحكمة الساعية إلى ترويض النفس وتسليط الضوء على النظرية الأخلاقية التي لها القدرة على التفاعل مع مفردات التوجيه واستثمار البنى الاستفهامية في تحقيق الوعي المدرك، فيما يتعلق بالله سبحانه وتعالى
س: - كيفيه التعامل الإنساني مع الله تبارك وتعالى؟
س: ـ كيفيه التعامل مع حالات المعصية؟
س: ـ كيفيه تلافي المعاصي
هناك مساحه استفهامية تخص العلاقات الاجتماعية
1ـ على مستوى الأرحام
2ـ على مستوى المعارف
3ـ على مستوى الجيران أو الوسط الذي تعيش فيه.
من مدركات وعي المعصوم الانفتاح على جميع أوجه الحكمة بمسعى شمولي قائم على عده مستويات منها المدرك الاجتماعي، والدلالات والمحاججة، والظفر والنصرة في موارد رفعة الخالق.
المعروف في عالم الذكر والثقافة إن التفكير القائم على الحكمة هو أعلى مستويات النمو الإنساني وله الدور التربوي الأساسي، وملمح جمالي له القدرة على النمو، والسمو التربوي عبارة جميلة ومجملة اعتبرها المتعلمون درسا مهما لآداب المتعلم وأدأب المعلم في الوقت نفسه، ركزنا التأمل على التفكير القائم على الحكمة، في مضمون هذه الأدعية المباركة، والمقاربة المعنوية المتماسكة مع المياه الدينية والاجتماعية.
الأمام عليه السلام جعل الطاعة لمن سدد من موارد التوفيق، والتأمل في مفردة التوفيق تأخذنا إلى منحيين:
المنحى الأول... مكافحة الخصائص السلبية، علاقة ارتباطية سلبية بين معطيات الحكمة وأغلب القيم السلبية كالنرجسية وحب الذات.
المنحى الثاني... التعريف بمنهج الإمام السجاد عليه السلام بأن تلك المنهجية مستمدة من الرسالة المحمدية.
الإمام الحجة عليه السلام يقول (اللهم ارزقنا توفيق الطاعة) ويرى سماحة السيد أحمد الصافي أن الطاعة هي نوع من التوفيق لا يفتح لكل أحد، دروس اجتماعية تشكل مساعي حيوية ونشاط إنساني، أشد ما نحتاجه هذه الدروس الفكرية والإنسانية.
1- وفقني لطاعته من سددني
2- ومتابعه من أرشدني
3- سددني لأن أعارض من غشني بالنصح
الإمام السجاد عليه السلام يخبرنا أن الطاعة من مصاديق التوفيق، حكمة إمام ومن الطبيعي أن تكون صاحبة معروف وقاعدة بناء فكري اجتماعي، يعد أهل التسديد الذين جعلوا أقواله وأفعاله صوابا، وأهل التسديد هم القيم الراشدة، مما يعزز عندهم القيمة التربوية ومصدر الوعي.
وجه سماحة السيد أحمد الصافي الأنظار إلى عبارات التواضع المبنية على الطاعة والانقياد والتبعية، وهي من أنفس هذه العلاقات ففي أخلاقيات الأئمة عليهم السلام وعلومهم التربوية.
إن التوفيق هو من الله سبحانه وتعالى، و التوفيق الإلهي ومعناه الإصابة والنجاح والرشاد والإصلاح، التوفيق لطف من الله سبحانه ويعني تسهيل طرق الخير، وبعبارة أخرى جعل الله تعالى قول العبد وفعله متوافقين لأمره ونهيه، إذ قال الإمام صادق عليه السلام في قوله تعالى على لسان نبي الله شعيب عليه السلام ﴿وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللَّهِ ﴾ إذا فعل العبد ما أمره الله عز وجل من الطاعة كان فعله وفقا بأمر الله عز وجل وسمي العبد بهم موفقا، وهذه لا تحصل إلا بالنية الصادقة والتقوى والإيمان وكثرة الدعاء والاستغفار ورعاية الأهل والولاية، وسماحه السيد يرى أن التوفيق ليس ميسورا لكل أحد والإمام يسأل أن يوفق الإنسان للطاعة طاعة الله تبارك وتعالى، الإمام جعل طاعة من سدده من مصاديق الطاعة.
ثم ركز على فضيلة التواضع، والتواضع صفة محمودة تدل على طهارة النفس وتدعو إلى المودة والمحبة والمساواة بين الناس ونشر الترابط بينهم، ويمحو الحسد والبغض والكراهية من قلوب الناس، هو صفة من صفات المؤمنين والمؤمنات، متابعة أهل الإرشاد بمنتهى الطاعة هو التواضع، المؤمن لا يجد سببا حقيقيا للتكبر وقد مرت عندنا سابقا في بعض الأدعية فيها حالة من التذلل، الإنسان حين يتذلل لمؤمن ليس فيه من قصر وكان الأئمة عليهم السلام أكثر الناس تواضعا والتزاما، لذلك نتأمل في معنى الطاعة لمن سدد الإمام عليه السلام، هذا درس من دروس بناء العلاقة الإنسانية، التوقير المعرفي ومستوى إدراك العلاقات.
سماحة السيد الصافي يوجه الانتباه إلى شعور الإنسان الذي لا يمكن أن يقاد، كونه يرى نفسه فوق الآخرين، وهذا مرض خطير، إذ يبين الإمام أن هناك مواطن يحتاج الإنسان فيها أن يتعلم ويتأدب ويتواضع لجهات حددها الإمام، مثل طبقه كبار السن المشمولين بالتوقير.
حكمة الدعاء لو تأملنا فيها ستجدها تعني البصيرة ومعرفة الذات والعالم، وتضمين المتابعة وتنامي السمو والتصابر الإنساني، لكن الإنسان لكي يصل للفضيلة عليه أن يتزين بالآداب وأخلاق الصبر والجدية، والالتزام والتقوى وترويض النفس، يعني تهذيبها وتعويدها على الخير وللفضيلة أبعاد اجتماعية وانفعالية، إدارة الانفعالات، والإيثار.
ويطلب الإمام عليه السلام التسديد (لأن أعارض من غشني بالنصح) في زمن امتلا بروح الانتقام يطلب الإمام عليه السلام الانتقام بالنصح.
ودروس كثيرة يعلمنا الإمام عليه السلام أهمها (زكاة العلم هي الأخلاق)
الموضوع السابققناتنا على التلغرام : https://t.me/kitabat
